مروان البرغوثي.. 22 عاما من الصمود بسجون الاحتلال

شكلت محطة اعتقاله، جزءا من مسار استهداف الاحتلال له بالملاحقة والإبعاد ومحاولات الاغتيال المتكررة في أوج محطات انتفاضة الأقصى، وقاد البرغوثي الانتفاضة التي قدم خلالها الشّعب الفلسطيني، وكل القوى الثورية أبهى، وأرقى صورة من صور التصدي، والكفاح في مواجهة الاحتلال.

مروان البرغوثي.. 22 عاما من الصمود بسجون الاحتلال

سعى لتحقيق وحدة الشعب الفلسطيني (Getty Images)

يصادف، اليوم الإثنين، الذكرى الـ22 على اعتقال القائد والمناضل الوطني عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) مروان البرغوثي، إلى جانب الأسير المناضل أحمد البرغوثي الملقب (بالفرنسي).

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وجاء في بيان صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني: "هذه الذكرى تأتي مع تصاعد واستمرار عدوان الاحتلال الشامل على الشعب الفلسطيني وأسرانا في سجونه، وفي وقت هو الأكثر دموية بحقّ شعبنا، مع استمرار الاحتلال بتنفيذ إبادته الجماعية الممنهجة بحقّ شعبنا في غزة، ومرور قضيتنا في منعطف تاريخي يُشكّل امتدادًا لدرب النّضال والكفاح الذي خطه أبناء شعبنا بالدم والتّضحية على مدار عقود طويلة وما يزال".

لقد شكلت محطة اعتقاله، جزءًا من مسار استهداف الاحتلال له بالملاحقة والإبعاد ومحاولات الاغتيال المتكررة في أوج محطات انتفاضة الأقصى، وذلك في محاولة لتقويضها، وقاد الأسير البرغوثي انتفاضة الأقصى التي قدم خلالها الشّعب الفلسطيني، وكل القوى الثّورية أبهى، وأرقى صورة من صور التّصدي، والكفاح في مواجهة الاحتلال.

وقدم البرغوثي ورفاقه الأسرى وما زالوا النّموذج للصمود والتضحيّة والعطاء، رغم القيد، والقهر، والسياسات الممنهجة التي سعى الاحتلال من خلالها لتغييب قادة شعبنا، ومناضليه خلف القضبان على مدار عقود، وهذا ما بدده الأسير البرغوثي ورفاقه بالعمل الدؤوب، وخلق أدوات نابعة من إيمانه الراسخ بحتمية الحرّيّة والاستقلال والعودة، وحوّل محطة الأسر إلى جبهة جديدة من جبهات النضال، وواصل من هناك دوره القيادي الطليعي، وسعى لتحقيق وحدة الشعب الفلسطينيّ، وقدم هو وإخوته ورفاقه أعمق وأشمل وثيقة للوحدة الوطنية، التي تمثل أساساً وهدياً للحركة الوطنية.

ومنذ السابع من أكتوبر يتعرض الأسرى وقادة الحركة الأسيرة، ومنهم القائد البرغوثي، لعمليات تنكيل وعزل وسلب وتعذيب واعتداءات غير مسبوقة بكثافتها، فقد تعمدت منظومة السجون على ترسيخ كل ما تملك من أدوات لاستهداف الأسرى، وسلب حقوقهم، وما تمكنوا من تحقيقه بالدّم والتّضحية.

وتعرض البرغوثي إلى جانب رفاقه، إلى عمليات عزل ونقل متكررة، فمنذ شهر كانون الأول/ ديسمبر 2023، أقدمت إدارة السّجون على نقله من سجن (عوفر) إلى عزل سجن (أيالون - الرملة)، ثم إلى عزل (أهليكدار)، ونقلته مرة أخرى إلى عزل (الرملة)، وأخيرًا حيث يقبع وفقا لآخر المعطيات في عزل سجن (مجدو).

وخلال عمليات نقله وعزل المتكررة تعرض لاعتداءات متكررة من قبل وحدات القمع تحديدًا في عزل سجن مجدو، الذي شكل الشاهد الأبرز على عمليات التعذيب والتنكيل بعد السابع من أكتوبر، حيث تعرض القائد البرغوثي لاعتداءين متتالين في عزله الانفرادي، إلى جانب مجموعة من قيادات الحركة الأسيرة.

إن كل هذه الإجراءات والسياسات التي صعد الاحتلال من ممارستها بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، لم تكن وليدة اليوم بل شكلت نهجا وامتدادا لسياساته القمعية والانتقامية منذ احتلاله للأرض الفلسطينية، وتعرض مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني لعمليات اعتقال وتنكيل وتعذيب.

ونذكر أن عملية العزل الذي يواجهها القائد البرغوثي اليوم لم تكن الأولى في مسيرته الاعتقالية، بل واجه العزل مرات عديدة، ورغم ذلك فقد تمكّن من تحويل تجربة السجن والعزل، إلى جبهة ساخنة لمواجهة الاحتلال، وعزز فكره الثوري من خلال سلوكه، واستعداده الدائم للتضحية.

وواصل البرغوثي نضاله بغرض تكريس مقولة "أن سجون الاحتلال قد تحولت إلى معاهد وجامعات"، ففي الماضي كان هذا تعبيرا مجازا، وتمكن الأسرى من إنجازه على صعيد توفير أسباب الاطلاع والتنور، وتعزيز العلم، والمعرفة، والثقافة، ولكنها الآن قد أصبحت بالفعل جامعات حقيقية يتخرج منها قادة متسلحين بالعلم، الذي آمن به القائد البرغوثي أنه أحد أهم روافع الانتصار".

ووجهت هيئة الأسرى ونادي الأسير التحية للقائد البرغوثي، ولكافة رفاقه في الأسر، الذين يواصلون مسيرتهم الكفاحية بكل ما يملكون من إرادة وقوة وصمود.

التعليقات