الاحتلال حوّل مستشفى الشفاء إلى ثكنة عسكرية: آلاف المحاصرين يواجهون الموت

"الطواقم الطبية والمرضى والنازحون يكافحون الموت بسبب عدم توفر أي شيء من أساسيات الحياة. قوات الاحتلال دمرت جميع السيارات في مجمع الشفاء وترفض خروج الكوادر الطبية أو المرضى؛ الاحتلال نفذ عمليات حفر وتفتيش داخل مجمع الشفاء ونقل جثث لجهة مجهولة.

الاحتلال حوّل مستشفى الشفاء إلى ثكنة عسكرية: آلاف المحاصرين يواجهون الموت

قوات الاحتلال في مجمع الشفاء (Getty Images)

قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الخميس، إن أكثر من 7 آلاف بين نازح ومريض وأطقم طبية بمستشفى الشفاء "يكافحون الموت لانعدام المياه والغذاء" جراء حصار الجيش الإسرائيلي.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في تلغرام

وأكد المكتب الإعلامي، في بيان، أنه "لا يوجد غذاء ولا ماء ولا حليب للأطفال في مجمع الشفاء"، وتابع "قد نفقد عددا من الأطفال الخدج بمجمع الشفاء في ظل انقطاع الكهرباء وبقائهم دون حضّانات".

وأضاف "لا يوجد أي مياه أو غذاء في مجمع الشفاء الذي يضم 650 مريضا ونحو 7 آلاف من النازحين".

وأكد أن "الطواقم الطبية والمرضى والنازحون يكافحون الموت بسبب عدم توفر أي شيء من أساسيات الحياة"، موضحا أن "قوات الاحتلال (الإسرائيلي) دمرت جميع السيارات في مجمع الشفاء وترفض خروج الكوادر الطبية أو المرضى".

وشدد المكتب الإعلامي الحكومي على أن "الوضع خطير جدا بمجمع الشفاء ونناشد بالتدخل العاجل لإنقاذ الموجودين بالمجمع".

ولفت إلى أن "الجيش الإسرائيلي نفذ عمليات حفر وتفتيش داخل مجمع الشفاء ونقل جثث الشهداء إلى جهة مجهولة"، مضيفا أن "الاحتلال حول مجمع الشفاء إلى ثكنة عسكرية".

كما طالب "بضغط دولي لتحرير مجمع الشفاء من الجيش الإسرائيلي وإخراج جنوده ودباباته". وأكد أن "الرواية الإسرائيلية بوجود أسلحة بمجمع الشفاء كاذبة ولا تنطلي على أحد".

وأكد أن "مجمع الشفاء ومستشفيات غزة مؤسسات إنسانية ولن نسمح باستخدامها مسرحا لعمليات عسكرية".

ومساء الخميس، حاصر الجيش الإسرائيلي المستشفى المعمداني آخر مستشفى يعمل بغزة، بحسب ما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية.

ومنذ أيام، تتعرض سائر مستشفيات شمال القطاع لقصف إسرائيلي وحصار، بزعم "وجود مقر للمسلحين"، وهو ما تنفيه مرارا حركة "حماس" والمسؤولون الفلسطينيون في قطاع غزة.

خيارات إخلاء مستشفى الشفاء في غزة محدودة

وعلى صلة، قال مسؤول رفيع في منظمة الصحة العالمية، اليوم، إن الأمم المتحدة تبحث عن سُبُل لإخلاء مستشفى الشفاء في غزة، لكن الخيارات محدودة بسبب القيود الأمنية واللوجستية.

وقال مسعفون إن عشرات المرضى توفوا في الأيام القليلة الماضية في مستشفى الشفاء، بسبب الحصار الإسرائيلي، من بينهم ثلاثة رضع حديثي الولادة في حضانات فقدت فاعليتها بسبب انقطاع الكهرباء.

وبعد يوم من دخولها مستشفى الشفاء، لم تقدم إسرائيل أدلة بعد تظهر ما زعمته عن أنه يشكل مقرا موسعا لحماس في شبكة أنفاق تحت المنشأة، وهو ما ادعت أنه يبرر اعتبار المستشفى هدفا عسكريا.

متظاهرون في لندن يرفعون صور الأطفال الخدج المحاصرين في مستشفى الشفاء (Getty Images)

وفي تصريحات لوسائل إعلام أجنبية من بينها شبكة "بي بي سي"، قال الجيش الإسرائيلي، إن عمليات البحث والتفتيش في مستشفى الشفاء قد تستمر لأسابيع، وأضاف أن الاحتلال يركز على كشف شبكة أنفاق حماس والبنية التحتية تحت المستشفى، على حد زعمه.

وأضاف مدير برنامج الطوارئ بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، ريك برينان، أن إحدى العقبات تتمثل في أن الهلال الأحمر الفلسطيني يفتقر إلى الوقود الكافي لتشغيل سيارات الإسعاف داخل غزة لإجلاء المرضى.

وأوضح أن القاهرة منفتحة على عبور سيارات إسعاف مصرية إلى غزة للمساعدة في إجلاء الناس طالما يمكن توفير الضمانات الأمنية والمرور الآمن.

وقال برينان إن منظمة الصحة العالمية علمت أنه لا يزال هناك نحو 600 مريض، من بينهم 27 في حالة حرجة، في مستشفى الشفاء، الذي دخلته القوات الإسرائيلية هذا الأسبوع بعد حصار استمر أياما.

وأضاف "نحن ننظر في مسألة الإخلاء الطبي الكامل ولكن هناك الكثير من المخاوف الأمنية، والكثير من القيود اللوجستية. خياراتنا محدودة إلى حد ما ولكننا نأمل في تلقي بعض الأخبار الأفضل خلال الأربع وعشرين ساعة القادمة أو نحو ذلك".

وأشار إلى أن الأولوية في عملية الإخلاء تشمل المرضى المصابين بأمراض خطيرة و36 طفلا حديثي الولادة لا يجدون حضانات بسبب نقص الوقود اللازم لتوليد الطاقة.

وقال برينان إن خطط الإخلاء تعقدت بسبب انقطاع الاتصالات مع المستشفى معظم الوقت. وأضاف "الفكرة هي أن ننقل غالبية المرضى على مدى أيام أو أسابيع من مستشفى الشفاء".

وتابع "كنا سننقل الجزء الأكبر منهم إلى المستشفيات في جنوب غزة، لكن تلك المستشفيات مكتظة بالفعل، وهذا عامل تعقيد آخر. والخيار الآخر بالطبع هو نقل عدد منهم إلى مصر".

ومنذ 41 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفا و500 شهيد، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلا عن 29 ألفا و800 مصاب، 70% منهم أطفال ونساء، وفق مصادر رسمية فلسطينية.

التعليقات