لتصوير مشاهد من فيلم: لم يعثر على أسوأ من سجن الرملة!

-

لتصوير مشاهد من فيلم: لم يعثر على أسوأ من سجن الرملة!
أكدت وزارة شؤون الأسرى والمحررين بان شركة إعلامية أمريكية لانتاج الأفلام قامت بتصوير مشاهد من فيلم يروى قصة فتاة يهودية تم اعتقالها خلال الحرب العالمية الثانية في سجن تركي، وقد تم تصوير تلك المشاهد في عزل أيلون قسم13 بسجن الرملة، ولمدة ثلاثة ايام متتالية.

وأوضحت الوزارة نقلاً عن المحامية شيرين عراقي التي قامت بزيارة السجن والتقت الأسيرين محمود شبانه وفايق دار عادي، بان مخرج هذا الفيلم قام بتفقد العديد من السجون الإسرائيلية لتصوير الفيلم الا انه لم يجد أسوأ من هذا القسم باعترافه، لتصوير تلك المشاهد، مما يدل على ان هذا السجن يعتبر من اكثر السجون سوءً ومعاناة واضطهاد للأسرى في القرن الحالي، وان الظروف التى يعيشها الأسرى فيه، تشبه ما كانت عليه السجون قبل ما يزيد عن 50 عاماً.

وقالت الدائرة الإعلامية بالوزارة بان وزير الأسرى والمحررين د. سفيان ابوزايده طالب الجهات الدولية والصليب الأحمر عدة مرات بإغلاق هذا القسم نظراً لعدم صلاحيته للعيش الآدمي وعدم توفر ابسط شروط الحياة الإنسانية فيه الا ان سلطات الاحتلال تصر على إبقاءه لفرض المزيد من القهر والمعاناة للأسرى الفلسطينيين الذين يعيشون فيه، ويعتبر هذا القسم من أقسام العزل مقبرة الأحياء بكل ما تحمل الكلمة من معنى حيث العزل الكامل عن كل أشكال الحياة، مع وجود كاميرات مراقبة على مدار الساعة تراقب حركة الأسرى داخل غرفهم، وفي ساحة الفورة، الآمر الذي يشكل انتهاكاً صارخاً لخصوصية وحرمة الأسرى ومخالفة لجميع الاتفاقيات الدولية التي تنص على حق الأسرى في عدم انتهاك خصوصياتهم.

وكذلك تمارس ادارة السجن كافة أساليب القمع والتفتيش العاري المهين والمتكرر يرافقه التخريب المتعمد، حيث جعلت إدارة السجن مدخل القسم مكباً للنفايات، وكذلك فان شبكة المجارى المركزية تمر من تحت هذا القسم مما يسبب أضراراً صحية للأسرى.

وأشارت الدائرة الإعلامية بان قسم العزل هذا يضم ثمانية أسرى إداريين يعيشون في غرفة صغيرة في ظل ظروف اقل ما يقال عنها بأنها لا إنسانية، وهذه الغرفة مكرهة صحية وارضية خصبة للأمراض المعدية حيث يتواجد الحمام بداخلها مما يسبب انتشار الروائح الكريهة، وانتشار الحشرات والصراصير في ظل مماطلة الإدارة بتوفير دواء لمكافحة هذه الحشرات، حيث يشعر الاسرى وكأنهم يعيشون في حمام مقفل وما يدعم هذا القول عدم وجود شبابيك تهوية في الغرفة التي لا تدخلها الشمس ايضاً، ومنع إدخال المراوح، او حتى شرائها من الكنتين مما جعل الأسرى يطلقوا عليها اسم القبر.

ويعاني الأسرى هناك من سياسة التجديد المستمر للاعتقال الإداري، ناهيك عن الضغط النفسي على الأسير حيث يبلغ انه سوف يفرج عنه ليفاجأ بعد ذلك بقرار التجديد الإداري لستة شهور أخرى، حتى تخطى بعض المعتقلين ثلاث سنوات وثمانية شهور تحت الاعتقال الإداري، والأسرى هم ( واكد ابوسمهدانة ، رياض عياد ، صلاح صيام ، وهم من قطاع غزة ، وفايق دار ابو عادي، محمود شبانه، إبراهيم الجيوسي، شوكت العمايرة، ووسيم منصور وهم من الضفة الغربية).

كذلك فان ادارة السجن تحرم الأسرى من زيارة ذويهم بحجج أمنية، وخاصة الأسير أبوعادي الذي يحرم من زيارة والديه الذين تجاوزا الثمانين عاماً منذ فترة طويلة، ومن يسمح له بالزيارة يعاني من ضيق غرفة الزيارة التي لا تتسع لزيارة المحامي فكيف لها ان تتسع لزيارة أسيرين في وقت واحد.

و من بين الأسرى المعزولين أسيران مريضان وهما الأسير ابوعادي ويعاني من أزمة في الصدر وصعوبة في التنفس وقد طالب عدة مرات نقله من العزل الى اى سجن اخر لعدم توافق وضع السجن مع وضعه الصحي الأمر الذي أدى إلى تدهور حالته الصحية في الآونة الأخيرة ويعرض حياته للخطر، حيث ان الروائح التي تنبعث من الغرفة سواء رائحة الدخان او الطعام الذي يطهوه في الغرفة يصيبه بضيق في النفس، مما اضطر إدارة السجن اكثر من مرة لإحضار الأكسجين الى الغرفة لإسعافه، وكذلك الأسير صيام يعاني من التهابات في البروستات ولا تقدم له إدارة السجن اي علاج مناسب لحالته الصحية.

وناشدت وزارة الأسرى المؤسسات الحقوقية وجمعيات حقوق الإنسان بضرورة زياره القسم والاطلاع على أوضاع الأسرى السيئة هناك، والضغط على حكومة الاحتلال لوضع حد لمعاناتهم اليومية المستمرة وإخراجهم من العزل واغلاق هذا القسم الذي يعتبر بحق مقبرة الأحياء.

التعليقات