الأسير ناصر عويس من داخل زنزانته .. إرادة أقوى من السجان

ويروي المحامي عن عويس ( 33 ) عاماً بأن أصعب موقف واجهه في السجن هو خبر إستشهاد شقيقه زهير وإبنه محمد وإبن عمه بشير ، ولكنه يقول أن هذا هو قدر الشعب الفلسطيني الذي يدفع ثمن حريته

الأسير ناصر عويس من داخل زنزانته .. إرادة أقوى من السجان
يعيش الأسير ناصر عويس الذي تتهمه سلطات الاحتلال الاسرائيلي بأنه القائد العام لكتائب شهداء الأقصى والمحكوم أربعة عشر مؤبداً وخمسين عاماً في سجن إيشيل ببئر السبع يعيش ظروفا غاية في القسوة والعزل منذ إعتقاله في حملة ما يسمى " السور الواقي " الشهيرة في الرابع عشر من شهر نيسان عام 2002م بعد حملة مطاردة طويلة من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلي أدت إلى إعتقاله في أحد البيوت القريبة من منطقة الفارعة .

ويحظى عويس باحترام وتقدير الشعب الفلسطيني ، ويتمتع بشعبية واسعة بين أوساط الشبيبة وكتائب المقاومة الوطنية والإسلامية ، ويعتبر من مؤسسي كتائب شهداء الأقصى التي أعادت لحركة فتح جماهيريتها وحضورها الوطني ووجهها المناضل من خلال دوره القيادي المميز فيها وعضويته كذلك في منظمة الشبيبة الفتحاوية .

يقول المحامي إلياس صباغ الذي زار عويس مؤخراً في عزل إيشيل أن ناصر عويس يتمتع بإرادة قوية ومعنويات عالية ، رغم حالة العزل المتواصلة التي يتعرض لها منذ إعتقاله ، وأنه يتابع التطورات السياسية على الساحة الفلسطينية بعد وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات ، وإنتقال السلطة وتوزيع المسؤوليات والمهام بشكل سلس وحضاري ، ويرى عويس أن ممارسة الديمقراطية عبر الذهاب لصناديق الاقتراع لانتخاب رئيس للشعب الفلسطيني ومجلس تشريعي ومجالس محلية هي من الأمور الهامة التي من الممكن أن تعيد الهيبة للمؤسسة الفلسطينية ، واعتبر عويس ان الأولوية لدى الشعب الفلسطيني هي إقامة مؤسسات ديمقراطية وسلطة نظيفة وقانون فلسطيني يخضع له الجميع ، وقضاء نزيه وعادل ، ومحاربة الظواهر السلبية والفساد الإداري والمالي داخل أجهزة ووزارات السلطة ومؤسسات المجتمع المدني وإقصاء كل من أساء للسلطة وإستغل موقعه في خدمة قضاياه الشخصية والثراء بشكل غير شرعي على حساب معالجة قضايا المواطنين ، ووقف حالة الإستعراض والإستقواء على المواطنين من بعض المجموعات المسلحة ومظاهر الفلتان الأمني التي تسيئ للمقاومة وتحرف الأنظار عن العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد جماهير شعبنا .

واكد عويس للمحامي ان رحيل ياسر عرفات قد فرض على من سيأتي بعده الإلتزام بالسقف السياسي الذي لم يتنازل عنه عرفات ، وعدم التفريط بالأهداف الوطنية الفلسطينية التي تمسك بها .

وعلى صعيد حركة فتح يرى عويس أن عقد المؤتمر العام السادس أمر ضروري وهام ويجب العمل على عقده بالسرعة الممكنة لإختيار قيادة جديدة للحركة وتأكيد تمسك الحركة ببرنامجها السياسي المبني على مقاومة الإحتلال الإسرائيلي حتى رحيله عن أرضنا وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفق قرارات الشرعية الدولية وخاصة القرار 194 ، ورفض سياسة التعيينات والإضافات في مؤسسات الحركة القيادية وضرورة تمثيل الأسرى في المؤتمر.

وعن حالة العزل التي يعيشها الأسير عويس منذ أكثر من سنتين فقد أكد المحامي الصباغ أن مساحة زنزانته تبلغ 4.5متر مربع بطول 2.5متر وعرض 1.8متر ، يعيش معه فيها الأسير محمود عيسى ، ولا يخرجا للفورة إلاّ مرة واحدة في اليوم لمدة ساعة واحدة دون أن يتمكنا من الإختلاط بزملائهم الأسرى ، حيث كان يتواجد في هذه الزنزانة إيغال عمير قاتل رابين والمجرم روزن شتاين .

ويروي المحامي كيفية الخروج للفورة ، حيث تقوم إدارة السجن بوضع الكلبشات بيدي الأسيرين كل على إنفراد من داخل طاقة صغيرة في باب الزنزانة ، ومن ثم تقوم بفتح الباب وتضع الكلبشات بأرجلهما ، وتقوم شرطة السجن بإقتيادهما الى داخل الفورة ومن ثم تفك الكلبشات ، وتتركهما لوحدهما لمدة ساعة ، وبعدها تعيد الكلبشات الى أيديهم وأرجلهم وتعيدهما الى الزنزانة ، وهذا الوضع يتواصل معهما طيلة فترة وجودهما في قسم العزل ، حيث يعيش هذه الظروف الصعبة في ايشيل الأسرى مازن ملصة وحسن سلامة وزاهر جبارين ومحمد الحاج ومحمود ابو سرية وهاني من الخليل .

ويقول المحامي الصباغ أن اوضاع السجن صعبة للغاية ، الأمر الذي يدعو الى الإهتمام في قضية الأسرى بشكل عام والأسرى المعزولين بشكل خاص على كافة الصعد والمستويات السياسية والإعلامية وتوفير الإحتياجات الضرورية للأسرى .

ويروي المحامي عن عويس ( 33 ) عاماً بأن أصعب موقف واجهه في السجن هو خبر إستشهاد شقيقه زهير وإبنه محمد وإبن عمه بشير ، ولكنه يقول أن هذا هو قدر الشعب الفلسطيني الذي يدفع ثمن حريته وإستقلاله من دماء أبنائه ومعاناه أسراه وجرحاه ، وترى التفاؤل في كلماته عندما يردف قائلاً :- كل الشعوب التي خضعت للإحتلال نالت إستقلالها وسينال شعبنا إستقلاله من خلال وحدته الوطنية ومقاومته الباسلة .

وكان عويس ،أحد سكان مخيم بلاطة للاجئين ، أعتقل لأول مرة وهو في الخامسة عشرة من عمره وأمضى خمس سنوات في سجن نابلس القديم وتتلمذ على يدي النائب حسام خضر داخل السجن ، وبعد الإفراج عنه عاد لممارسة نشاطه الوطني في الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987م فطورد من قبل سلطات الإحتلال وتم نفيه إلى الأردن بعد حصار جامعة النجاح الوطنية هو ومجموعة من زملائه ، وعاد الى أرض الوطن ودرس في جامعة النجاح الوطنية وتخرج منها قبل إنطلاق الإنتفاضة الثانية بوقت قصير ليصبح أحد قادتها الرئيسيين .

التعليقات