انتظرتهما 11 عامًا.. استشهاد توأم بصاروخ إسرائيلي

رانيا أبو عنزة فقدت زوجها وطفليها التوأم (5 أشهر) اللذين أنجبتهما بعد 11 عاما من الزواج وذلك في غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة

انتظرتهما 11 عامًا.. استشهاد توأم بصاروخ إسرائيلي

(الأم الثكلى على أنقاض منزلها المدمر)

لم يدر في خلد الفلسطينية رانيا أبو عنزة، أن تكتب الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة نهاية مؤلمة لحلمٍ بدأ للتو بإنجاب طفلين توأم بعد 11 عامًا من الزواج.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

عقد من الزمن خاضت خلاله أبو عنزة، 3 جولات من التلقيح وزراعة الأجنة لتحقق حلمها في أن تصبح أمًا، كل ذلك ذهب أدراج الرياح مع قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي منزل العائلة وتدميره في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

قتل الطفلان التوأم وسام ونعيم أبو عنزة بعمر خمسة أشهر، وهما الأصغر بين 14 شخصًا من العائلة ذاتها، إضافة إلى والدهما في غارة جوية إسرائيلية على دير البلح، مطلع آذار/مارس الجاري.

خسارة العائلة

الأم الثكلى (27 عامًا) تقول بحرقة: "كنت أتمنى أن يقضيا معي شهر رمضان المبارك والعيد مثل كل أم تحب أن يكون أطفالها معها".

وتضيف وهي تقف على أنقاض منزلها المدمر: "هنا بيتنا، وهنا كنا نائمين أثناء القصف".

وبينما تنظر إلى الركام، تستغرب قصف الاحتلال للمنزل الذي يسكن فيه مدنيون آمنون دون سابق انذار، "فلا شيء يستدعي قصف المكان".

وتفتقد أبو عنزة زوجها وطفليها التوأم والذكريات الجميلة، وتقول: "لم أفكر قط في أن أخسر زوجي وأولادي وعائلتي، كنا نعيش أياما جميلة وذكريات أجمل".

وتتابع الأم المكلومة والدموع بعينيها: "أصعب شيء عندما رأيت أولادي مستشهدين، صرت أبكي بحرقة".

وتوضح وهي تمسك بملابس طفليها التوأم، أنها كانت تحلم منذ زمن طويل بأن تصبح أمًا ويصبح عندها أطفال.

واعتادت أبو عنزة أن تزور منزلها المدمر لتفقده واستخراج بعض الملابس والمقتنيات البسيطة لتستذكر اللحظات الجميلة برفقة عائلتها الصغيرة.

وتقول: "هذه الأشياء أحضرها والدهما ولم نستطع إخراج كل الملابس من تحت الركام".

وتشير إلى صورة طفليها التوأم وتواصل الحديث: "هذا ابني نعيم سماه أبوه بذلك نسبة لجده، وهذه سوسو سماها أبوها وسام على اسمه وهذه ملابسهما، فقد استحما قبل نومها واستشهادهما".

هدية عيد الأم

وكانت الأم المكلومة تحلم بأن يكبر طفلاها وأن يحضرا لها ولجدتهما الهدايا في عيد الأم أسوة بباقي الأبناء.

وتستكمل: "زينت بيتنا وأحضرت فوانيس رمضان. أحضرت لابنتي فستان العيد وحذاء وأيضا بكلة (ربطة شعر) صغيرة رغم أنها لم يكن لديها شعر طويل بعد. أهل زوجي فرحوا بأول فستان أشتريه لابنتي وسام".

وتستدرك: "هذا هو الفستان استخرجته من تحت الأنقاض ولكن لم أستطع أن أخرج الحذاء. حبيبتي سوسو (ابنتها وسام) وعمري وقلبي".

وتأمل أبو عنزة أن تنتهي الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة بأقرب وقت، حتى يتوقف الدم النازف ولا سيما بحق الأطفال.

التعليقات