"استنزاف الطفولة الفلسطينية": 300 طفل في السجون الإسرائيلية

وفقًا لبيانات نادي الأسير الفلسطيني التي نشرتها وكالة "الأناضول"، فإنّ 300 طفل فلسطيني لم يبلغوا السادسة عشر من عمرهم، يقبعون في ثلاثة سجون فقط، بينهم اثنان قيد الاعتقال الإدراي.

أرشيفية

أظهرت معطيات نادي الأسير الفلسطيني أن 300 طفل فلسطيني لم يبلغوا السادسة عشر من عمرهم، يقبعون في ثلاثة سجون فقط، وهي سجون "عوفر" غربي رام الله و"مجدو" و"هشارون" شمال البلاد. 

وأشارت المعطيات إلى أنّ اثنين من الأطفال قيد الاعتقال الإداري، عدا عن أن السلطات الإسرائيلية اعتقلت في النصف الأول من العام 2018 نحو 651 طفلًا فلسطينيا، أفرج عن غالبيتهم بعدة فترات تحقيق امتدت لأيام. 

وقالت أماني سراحنة، مسؤولة الإعلام في نادي الأسير، لـ "الأناضول" إن المحاكم الإسرائيلية أصدرت في السنوات الثلاثة الماضية أحكامًا عالية بحق نحو 20 طفل غالبيتهم من مدينة القدس، بينهم الطفل أحمد مناصرة، الذي حكم عليه بالسجن الفعلي لمدة تسعة سنوات ونصف السنة، كما ينتظر الطفلان عمر الريماوي وأيهم الصباح حكمًا بالسجن المؤبد. 

وقالت سراحنة إنّ "الجزء الأكبر من الأطفال يقبعون في سجن عوفر"، إذ تشرح البيانات أنّ الأطفال الذكور يقبعون في سجني "عوفر" و"مجدو"، بينما تحتجز الإناث في سجن "هشارون". مشيرةً إلى أنّ عددًا من الأطفال اعتقلوا عدة مرات خلال السنوات الماضية بزعم رشق الحجارة، الأمر الذي حرمهم من إكمال تعليمهم، وحرمهم من عيش طفولتهم. 

وأضافت قائلة أن "الأطفال المعتقلين يواجهون سياسات ممنهجة تتمثل بالتعرض للضرب والضغط النفسي، منذ لحظة الاعتقال في ساعات الليل، إذ تعمل السلطات الإسرائيلية على ترويع الأطفال منذ لحظة اعتقالهم وخلال التحقيق معهم". 

ويقدم الأطفال لمحاكم عسكرية إسرائيلية، ليحرموا من زيارة عائلاتهم ومن العلاج، فتقول سراحنة إنّ الطفل المحرر حسان التميمي كان قد فقد بصره خلال فترة الاعتقال، بسبب الإهمال الطبي المتعمد، مؤكّدةً أنّ تعرض لإهمال طبي خلال اعتقاله، وفقدَ بصره كليًّا، لمعاناته من مشكلة في الكلى والكبد تستلزم دواء وغذاء محددين، الأمر الذي لم توفره إدارة السجون. 

بدوره، قال الباحث في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، عايد أبو قطيش، إن السلطات الإسرائيلية تعامل الأطفال خلال الاعتقال وعملية النقل والتحقيق معاملة سيئة، وأكّد أنّها تستخدم العنف الجسدي، والنفسي من خلال التهديد بالحبس الطويل وغيرها، مبيّنًا أنّ 25 طفلًا تعرضوا للعزل الانفرادي لمدة تصل إلى 14 يومًا، خلال العام 2017 وحده.

وأضاف أبو قطيش أنّ ما يجري بحق الأطفال الفلسطينيين من "عمليات اعتقال وتعذيب جريمة مستمرة وتصنف وفق القانون الدولي جريمة ضد الإنسانية". مشيرًا إلى أن إسرائيل الدولة الوحيدة التي تحاكم الأطفال في محاكم عسكرية. 

أما مدير مؤسسة "الحق" الفلسطينية لحقوق الإنسان، شعوان جبارين، إن السلطات الإسرائيلية ترتكب جريمة حرب باعتقالها الأطفال الفلسطينيين. وتابع قائلصا إن "عدم توافر ضمانات محاكمة عادلة هو انتهاك لقواعد القانون الدولي، ولقواعد حقوق الانسان، وهو جريمة مضاعفة، وجريمة حرب وانتهاك جسيم يدخل في اختصاصات المحكمة الجنائية الدولية".

وقالت سراحنة إنّ السلطات الإسرائيلية "تعمل على استنزاف الطفولة الفلسطينية" على حد تعبيرها، ابتداء من اعتقال الأطفال في ساعات الليل المتأخرة من مساكنهم، مرورًا بالممارسات التي تمارس ضدهم خلال التحقيق وليس انتهاءً بالأحكام الصادرة بحقهم.

ووفقًا لبيانات رسمية، يبلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية نحو 6500 معتقل.

 

 

التعليقات