مفاوضات صفقة تبادل الأسرى: خلاف حول 50 اسيرا فلسطينيا؛ مسؤول في حكومة غزة: الصفقة الشهر المقبل

النيابة العامة الاسرائيلية " تسرب" أن صفقة التبادل مع حماس تشمل 980 اسيرا * الوسيط الألماني سيلتقي في غزة منتصف الأسبوع الجاري قياديين من حماس لتسلم رد الحركة

مفاوضات صفقة تبادل الأسرى: خلاف حول 50 اسيرا فلسطينيا؛ مسؤول في حكومة غزة: الصفقة الشهر المقبل

هذا، وكانت التقارير قد تضاربت نهاية الأسبوع الماضي حول تقدم صفقة التبادل. وحسب مصادر إعلامية مختلفة فإن الخلاف في المفاوضات يتمحور اسماء عدد قيادات الاسرى من الاذرع العسكرية لحركة حماس وايضا حول إبعاد أسرى الـ48 وإطلاق سراح الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحمد سعدات، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، مروان البرغوثي.

وذكرت شبكة "فوكس نيوز" أن توقيع الصفقة باتت قريبة والاتفاق سيوقع خلال أسبوع، مشيرة إلى أن الخلاف يتركز حول إبعاد أسرى الـ48، ورفض إسرائيل خروجهم إلى قراهم ومدنهم. فيما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤول التقى مؤخرا بوزير المخابرات المصري عمر سليمان أن إسرائيل ترفض لإطلاق سراح الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، في إطار الصفقة، ولكنها تتعهد بإطلاق سراحهما بعد عدة شهور، في إطار مبادرة غير مرتبطة بشكل مباشر بالصفقة. وذكرت صحف عربية بالمقابل أن حركة حماس تصر على إطلاق سراح البرغوثي وسعدات، وأنها على لن تتردد في تفجير المفاوضات إذا لم تستجب إسرائيل لمطالبها. فيما ذكرت صحيفة "در شبيغل" الألمانية أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل لا يتردد في طرح مطالب حماس بحزم آملا أن تضطر للاستجابة.

وأفادت وكالات الأنباء نقلا عن مصادر مصرية أنه تم رفع حالة التأهب في الأيام الأخيرة على معبر رفح، كما جرى تعزيز قوات الأمن هناك، وذلك تمهيدا لاستكمال صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بوساطة ألمانية.

وبحسب المصادر المصرية فإن تعزيز القوات يشير إلى النية بنقل الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة، غلعاد شاليط، إلى مصر في الأيام القريبة.

ونقلت إذاعة الجيش (غاليه تساهال) عن المصادر المصرية قولها إنه للمرة الأولى تتواجد قوات أمنية بهذا الحجم في المنطقة، وأنه من الواضح أن أمرا غير عادي سيجري في المكان.

وكانت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية قد أفادت يوم أمس، الجمعة، أن إنجاز صفقة تبادل الأسرى بات وشيكا، وأن الاتصالات سوف تتجدد بعد عودة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، من ألمانيا الإثنين القادم.

ونقلت المصادر ذاتها عن جهات مقربة من كبار المفاوضين أن نقطة الخلاف تتركز حول إطلاق سراح أسرى من القدس، والمكان الذي سيتم إبعادهم إليه.

وجاء أن هذه التقارير تستند إلى تصريحات مسؤولين مصريين أفادوا أنهم ينتظرون رد حركة حماس على الاقتراح الإسرائيلي، إلا أن رد حماس لن يكون قبل الإثنين القادم.
قال مسؤول رفيع المستوى في حركة حماس، اليوم، الاثنين، أن مفاوضات صفقة تبادل الأسير الإسرائيلي بأسرى فلسطينيين تشهد خلافا حول 50 أسيرا ما زالت ترفض سلطات الاحتلال إطلاق سراحهم.

ونقلت وكالة "إي بي" عن المسؤول قوله إن سلطات الاحتلال ترفض الإفراج عن عدد من القيادات ومسؤولين في كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس. ورفض المسسؤول الإفصاح عن اسمه بسبب ما وصفته الوكالة بـ «حساسية المحادثات بوساطة ألمانية التي تتطلب السرية».

من جانبه، رجح وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة فتحي حماد اليوم الاثنين إنجاز صفقة تبادل الأسرى بين الحركة وإسرائيل خلال شهر كانون الاول (ديسمبر) المقبل.

وقال حماد خلال احتفال لأهالي الأسرى في السجون الإسرائيلي بمناسبة عيد الأضحى نظمته جمعية واعد للأسرى في مدينة غزة، إن حكومته تأمل إنجاز صفقة التبادل بشكل مرتقب.

وأضاف حماد :"نأمل ونعمل أن تتم صفقة التبادل لتتزامن مع ذكرى انطلاقة حركة حماس (في 14 كانون الاول (ديسمبر) والذكرى الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (في 27 من الشهر نفسه) حتى تكون المناسبتان عيدا لتحرير الأسرى من سجون الاحتلال".

وفي الوقت الذي "دافعت" فيه النيابة العامة الاسرائيلية، عن قرار الرقابة العسكرية القاضي بمنع نشر تفاصيل حول "صفقة التبادل" المنتظرة مع حركة حماس، اختارت مع ذلك ان "تسرب" خبرا يقول ان اسرائيل قد تطلق سراح 980 اسيرا فلسطينيا في اطار صفقة التبادل..!

وبحسب "التسريب" الذي تناقلته مساء أمس، الأحد، وسائل الاعلام الاسرائيلية، "يجري الحديث عن مرحلتين: يتم الافراج عن 450 اسيرا تختارهم حماس في المرحلة الاولى، و530 اسيرا اخرا في مرحلة لاحقة توافق عليهم اسرائيل في خطوة احادية من قبلها كبادرة حسن نية تجاه الشعب الفلسطيني"..!!

وقد "سُرب الخبر" في اطار رد النيابة العامة الاسرائيلية على التماس قدمته الى المحكمة العليا منظمة "ألمجور" اليهودية و "عائلات ثكلى" وأخرون، طالبوا فيه بنشر اسماء الاسرى الفلسطينيين المدرجين في صفقة التبادل.

ونقلت المصادر الاسرائيلية عن النيابة العامة قولها أمام المحكمة إنها "لن تعمل على نشر الاسماء في وسائل الاعلام، قبل اتمام الصفقة لأن هذا الامر يضر بصفقة التبادل.. ونشر الاسماء والمواقف تؤدي عادة الى تصلب الطرف الاخر في المفاوضات ومطالبته بأثمان اكبر" و " مثل هذا الامر سيضر بعودة شاليط سالما وسيؤدي الى نتائج مضرة ولا تفيد "...

ونقلت المصادر الاسرائيلية عن النيابة العامة قولها ايضا إن اسرائيل وحماس "التزمتا امام الوسيط الالماني ان لا تبوحا بأسرار الصفقة امام وسائل الاعلام وان تحافظا على السرية التامة"...!

يذكر ان مصادر فلسطينية في دمشق كانت تحدثت عن احراز تقدم كبير في إطار مفاوضات صفقة التبادل يتقضي بالإفراج عن 1150 أسيرا فلسطينيا من بينهم 43 من ذوي المحكوميات العالية...من جهة اخرى، إجتمع نوعام شاليط، والد الجندي الأسير لدى حماس، جلعاد شاليط، بعد ظهر الأحد بوزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان " في محاولة لإقناعه يأن يعرب بصورة علنية عن تأييده لصفقة التبادل الاخذة بالتبلور مع حركة حماس".

وطلب والد الجندي الأسير، نوعام شاليط من ليبرمان – بحسب مصادر إسرائيلية – بان يسمح للوزراء الخمسة في الحكومة من حزبه" اسرائيل بيتنا " بحرية التصويت خلال اجتماع الحكومة المرتقب للتصويت على صفقة الإفراج عن إبنه. ومن المتوقع ان يلتقي لاحقا مع جميع الوزراء الذين سيشاركون في عملية التصويت في مساع منه لاقناعهم بدعم صفقة التبادل.

في غضون ذلك، يلتقي الوسيط الألماني، إرنست أورلاو منتصف الأسبوع الجاري قياديين من حركة "حماس" لتسلم رد الحركة النهائي على العرض الإسرائيلي لإتمام صفقة تبادل الأسرى بين الطرفين.

وبحسب "الجزيرة نت" التي أوردت النبأ، سيلتقي الوسيط الالماني قياديي حماس في غزة وليس في القاهرة، حيث كان وفد حماس قد أطلع المسؤولين المصريين على وجهة نظر الحركة من العرض الأخير.

وأضاف المصدر أن مفاوضات صفقة التبادل ستستكمل في غزة، إذ إن حركة حماس لديها بعض الملاحظات على العرض الإسرائيلي وتطالب بإيضاحات بخصوص بعض الضمانات المطلوبة لإتمام صفقة التبادل.

ونقلت " الجزيرة نت" عن المصدر نفيه أن تكون المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، مؤكداً أن حماس ترى أن الوساطة الألمانية ستنجح -وفق صفقة مشرفة سترى النور قريباً- في إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته فصائل فلسطينية في هجوم على معبر كرم أبو سالم قبل ثلاث سنوات.
وقال المصدر إن العوائق الحالية بعضها فلسطيني من طرف السلطة الوطنية في رام الله التي تصر على ضرورة أن يكون هناك -مقابل صفقة حماس- صفقة حسن نوايا تفرج خلالها إسرائيل عن عشرات من ناشطي حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).

وأوضح أن السلطة تخشى أن تقدم هذه الخطوة فرصة لحماس للصعود مجدداً في أعقاب حصار قطاع غزة ونموذج الحكم الذي يسود في القطاع الذي تسيطر عليه حماس منذ ثلاث سنوات.
ونبه المصدر - بحسب الجزيرة نت - إلى أن عائقا آخر يعترض الصفقة من جهة الولايات المتحدة، حيث ترى الإدارة الأميركية أن الصفقة ستقوي حماس والتيار الإسلامي المساند لها عربياً والقوى الإقليمية الداعمة لها.

وفي هذا الإطار تتوقع الإدارة الأميركية أن تتسبب صفقة التبادل في ضعف السلطة الفلسطينية، وهذا ما يدفع واشنطن للمطالبة بأن لا يكون التبادل قريباً أو بالثمن الذي تطالب به حماس.

وذكر المصدر أن التبادل سيحدث ما سماه انقلابا في موازين المنطقة، وسيدفع إلى ضعف أكبر للسلطة الحاكمة في الضفة الغربية ومحور الاعتدال العربي، ولفت إلى أن العائقين السابقين يؤجلان التبادل ولكن ليس إلى الأبد، متوقعا أن تنتهي الصفقة خلال أيام معدودة.

التعليقات