كيف يعيش النازحون العائدون إلى شماليّ غزة مع انعدام مقوّمات الحياة؟

منذ 10 أيام يشكو أهالي شماليّ غزة، من عدم وجود أي مصدر للمياه؛ إضافة لعدم وجود مساحات فارغة لنصب خيام إيواء؛ ويؤكّد أهال أنهم "قرروا العودة رغم عدم وجود مقومات للحياة، لأنهم أصحاب الأرض، ويعتبرون وجودهم فيها أكبر تحدٍ للاحتلال".

كيف يعيش النازحون العائدون إلى شماليّ غزة مع انعدام مقوّمات الحياة؟

(Getty Images)

مع بدء عودتهم إلى شماليّ قطاع غزة، يواجه الأهالي تحديا صعبا لتوفير مقومات الحياة، التي تعمّد الجيش الإسرائيلي تدميرها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحرب التي بدأها في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، واستمرّت لأكثر من 15 شهرا.

ومنذ 10 أيام، يشكو أهالي الشمال من عدم وجود أي مصدر للمياه، إضافة لعدم وجود مساحات فارغة لنصب خيام الإيواء على أرضها، وذلك بسبب أنقاض البيوت المدمرة؛ كما أن المساعدات الإنسانية والإغاثية، لم تصل إلى الشمال بعد.

واضطرت العائلات العائدة إلى شمال القطاع، لإقامة خيام إيواء في الشوارع، وقرب أنقاض منازلها المدمرة، في ظلّ عدم وجود بدائل.

أصحاب الأرض

هيثم انصيو الذي عاد إلى بلدة بيت حانون قبل أكثر من أسبوع، يقول إنه "لا يوجد أي مقومات حياة في شمال قطاع غزة".

(Getty Images)

ويضيف أن "الأهالي قرروا العودة رغم عدم وجود مقومات للحياة، لأنهم أصحاب الأرض، ويعتبرون وجودهم فيها أكبر تحدٍ للاحتلال، وانتصارا عليه"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "الأناضول" للأنباء.

ويلفت إلى أن عائلته المكونة من 15 فردا، تشمل زوجة وأبناء وأحفاد، قد عادت إلى بيت حانون، وأقامت خيمة قرب ركام منزلها المدمر، وسكنتها رغم انعدام سبل العيش.

وبشكل يومي، تضطر عائلة انصيو نقل المياه على عربة تجرها حمار من مسافة تزيد عن 10 كيلومترات، وفق قوله.

(Getty Images)

ويأمل انصيو أن تعمل الجهات المعنية بأقرب وقت على توفير مستلزمات الحياة للعائدين إلى شمال القطاع، خاصة الماء الذي يعتبر عصب الحياة.

ويذكر أن المنطقة لا يوجد فيها خطوط إمداد طعام أو مياه، داعيا الجهات المسؤولة لإنشاء "مخيمات تشجع الناس على العودة إلى أماكن سكنهم ولو حتى فوق الركام".

ودعت وزارة التنمية الاجتماعية بغزة النازحين العائدين من جنوب القطاع، السبت، بالاهتمام إلى جلب خيامهم معهم، في ظل عدم وصول خيام إلى محافظتي غزة والشمال.

(Getty Images)

وطالبت الوزارة الأطراف بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل إدخال الخيام بصورة عاجلة، لتأمين أماكن سكن للنازحين العائدين.

لا ماء ولا طعام ولا مأوى

وفي مخيم جباليا بمحافظة الشمال، تعيش عائلة النجار نفس المعاناة بعدما أقامت خيمة قرب ركام منزلها المدمر لتأوي بها 9 أفراد.

تقول الأم ماجدة النجار "كل شيء صعب، لا يتوفر لدينا أي شيء يمكن أن يساعدنا على الحياة، جئنا لهذا المكان لأنه لا بديل عنه".

وتضيف عن ظروف الحياة، أنه "لا يوجد (شبكات) صرف صحي ولا ماء ولا فراش ولا أغطية ولا طعام، ولا أي مقومات أخرى للحياة".

(Getty Images)

وتشير إلى أنهم "استبشروا خيرا باتفاق وقف إطلاق النار، وكانوا متأملين أن يتم إدخال بيوت مؤقتة أو خيام، لكن للأسف لم يحصل ذلك إلى اليوم".

وتتابع السيدة متحدثة عن المعاناة اليومية "ننقل المياه حملا بالأيدي من مسافات بعيدة، وبكميات قليلة جدا، لا تكاد تكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية".

وتضيف "نأمل أن يتم في أقرب وقت توفير كل ما يحتاجه الأهالي والصامدين شمال قطاع غزة من مقومات، حتى يتمكنوا من مواصلة الحياة والانتصار على الاحتلال بصمودهم".

(Getty Images)

والإثنين، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان إن محافظتي غزة والشمال بحاجة إلى 135 ألف خيمة و"كرفان" بشكل فوري، حيث بلغت نسبة الدمار جراء الإبادة الجماعية، ما نسبته 90 بالمئة في المحافظتين.

وطالب المكتب "المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية والدول العربية إلى فتح المعابر، وإدخال المستلزمات الأساسية، لإيواء شعبنا الفلسطيني".

(Getty Images)

وفي 19 كانون الثاني/ يناير الجاري، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بغزة حيّز التنفيذ بين حركة "حماس" وإسرائيل، ما سمح لآلاف النازحين بالعودة إلى مناطق سكنهم، ومنازلهم المدمرة، باستثناء العودة من جنوب القطاع إلى شماله، الأمر الذي بدأ، أمس الاثنين.

ويتواصل توافد الفلسطينيين العائدين إلى الشمال قادمين من الجنوب، لكن فرحة العودة تتبدد مع غياب سبل ومتطلبات الحياة في المنطقة.

(Getty Images)

ويتكوّن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة الذي تم التوصل إليه بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر، من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية وثالثة وصولا لإنهاء حرب الإبادة.

وخلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة، نحو 159 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

(Getty Images)
(Getty Images)

التعليقات