غزّة: أمّ فقدت طفلين وتخشى فقدان الثالث في المجاعة جراء العدوان الإسرائيليّ

منذ شهرين، يواجه الطفل فادي الزنط، (6 سنوات)، تدهورًا في حالته الصحية، حيث يفقد وزنه بشكل متسارع بسبب نقص الدواء والغذاء المخصص له في شمال قطاع غزة...

غزّة: أمّ فقدت طفلين وتخشى فقدان الثالث في المجاعة جراء العدوان الإسرائيليّ

الطفل فادي الزنط (Getty)

لم تعد الطفولة في قطاع غزة تحظى بأي قسط من البراءة، جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة التي خلفت مجاعة غير مسبوقة، أعقبها انتشار واسع لسوء التغذية والجفاف الذي لحق بأطفال غزة.

ومنذ شهرين، يواجه الطفل فادي الزنط، (6 سنوات)، تدهورًا في حالته الصحية، حيث يفقد وزنه بشكل متسارع بسبب نقص الدواء والغذاء المخصص له في شمال قطاع غزة.

وفي مستشفى "كمال عدوان" في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، يُعالج الطفل الزنط الذي يُعاني من سوء التغذية ونقص العلاج الضروري نتيجة لمرض التليّف الكيسي الذي يُعاني منه منذ ولادته.

هذا المرض الوراثي يجعل الطفل بحاجة ماسة لنوع معين من الغذاء والعلاجات التي نفدت من المخزون في شمال القطاع، والتي تتمثل بالخضروات والفواكه والبيض و المكسرات، وهناك أيضا أطعمة أخرى مهروسة تكون مفيدة لجسده.

فقدت طفلين

ويعيش الطفل داخل المستشفى منذ شهرين على جهاز "التبخيرة" الذي يساعد في فتح مجرى التنفس، ويتلقى المحلول الوريدي الضروري.

وبجانب طفلها الذي تظهر على ملامحه الضعف الشديد، تجلس والدته التي ترتسم على محياها علامات الحزن والقلق، خوفًا على فقدان طفلها.

و تظهر على وجه الأم آثار التعب والإرهاق، حيث يعكس ذلك الصراع الذي تمر به كأم لطفل يواجه تحديات صحية خطيرة، فضلًا عن أنها تحمل في قلبها آلام الفقدان.

وفقدت الأم، بنفس المرض، شقيقين لفادي في السنوات الماضية، ما يجعل هذه المحنة تزيد من عبء معاناتها وقلقها.

الغذاء غير متوفر

وتقول والدة الزنط للأناضول: "طفلي فادي يعاني من مرض التليف الكيسي، وفي الشهرين الماضيين تدهور وضعه الصحي ما دفعه للإقامة في المستشفى".

وأضافت أن هذا المرض يتطلب رعاية صحية وعلاجًا مناسبًا وغذاء صحيًا، وهذا ما ينقصه في شمال قطاع غزة الذي يعاني من مجاعة.

وأكدت أن "فادي يعاني من وضع صحي صعب وأخشى عليه من الفقدان، يعتمد في الوقت الحالي داخل المستشفى على المحلول وجهاز التبخيرة الذي يحتاج لتيار كهربائي بشكل دائم، وهذا ما نفقده أيضا في قطاع غزة المحاصر والذي يعاني من الحرب".

وأشارت إلى أن "الغذاء الصحي غير متوفر، ما يسبب مضاعفات صحية خطيرة عليه بعدما فقد كيلوجرامات من وزنه".

وأوضحت أنها تخشى فقدان طفلها، كما فقدت اثنين آخرين خلال السنوات الماضية بنفس المرض.

وتتمنى الفلسطينية أن يتم توفير الغذاء والعلاج لطفلها، ومعالجته في الخارج، وأن تنتهي الحرب الإسرائيلية على القطاع التي أدت لوفاة العديد من الأطفال بسوء التغذية ونقص العلاج.

والسبت، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفاع حصيلة وفيات سوء التغذية والجفاف في القطاع إلى 25 بعد وفاة فلسطينيتين إحداهما رضيعة.

وتابعت: "الحصيلة المعلنة لشهداء سوء التغذية والجفاف تعكس ما يصل للمستشفيات فقط".

وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال، على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من السكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عامًا.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلًا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة

التعليقات