"لا جديد في مفاوضات القاهرة" في ظل تعنت إسرائيل: واشنطن تواصل الضغط

في حين تمارس إدارة الرئيس بايدن ضفوط "غير معهودة" في مسعى للدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق حول وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة، مصادر في حركة حماس تقول إن المحادثات لم تشهد جديد في ظل تعنت الاحتلال.

(Getty Images)

تراجعت الآمال في تحقيق انفراج سريع في مفاوضات القاهرة للتوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب التصريحات الصادرة عن مسؤولين بعد أن تحدثت تقارير مصرية مرتبطة بالدولة عن تحقيق "تقدم ملحوظ"، في ظل "ضغوط أميركية غير مسبوقة" في محاولة للدفع الأطراف نحو الاتفاق.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وأوضح مصدر مصري رفيع تحدث لصحيفة "العربي الجديد" أن "المباحثات تدور حول مقترح رئيسي يتضمن هدنة لمدة 6 أسابيع فقط دون أن تكون ضمن مراحل متعددة"، وقال إن "المقترح يتضمن إطلاق سراح 40 من الأسرى الإسرائيليين لدى حماس مع عودة جزئية للنازحين إلى مناطق شمالي القطاع".

وذكر أن "المقترح لا يتضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار وهو ما ترفضه حماس بشكل قاطع"، مشيرا إلى أن "الجانب الأميركي يأمل بحدوث حلحلة في المشهد السياسي الإسرائيلي تقود لتغييرات تساهم في تسوية جديدة"، موضحا أن المقترح ينص على زيادة "عدد النازحين الذين يمكن لهم العودة إلى شمالي القطاع إلى 6 آلاف يوميًا بدلًا من ألفين".

وأفاد المصدر بأن "الاحتلال متمسك بضرورة تفتيش العائدين والتأكد من كونهم غير مطلوبين وهو ما تعترض عليه حماس"؛ كما نقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول كبير في حماس قوله إنه "ليس هناك تقدم ملموس"، مع تركز الخلاف على وتيرة عودة النازحين إلى شمالي غزة.

وقال القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري، إن الحركة تتعامل "بمرونة مع مفاوضات القاهرة بينما يصر الاحتلال على حصرها في تبادل الأسرى والسماح بعودة محدودة للنازحين وهذا لا يؤدي لاتفاق ناجح"، وأضاف "هدفنا في حماس من أي اتصالات هو وقف الحرب على غزة ووقف العدوان على شعبنا الفلسطيني".

وفي تصريحات لوكالة "رويترز"، أكد قيادي في حماس أنه "لم يتم إحراز تقدم" في جولة المحادثات الجديدة، موضحا أنه "ليس هناك أي تغيير في مواقف الاحتلال ولذا لا جديد في مفاوضات القاهرة"، وأضاف "لا يوجد تقدم حتى اللحظة"؛ في حين نقلت قناة القاهرة الإخبارية التابعة للدولة أنه "تم إحراز تقدم بعد التوصل إلى اتفاق بين الوفود المشاركة حول القضايا قيد المناقشة".

في المقابل، ادعى مصدران مصريان تحدثا لوكالة "رويترز" أن "الجانبين قدما تنازلات قد تساعد في تمهيد الطريق للتوصل إلى هدنة من ثلاث مراحل، كما جرى الاقتراح في المحادثات السابقة، تشمل تحرير كل من تبقى من الرهائن الإسرائيليين ومناقشة وقف طويل الأمد لإطلاق النار في المرحلة الثانية".

وأضافا أن "التنازلات تتعلق بتحرير الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس، وبمطالبة الحركة بعودة السكان النازحين إلى شمال غزة". وكشفا عن اقتراح الوسطاء بأن تراقب قوة عربية عملية العودة في وجود قوات أمنية إسرائيلية ستنسحب لاحقا. وأفاد المصدران بأن الوفود غادرت القاهرة، ومن المتوقع استمرار المشاورات خلال الساعات الـ48 المقبلة.

وشدد أبو زهري على أن الحركة تتعامل مع المفاوضات الجارية في القاهرة بـ"إيجابية ومرونة كبيرة، ولكن ما يعيق تطوير هذا الجهد والتوصل إلى اتفاق هو الموقف الصهيوني". وكشف أن "الاحتلال الاسرائيلي لا يستجيب لأي طلب للمقاومة ولشعبنا، وخاصة وقف الحرب على غزة.. ومطالب المقاومة واضحة".

وأوضح أن هذه المطالب هي: "وقف الحرب، ووقف منع النازحين من العودة إلى الشمال، وتمكين دخول المساعدات ومواد الإعمار بحرية عبر المعابر المؤدية إلى القطاع، والانسحاب الإسرائيلي من داخل القطاع، (لكن) الاحتلال لا يستجيب لأي من هذه المطالب، وهذا ما يبقي الأمور تراوح في مكانها"، ولفت إلى أن "الاحتلال الصهيوني يحاول أن يعطي انطباعا بأنه قدم مرونة كبيرة، لكن هذه المرونة في التصريحات الإعلامية ليس أكثر".

التعليقات