في الذكرى الثالثة لصفقة وفاء الأحرار: اعتقال 63 محررا بينهم 3 أسيرات

العدد الأكبر من هؤلاء المحررين اختطفوا بعد اختطاف ومقتل المستوطنين الثلاثة في الخليل حيث اختطف الاحتلال منهم (65) محررا دفعة واحدة، أطلق سراح اثنين منهم

في الذكرى الثالثة لصفقة وفاء الأحرار: اعتقال  63 محررا بينهم 3 أسيرات

 أكدت وحدة الدراسات بمركز أسرى فلسطين في تقرير لها بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لتنفيذ صفقة "وفاء الأحرار" التي تحرر بموجبها 1027 أسيرا وأسيرة، أن الاحتلال لا يزال يعتقل 63 أسيراً محرراً من الذين أطلق سراحهم ضمن الصفقة التي تمت في تشرين أول (أكتوبر) من العام 2011، بينهم 3 من الأسيرات، مما شكل خرقاً واضحاً وخطيرا للاتفاق الذي تم برعاية وضمانات مصرية، والذي ضمن لهم الأمن وعدم عودتهم إلى السجن مرة أخرى.

وأوضح الناطق الإعلامي للمركز الباحث رياض الأشقر أن التضييق على محرري صفقة وفاء الأحرار لم يكن نتيجة حادثة اختفاء ومقتل المستوطنين الثلاثة في الخليل قبل 4 أشهر، إنما بدأ بعد إتمام الصفقة بشهرين فقط، حيث بدأ الاحتلال بإعادة اعتقال بعضهم بحجة عدم حضورهم إلى مقار الإدارة المدنية أو خروجهم من مناطق سكناهم، واستدعاء آخرين للمقابلة، وحجزهم لأيام والتحقيق معهم، وإطلاق سراحهم. وبدأ الاحتلال مسلسل الاعتقال الطويل بالأسيرالمحرر أيمن إسماعيل الشراونة من الخليل في نهاية كانون الثاني (يناير) من العام 2012، أي بعد 3 شهور من إتمام الصفقة.

وأضاف أن العدد الأكبر من هؤلاء المحررين اختطفوا بعد الحادثة الشهيرة في الخليل، حيث اختطف الاحتلال منهم (65) محررا دفعة واحدة، أطلق سراح اثنين منهم، وهما الأسير المحرر إبراهيم جابر من الخليل، حيث اعتقل بتاريخ 5/8/2014، وأطلق سراحه في 12/8/2014، والأسير المحرر عثمان مصلح من سلفيت اعتقل بتاريخ 18/6/2014، و أفرج عنه في 17/8/2014، بعد أن تراجعت النيابة العسكرية الإسرائيلية عن طلبها بسحب رخصة الإفراج عنه ووافقت على إطلاق سراحه، بينما لا يزال (63) محررا معتقلين لدى الاحتلال.

توزيع المحررين

وأوضح الأشقر أن العدد الأكبر من معتقلي صفقة وفاء الأحرار من مدينة الخليل حيث يبلغ عددهم (15) أسيرا محررا، بينما أعاد الاحتلال اعتقال (11) محررا من مدينة جنين، و(10) محررين من مدينتى رام الله والبيرة، و(9) محررين من مدينة القدس، و(7) من طولكرم، و(6) من نابلس، و(2) من بيت لحم وقلقيلية، وواحد من سلفيت.

وجاء أن من بين معتقلي صفقة وفاء الأحرار (3) أسيرات محررات ضمن الصفقة وهن: الأسيرة منى حسين قعدان" من جنين، وقد اعتقلت في 13/11/2012، والأسيرة شيرين طارق العيساوى من القدس، وقد اعتقلت في 6/3/2014، والأسيرة بشرى جمال الطويل من البيرة، واعتقلت فى 3/7/2014 ولا يزلن موقوفات حتى اللحظة.

نية مسبقة

وكشف بيان وصل عــ48ـرب نسخة منه، أن الاحتلال أعد مسبقا لعملية إعادة اعتقال المحررين ضمن الصفقة، وذلك بإقرار الأمر الذي يعرف ب ( 1651 )، والذي يسمح للاحتلال بإعادة اعتقال أي أسير محرر حتى نهاية مدة محكوميته الأصلية، في حال ارتكاب الأسير اي مخالفة، من خلال الاستناد إلى أدلة سرية لا يطلع عليها الأسير أو محاموه. وكان الاحتلال قد أدخل تلك التعديلات في عام 2009 أثناء المفاوضات غير المباشرة التي رعتها مصر، وينص الأمر على إعادة أي أسير لحكمه السابق في حال وقوعه بأي مخالفة تكون عقوبتها أكثر من ثلاثة أشهر سجنا، مما يعني أن مخالفة سير أو مشاركة في مظاهرة سلمية، قد تعيد الأسير إلى السجن لمدة 20 أو 30 عاما، ولا توجد إمكانية أو صلاحية لدى أي لجنة أو محكمة بتقصير مدة السجن أبدا، وهذا يؤكد سوء النية المبيت من الاحتلال لإعادة اعتقال هؤلاء المحررين، الأمر الذي بدا واضحا بعد حادثة اختفاء المستوطنين الثلاثة.

إعادة أحكام

وأشار البيان إلى أن المحكمة الإسرائيلية في مدينة حيفا أصدرت في 22/6/2014 قراراً بإعادة الأحكام السابقة بحق سبعة أسرى مقدسيين من محرري صفقة "وفاء الأحرار" الذين أعيد اعتقالهم خلال حملة الأخيرة بشكل مؤقت وهم: إبراهيم عبد الرازق وإسماعيل عبد الله حجازي وجمال حماد أبو صالح" ورجب محمد طحان وعدنان محمد مراغة وعلاء الدين البازيان وناصر موسى عبد ربه، وجميعهم كانوا يمضون حكمًا بالسجن المؤبد.

وفي 15/7/2014 قررت اللجنة المسماة "لجنة النظر بخروقات الإفراج عن أسرى صفقة شاليط" تأكيد إعادة الأحكام المؤبدة الصادرة ضدهم بينما أصدرت قرارا بالإفراج عن الأسير إبراهيم مشعل ولكن لم يطلق سراحه حتى اللحظة.

إبعاد 4 محررين

ولم يكتف الاحتلال بإعادة اعتقال عشرات المحررين ضمن الصفقة إنما أقدم على إبعاد (4) منهم إلى قطاع غزة وهم : المحررة هناء يحيى الشلبى بعد أن خاضت إضرابا عن الطعام لمدة 44 يوماً متواصلة، والأسير المحرر أيمن إسماعيل الشراونة " بعد أن أمضى اضراباً عن الطعام لمدة 250 يوما متواصلة، والأسير المحرر أيمن يوسف أبو داوود بعد 40 يوماً من الإضراب عن الطعام، والأسير المحرر إياد عطا أبو فنونة.

وخاض المحرر سامر طارق العيساوى من القدس أطول إضراب في التاريخ لمدة 9 أشهر كاملة، حتى أطلق سراحه، وبعد عدة شهور أعاد الاحتلال اعتقاله مرة أخرى.

واعتقل الاحتلال الأسير المحرر إبراهيم أبو حجلة من البيرة في 15/8/2012، وحكمت عليه المحكمة العسكرية في عوفر بالسجن لمدة 28 شهرا، وأمضاها كاملة وأطلق سراحه في 31/8/2014،

واعتقل المحرر زياد حسان عواد من قرية إذنا بتاريخ 3/6/2014، واتهمته بشكل رسمي، بإطلاق النار بمساعده ابنه، على الضابط باروخ مزراحي مما أدى إلى مقتله، وتم تقديم لائحة اتهام بحقه.

وطالب مركز أسرى فلسطين للدراسات الراعي المصري بضرورة التدخل لحماية الأسرى المحررين ضمن صفقة التبادل من عمليات الاعتقال التي تمارسها سلطات الاحتلال بحقهم، حيث اختطفت العشرات منهم، كذلك طالب فصائل المقاومة في قطاع غزة، أن تصر على إطلاق سراح كافة المحررين ضمن الصفقة الذين أعيد اعتقالهم خلال المفاوضات مع الاحتلال حول تبادل الأسرى، فهذا استحقاق لا يجوز التنازل عنه أو إهماله.

التعليقات