"لا مكان آمنا لإجلاء المصابين من مستشفى الشفاء"

مستشفيات محافظة غزة شمال القطاع باتت خارج الخدمة مع انقطاع الكهرباء بسبب النقص في الوقود. المدير العام للمستشفيات في غزة يقول إنه لا يوجد "مكان آمن" لإجلاء الجرحى وحديثي الولادة من مجمع الشفاء الطبي، الذي تحاصره القوات الإسرائيلية.

(Getty Images)

قال المدير العام للمستشفيات في غزة، محمد زقوت، اليوم الإثنين، إنه لا يوجد "مكان آمن" لإجلاء الجرحى وحديثي الولادة من مجمع الشفاء الطبي، الذي تحاصره القوات الإسرائيلية منذ 3 أيام.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في تلغرام

وقال زقوت في مؤتمر صحافي، "لا يوجد مكان آمن لنقل الجرحى والمرضى والأطفال الخدج من مجمع الشفاء، هناك مئات من الجرحى الذين لا يستطيعون مغادرة المستشفى".

وأضاف: "طالبنا أمس (الأحد) بإدخال سيارات إسعاف مصرية لإجلاء الجرحى والمرضى وحديثي الولادة لنقلهم للعلاج في مصر"، مشيرا إلى أن نفاد الوقود وانقطاع الكهرباء والخدمات الطبية تسبب في "استشهاد 32 مريضا وطفلا" كانوا يتلقون الرعاية الطبية في مستشفى الشفاء.

كما اعتبر أن حديث الاحتلال عن عرض تقديم الوقود للمجمع "استخفاف بالعالم"، مؤكدا على أن "الكمية المعروضة تكفي لتشغيل المجمع ساعة واحدة فقط".

بدوه، قال وكيل وزارة الصحة في قطاع غزة، يوسف أبو الريش، إن مستشفيات محافظة غزة شمال القطاع باتت خارج الخدمة مع انقطاع الكهرباء بسبب النقص في الوقود.

وتحدث الطبيب أبو الريش عن "وفاة ستة أطفال خدج وتسعة مرضى في العناية المكثفة" فيما تتواص المعارك شمالي قطاع غزة، حيث تُحكم الدبابات الإسرائيلية الطوق حول مدينة غزة ومستشفياتها خصوصا.

لكن الحصيلة ارتفعت مع إعلان وزارة الصحة أن حصيلة الوفيات بلغت منذ السبت "27 مريضا في العناية المكثفة و7 من المواليد الأطفال الخدج بسبب انقطاع التيار الكهربائي".

والوضع متأزم خصوصا في مستشفى الشفاء، أكبر المؤسسات الاستشفائية في قطاع غزة.

وقال يوسف أبو الريش، الموجود في المستشفى الذي يؤوي "نحو 20 ألف نازح"، إن انقطاع الكهرباء كان وراء وفاة الأطفال الستة والمرضى التسعة.

ولإعادة تشغيل المولدات، تشتد الحاجة إلى الوقود الذي تزداد ندرته بسبب "الحصار المُطبق" الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

ونشر أطباء مشاهد على الإنترنت تظهرهم وهم يعملون على ضوء الشموع والمصابيح الكهربائية، أو بأضواء الهواتف المحمولة فقط، بسبب انقطاع الكهرباء في المستشفيات.

وفنّد مدير مستشفى الشفاء، محمد أبو سلمية، مزاعم الجيش الإسرائيلي بأنه "عرض تقديم بعض من الوقود لدى الجيش لتلبية الاحتياجات العاجلة لمستشفى الشفاء".

وقال أبو سلمية إن "الجيش اتصل بي مرتين وقال إنه سيتم توفير وقود للمستشفى في محطة عكيلة التي تبعد 500 متر عن المستشفى... أبلغني في البداية إنه سيوفر 2000 لتر ثم تراجع وقال فقط 300 لتر بشرط ألا تصل لحماس".

وأضاف "قلت لهم إذا أردتم أن تساعدوا فإننا نحتاج إلى 8000 لتر على الأقل لتشغيل المولدات الرئيسية وإنقاذ مئات المرضى والمصابين، ثم رفضوا ولا نعرف ما هو عليه الوضع... نناشد بتوفير الوقود لإنقاذ المستشفى".

وخارج المستشفيات، تحدث أبو الريش عن وجود "عشرات الشهداء ومئات المصابين ولا أحد يستطيع الوصول إليهم بسبب إطلاق النار على سيارات الإسعاف".

وأضاف "الوضع خطير ونتلقى بلاغات عن نساء اضطررن إلى الولادة في الشارع أو في المنزل من دون قابلات".

ومنذ عدة أيام يقول الجيش الإسرائيلي إنه فتح ممرات آمنة للسماح للنازحين بمغادرة المستشفيات، فيما أكد أبو الريش أنه "تم إجلاء جميع المرضى والطاقم الطبي وتفريغ مستشفى الرنتيسي بالكامل (الأحد) تحت تهديد إطلاق النار من الجيش".

وخلال الأسبوع الماضي، قصف الجيش الإسرائيلي محيط مستشفى الشفاء وأحد المباني التابعة له، مما أوقع قتلى ومصابين، بذريعة أن حركة حماس "تقيم قاعدة عسكرية" أسفل المستشفى الذي يعد المجمع الطبي الأكبر في قطاع غزة.

وكانت حركة "حماس" نفت مرارا ادعاءات الجيش الإسرائيلي عن وجود مركز لها أسفل مستشفى الشفاء أو أيا من المجمعات الطبية الأخرى.

وشهدت الأيام الثلاثة الماضية حصارا مكثفا من القوات الإسرائيلية ضد غالبية مستشفيات شمال قطاع غزة، في ظل غياب تام لمقوّمات الحياة من ماء وغذاء ونفاد احتياطات الوقود.

التعليقات