هناء النجّار من غزّة: أجهل مصير زوجي وأخشى على حياة أبنائي من المجاعة

أشارت إلى أن طفليها كانا بحالة صحية جيدة ويتحركان بنشاط، لكنهما يعانيان الآن من نقص في الوزن وأصبحا غير قادرين على المشي، بسبب سوء التغذية.

هناء النجّار من غزّة:  أجهل مصير زوجي وأخشى على حياة أبنائي من المجاعة

(Getty)

مع انتهاء الأسبوع الأول من شهر رمضان تستمر مأساة الفلسطينيين على كافة الصعد مع تصاعد المجاعة التي ضربت مناطق في قطاع غزة، جراء الحرب الإسرائيلية المدمرة والمتواصلة منذ أكثر من 5 شهور.

الفلسطينية هناء النجار (41 عامًا) تخشى على حياة اثنين من أطفالها الذين يواجهون مرضًا شديدًا جراء سوء التغذية، فيما تعتريها مشاعر الخوف على مصير زوجها الذي اعتقله الجيش الإسرائيلي في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

وعلى سرير في "المستشفى الأوروبي" بمدينة خانيونس، ترقد الفلسطينية وعلامات الحزن تطفو على وجهها بينما تحتضن طفلها الذي اشتد عليه المرض نتيجة سوء التغذية ونقص الطعام الصحي.

وتعيش الفلسطينية حالة من اليأس والقلق، حيث تشعر بالعجز عن التصدي للنوائب التي قد تحل بمصير طفليها وزوجها المعتقل منذ أسابيع. وتجد نفسها عاجزة عن تلبية الاحتياجات الأساسية لطفليها، مع تفاقم شح الطعام ونقص الأموال في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي.

ويزيد ذلك ألمًا نزوحها من منزلها في المناطق الشرقية لمدينة خانيونس إلى المناطق الغربية، مضطرة بفعل الهجمات الإسرائيلية العنيفة على تلك المناطق قبل شهرين.

وتأمل الأم أن تعود بها الحياة إلى ما كانت عليه في السابق، وتلتقي بزوجها مرة أخرى، ويعيشان معًا في أمن وسلام.
تقول النجار: "أخبرني الأطباء أن أطفالي يعانون من الجفاف وسوء التغذية وتسمم نتيجة تناولهم أطعمة ضارة".

وتضيف: "تم اعتقال زوجي عند حاجز إسرائيلي، وأنا غير قادرة على رعاية أطفالي المرضى في ظل الحرب المستمرة".

وتابعت: "الوضع المالي صعب، ولا أعرف مصير زوجي، وأخشى فقدان أطفالي بسبب سوء التغذية، فهناك أطفال توفوا بسبب هذه الأزمة".

وأوضحت أن أطفالها بحاجة ماسة إلى حليب وطعام مخصص وفيتامينات نظرًا لما يعانونه من سوء تغذية، ومن مشاكل مثل القيء والإسهال.

وأشارت إلى أن طفليها كانا بحالة صحية جيدة ويتحركان بنشاط، لكنهما يعانيان الآن من نقص في الوزن وأصبحا غير قادرين على المشي، بسبب سوء التغذية.

آثار الدمار جراء القصف الإسرائيليّ على غزّة (Getty)

وطالبت السيدة الفلسطينية الجهات الدولية والمؤسسات الحقوقية بمساعدتها لمعرفة مصير زوجها وإطلاق سراحه من قبل الجيش الإسرائيلي، لكي يتمكن من رعاية أطفاله وتأمين احتياجاته.

ووفقًا لآخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة، فإن عدد الوفيات جراء سوء التغذية والجفاف وصل إلى 27 فلسطينيًا، بما في ذلك أطفال رضع.

والأحد، أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، بأن "الجوع في كل مكان بقطاع غزة".

وشددت الوكالة الأممية بمنشور عبر منصة إكس، على أن "الوضع في شمال غزة مأساوي حيث تُمنع المساعدات رغم النداءات المتكررة".

وقالت الأونروا إنه "مع اقتراب رمضان، فإن وصول المساعدات الإنسانية عبر قطاع غزة، والوقف الفوري لإطلاق النار ضروريان لإنقاذ الأرواح".

وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عامًا.

ويحل شهر رمضان هذا العام، بينما تواصل إسرائيل حربها المدمرة ضد قطاع غزة رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" في حق الفلسطينيين.

وبالإضافة إلى الخسائر البشرية تسببت الحرب الإسرائيلية بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل حوالي 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.

التعليقات