الأسيرة هناء شلبي: الموت أو الكرامة!

في ما نقلت محامية وزارة الأسرى، شيرين عراقي عن الأسيرة شلبي قولها أنها شرعت بالإضراب عن الطعام احتجاجًا على سياسة الاعتقال الإداري كسياسة تعسفية وغير قانونية، وأن هذه السياسة يجب أن تتوقف، وإعادة اعتقالها كأسيرة محررة دون وجه حق، وتطالب بشيرين بحماية الأسرى والأسيرات المحررين من الملاحقة والاعتقال، ولتعرضها للإهانات والإذلال والضرب خلال استجوابها في معتقل سالم يوم اعتقالها، والتعامل معها من قبل المحققين بشكل وحشي ومذل جدا، والتعرض لكرامتها الإنسانية".

الأسيرة هناء شلبي: الموت أو الكرامة!

 

في السابع عشر لإضرابها عن الطعام، لا تزال الأسيرة هناء شلبي (30 عامًا)،  تُصر على الاكتفاء بالماء والملح، ولتؤكد على استمرارها والصمود احتجاجًا على الاعتقال الإداري التعسفي الذي جاء بعد أربعة شهورٍ فقط، من الإفراج عنها ضمن "صفقة شاليط".

 

 
يوم الخميس الماضي عقدت محكمة عوفر العسكرية، جلسة للنظر في الاعتقال الإداري بحق شلبي، الذي بدأ في 23 شباط و حتى 16 آب القادم 2012،  ولم يتم البت بالقرار، ليتم تأجيله حتى الأحد القريب 4 آذار 2012.
 
الوضع الصحي لهناء شلبي!
"وضعها الصحي ليسَ سهلاً، فهي تُعاني مِن هُزال، لكنُ ليس بسيءْ، وهي قادرة على الصمود، لأنها تحمل إرادة قوية"، هكذا وصف حالتها شقيقها عمر شلبي في حديث لـ "فصل المقال" مضيفا: "معنويات شقيقتي جيدة، وهي تستمد صمودها مِن تضامن أبناء شعبها، ومِن إصرار والديْها وعائلتها، خاصةً أنّ أمي وأبي أضربا تضامنًا مع هناء حتى تشعُر أننا نُناصرها خطواتها، وأنها تحمل إرادة ستنتصر حتمًا".
 
ويقول شقيقها عمر: "أيُ سياسةٍ هذه، وأيُ ذُلٍ تحاول هذه الدولة أن تُشعرنا بِه، أن تحرم والدتها من لقائها، ونحنُ اليوم بانتظار الحصول على الموافقة من الصليب الأحمر".
 
"أعرف كم هي صعبة خطوتها هذه، فأنا أسيرٌ سابق، وكنتُ خلال الانتفاضة الأولى أضربتُ لمدة سبعة أيام، ورغم بنتي القوية لم أستطع التحمُل، فكيف وإضراب هناء يستمر لليوم الخامس عشر ولم تزل تتمتع بمعنوية رائعة، وجسمٍ ضعيف لكنهُ سينتعش إن شاء الله بكسر شوكة الاحتلال".
 
كيف تعيش هناء اليوم؟! 
ويتابع عمر شلبي: "لقد حصلنا على تطمين من محاميها جورج زعرورة، وهو محامٍ في مكتب الصليب الأحمر في تل أبيب وأكدّ لنا أنها تحتاج إلى نظاراتٍ، وهي تعيش في غرفةٍ تُشاركها صمودها فيها الأسيرة لينا الجربوني، ولعلّ وجود زميلتها سيزيد مِن أصرارها على الصمود، فهناء قررت بالحرف الواحد أن تواصل إضرابها عن الطعام حتى يسترد الفلسطيني كرامته أو الموتُ يحفظ الكرامة".
 
شقيق هناء، عمر ومثله تمامًا تشعُر العائلة أنّ السياسة الإسرائيلية لا تنفك تستفز الفلسطيني وتُحاربه بحياته وحريته، فهناء التي سُجنت إداريًا مدة 25 شهرًا، خرجتُ لترى النور قبل 4 شهور خلال "صفقة شاليط"، لم يتخلّ الحكم العسكري الإسرائيلي عن سياسته وعاود اقتحام منزل عائلة شلبي في قرية برقين قضاء جنين، وحاول جر هناء بالقوة إلى السِجن، وحين قاومت قام بضربها وإهانتها، ويومَ خرجت توجهت إلى والدتها وحضنتها بقوة قائلة: سأعود قريبًا يا أمي، وسأرافقكم برحلة العمرة، وهذه المرة لن يُعطل سفري ذلك المحتل. 
 
عمر، الشقيق قال: "كانت خطوة الأسير خضر عدنان الجريئة، دفعةً ومُشجعًا على الصمود حتى نيل الحرية، وإن كانت هناء في إضرابها هذا تكاد تهلَكْ، لكنها تمنحُ الآخرين الحقَ بالحياة، وبمواصلة النضال حتى تحقيق حُلم الحرية، تمامًا كما انتصرَ الشيخ البطل عدنان".
 
خيمة صمود في برقين مساندةً للأسيرة هناء!
وفي خيمة أقامتها العائلة على مدخل المنزل في قرية برقين قضاء جنين، يستقبل فيها والد الأسيرة هناء شلبي، الحاج يحيى وزوجته وأبنائه، الذين يُشاطرون ابنتهم صمودها، فيُضربون عن الطعام دعمًا لها، وتضامنًا مع كافج الأسرى، في معركة الأمعاء الخاوية ضد الاحتلال الإسرائيلي وبطشه.
بينما لا تتوقف مساندة ومطالب المؤسسات الحقوقية وعائلات الأسرى وأبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقطاع وفي الداخل الفلسطيني،  الذين ينادون بالإفراج عن الأسيرة هناء شلبي وسائر المعتقلين إداريًا.
 
في ما  نقلت محامية وزارة الأسرى، شيرين عراقي عن الأسيرة شلبي قولها أنها شرعت بالإضراب عن الطعام احتجاجًا على سياسة الاعتقال الإداري كسياسة تعسفية وغير قانونية، وأن هذه السياسة يجب أن تتوقف، وإعادة اعتقالها كأسيرة محررة دون وجه حق، وتطالب بشيرين بحماية الأسرى والأسيرات المحررين من الملاحقة والاعتقال، ولتعرضها للإهانات والإذلال والضرب خلال استجوابها في معتقل سالم يوم اعتقالها، والتعامل معها من قبل المحققين بشكل وحشي ومذل جدا، والتعرض لكرامتها الإنسانية". 
 
نُشير أنّ القانون الإداري للمحاكم الإسرائيلية يتيح تحويل المعتقلين إلى السجن دون تهم ومرافعات، حيثُ اعتقلت إسرائيل منذ عام 2000، أكثر من 20 ألف فلسطيني إداريا بمن فيهم أطفال ونساء ونواب. 
 
بينما فتح إضراب خضر عدنان المعركة ضد الاعتقال الإداري، وقرر الأسرى المعتقلون إداريا، مقاطعة محاكم الاعتقال الإداري، بعد انتصار عدنان، في محاولة لإجبار حكومة الاحتلال على إلغاء هذه السياسة، ودخلت شلبي على الخط الآن. 
 
مطالب شرعية
ووصفت وزارة الأسرى القانون الذي لم ينجُ منه أحد، أنه من القوانين البائدة في دولة إسرائيل، التي تعتبر نفسها ديمقراطية، وتنفذ قانونًا مجحفًا عمره من عمر الانتداب البريطاني، وأضافت الوزارة: "في الأعوام الأربعة الأخيرة زج في الاعتقال الإداري أربع نساء فلسطينيات ما زالت إحداهن معتقلة وهي ورود القاسم، وقد جدد الاعتقال لهن أكثر من مرة استنادا إلى ما يسمى الملف السري". 
 
بينما تُطالب مؤسسة "الضمير" بالافراج الفوري عن الأسيرة هناء وعن كافة الأسرى والأسيرات واغلاق ملف الاعتقال الاداري فإنها تحمل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عما يمكن أن تتعرض له الأسيرة هناء، وتتوجه إلى اللجنة الدولية لصليب الأحمر بضرورة الضغط على سلطات الاحتلال لتحقيق الافراج عنها، وتتساءل حول عدم زيارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر للأسيرة هناء حتى مساء أمس الأول، وتناشد الأمم المتحدة للتدخل الفوري والعاجل لاطلاق سراحها.

التعليقات