سياسة ممنهجة بحق الأسيرات في الدامون: عقوبات وحرمان من الزيارات

قالت الأسيرات في سجن الدامون إن "هناك سياسة ممنهجة من قبل إدارة السجن في أعقاب تعرضهن لعمليات تنكيل متتالية استمرت لأيام وما تزال بسبب رفضهن لقرار نقلهن بين الغرف في السجن"؛ حسب ما نقلت المحامية، حنان خطيب، من هيئة شؤون الأسرى

سياسة ممنهجة بحق الأسيرات في الدامون: عقوبات وحرمان من الزيارات

وقفة تضامنية مع الأسيرات قبالة سجن الدامون (أرشيف عرب 48)

قالت الأسيرات في سجن الدامون إن "هناك سياسة ممنهجة من قبل إدارة السجن في أعقاب تعرضهن لعمليات تنكيل متتالية استمرت لأيام وما تزال بسبب رفضهن لقرار نقلهن بين الغرف في السجن"؛ حسب ما نقلت المحامية، حنان خطيب، من هيئة شؤون الأسرى والمحررين على لسانهن.

وقالت خطيب بعد خروجها من زيارة الأسيرات، اليوم الإثنين، إن "إدارة سجن الدامون تسعى لإخلاء الغرفة رقم 11 والتي تمكث بها الأسيرة شروق دويات وزميلاتها اللاتي يقضين أحكاما عالية ونقلهن إلى غرف أخرى، وهذا ما ترفضه الأسيرات باعتبار أن مثل هذا الإجراء يتبع للهيئة التمثيلية وليس من صلاحيات إدارة السجن".


وأضافت خطيب نقلا عن الأسيرات أن "إدارة السجن قامت باستدعاء قوات القمع واستخدام القوة من أجل إخراج الأسيرات من الغرفة، وجرى نقلهن إلى غرف أخرى تمكث بها أسيرات تعاني من حالات نفسية صعبة، وهذا الإجراء لم يكن عشوائيا إنما ضمن سياسة ممنهجة ومدروسة، الأمر الذي دفعهن للاحتجاج وطرق الأبواب ما استدعى حضور قوات قمع في اليوم التالي إذ تزود عناصرها بالأدرع والمياه العادمة تحسبا لأي مواجهة معهن، ما أسفر عن إصابة عدد من الأسيرات بجروح نتيجة الاعتداء عليهن".

وتابعت أن "الأسيرات منعن من الاستحمام على مدار 3 أيام، كما جرى معاقبتهن بحرمانهن من ’الكانتينا’ وزيارات الأهل وفرض غرامات مالية عليهن، بالإضافة إلى عزل الأسيرات شروق دويات ومرح باكير ومنى قعدان".

ونقلت خطيب على لسان الأسيرات أن "هذه سياسة ممنهجة من قبل إدارة السجن خصوصًا بعد عملية نفق الحرية في سجن الجلبوع، علما أنهن يتمتعن بمعنويات عالية ويستمدين قوتهن من الدعم والمساندة لقضيتهن".

وفي حديث لـ"عرب 48"، قالت المحامية خطيب إنه "جرى اليوم نقل الأسيرتين منى قعدان وشروق دويات من العزل في سجن الجلبوع إلى سجن الدامون، في حين بقيت الأسيرة مرح باكير بالعزل في سجن الجلمة، حيث تقبع هناك في ظروف سيئة للغاية، ومن المتوقع أن يتم إعادتها خلال الساعات القريبة إلى سجن الدامون نتيجة الضغوطات التي تمارسها هيئة شؤون الأسرى على سلطات السجون وتهديد الأسيرات بالبدء بإضراب عن الطعام في حال مواصلة قمع الأسيرات والتنكيل بهن".

"عرب 48": ما الذي يحدث مع الأسيرات الفلسطينيات منذ عملية نفق الحرية؟

خطيب: نعم، الأسيرات يتحدثن عن هجوم واعتداء غير مسبوق، لم يشهدن مثيلا له في الماضي، أنا اليوم زرت سجن الدامون، ومعتقل الجلمة والتقيت الأسيرة مرح باكير المعزولة فيه، واستمعت من الأسيرات لكل ما تعرضن له يوم الثلاثاء الماضي عند الساعة التاسعة مساء، حين وصل ضابط العدد وأبلغ الأسيرة مرح بنيّة سلطات السجن إخلاء الغرفة رقم 11 التي تقبع فيها الأسيرات شروق دويات وملك سلمان وميسون موسى ونورهان عواد، وادعى الضابط أن إخلاء الغرفة جاء لأسباب أمنية لم يفصح عنها. لكن الأسيرة مرح باكير عارضت هذا التوجه وقالت له إنه لا يجوز إخلاء الغرفة دون إنذار مسبق، وهذا الإجراء يتم بالتنسيق مع الهيئة التمثيلية للأسيرات ولا يفرضه ضابط السجن عنوة!

وطلبت منه الأسيرة مرح مهلة حتى الصباح للتشاور مع الأسيرات، وحذرت الضابط من أن هذا التوجه ستكون له إسقاطات وردود قد لا تحمد عقباها. لكن الضابط رفض منحها مهلة وأمر بإخلاء الغرفة خلال 40 دقيقة، وحين رفضت الأسيرات كانت هناك مداهمة من قبل السجانات اللاتي قمن بتقييد الأسيرات ونقلهن بالقوة إلى غرف أسيرات يعانين من حالات نفسية، الأمر الذي يشي بوجود نوايا أو سياسة مبيّتة لهذا النقل ولم يكن عشوائيا، في حين تم نقل الأسيرة شروق دويات إلى غرفة ثبتت فيها كاميرات مراقبة وتقبع فيها أسيرة تعاني من حالة نفسية صعبة.

"عرب 48": كم هي مدة حكم الأسيرات اللواتي يتم التنكيل بهن؟

خطيب: جميع أسيرات الغرفة رقم 11 فترة محكوميتهن طويلة جدا، وقد بدأت الأسيرات مباشرة بالاحتجاج على عملية قمعهن ونقلهن من الغرفة المذكورة، من خلال افتعال الضجيج والطرق على أبواب غرف السجن، وعند الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل، قامت سلطة السجن بفصل التيار الكهربائي عن القسم، ودخلت قوات القمع التابعة للسجن مع تعزيزات من قوات استدعيت من خارج السجن. وكانت هذه القوات مرعبة ومدججة بخراطيم المياه والدروع والكمامات الواقية من الغاز المسيل للدموع وقد تم إخراج الأسيرات من غرفهن، وفي صبيحة اليوم التالي جرى استدعاء المزيد من قوات القمع من أجل تفتيش غرفة الأسيرة مرح باكير، ومن ثم تمت مصادرة الأدوات الكهربائية من غرف الأسيرات من سخانات مياه ومدافئ وتلفزيونات وبلاطات كهربائية تستخدمها الأسيرات للطبخ والتدفئة. ولم تتم إعادة هذه الأدوات لغاية اليوم.

"عرب 48": هل كانت تحدث مثل هذه الإجراءات في الماضي؟

خطيب: لا، هذه إجراءات استثنائية لم تشهدها غرف الأسيرات من قبل، وكانت الأسيرة مرح باكير قد حذرت ضابط القوة من استخدام الغاز المسيل للدموع، بسبب الحالة الصحية لبعض الأسيرات، وقد تكون العواقب خطيرة جدا في حال استخدامه. وفعلا هناك أسيرة تحمل جنسية اجنبية أصيبت بحالة من الرعب وقد ازدادت نبضات قلبها إلى درجة أجبرتها على تلقي العلاج، وأسيرة أخرى أصيبت بحالة إغماء. وأكدت لي الأسيرات أن هذه أول مرة خلال سنوات سجنهن الطويلة يتم التعامل معهن بهذه الوحشية والهمجية.

"عرب 48": ما الذي استدعى فصل الأسيرات وعزل البعض منهن ونقلهن إلى سجون أخرى؟

خطيب: بالفعل لقد تم نقل الأسيرة مرح باكير إلى العزل في معتقل الجلمة، بينما تم نقل منى قعدان وشروق دويّات إلى العزل في سجن الجلبوع. وقبل أن يتم نقلهن إلى العزل وضعت الأسيرات في غرف أعدت للمحامين الذين يصلون للقاء السجينات الجنائيات وهناك أخبروهن بمعاقبتهن بمنع الزيارات عنهن لمدة شهرين ومنع "الكانتينا" لمدة شهرين، وعزلهن لمدة أسبوع وفرض غرامات مالية عليهن. طبعا كان هناك تهديد من قبل الأسيرات بأنه مع عزلهن سيشرعن بإضراب عن الطعام وبالفعل فقد أعادت مرح وجبتها من يوم الأربعاء لغاية يوم الجمعة حتى جاؤوا يفاوضونها على وقف إضرابها عن الطعام ووعدوا بإعادتها إلى الدامون.

"عرب 48": ماذا بعد إعادة اثنتين منهن اليوم إلى سجن الدامون؟

خطيب: بالأمس وصل كبار ضباط المخابرات إلى سجن الدامون، ووعدوا بالعمل على حل الموضوع وإعادة الأسيرات إلى غرفهن في سجن الدامون، وذلك بسبب ضغوط من الحركة الأسيرة، وتؤكد مرح من جانبها أنه لا يوجد ما يستدعي هذا الاعتداء عليهن والعزل الذي يتعرّضن له ولا يستدعي إدخال قوات القمع اعتبرت هذه الخطوة بأنها سابقة خطيرة تستدعي تحرّك الحركة الأسيرة، وهي تنذر بما هو أسوأ في المستقبل، وقد حاولت سلطة سجن الدامون إلغاء الدور التمثيلي للأسيرات اللواتي تم عزلهن وأبلغن بقية الأسيرات وعددهن 32، أنه بإمكان أي أسيرة ترغب بزيارة العيادة أن تفعل ذلك لوحدها، في حين أن أنظمة السجن تستدعي مرافقة الأسيرة من قبل ممثلة عن الأسيرات. لكن الأسيرات رفضن التوجه إلى العيادات ورفضن هذا الإجراء.

"عرب 48": هل هنالك فعلا علامات عنف جسدي على الأسيرات؟

خطيب: ذكرت بعض الأسيرات أنهن تعرضن لعنف جسدي ترك علامات على أجسادهن لكنني شخصيا لم أر علامات عنف ظاهرة، لكن بلا شك ستتم متابعة الموضوع والتأكد منه وتقديم شكاوى للجهات المسؤولة فيما لو ثبت ذلك. والأسيرات أكدن لي أن إحداهن على الأقل تعرّضت للكمة على وجهها وتضررت إحدى عينيها وظهرت علامة عليها. وبدورنا نقوم بالتحقق من هذا الأمر. كما جرى قمعهن أيضا بحرمانهن من الاستحمام منذ يوم الثلاثاء حتى يوم الجمعة، وحاليا تحاول إدارة السجن "بمزاجها" منحهن ساعات للاستحمام. أما الأسيرة مرح فمنذ أن تم وضعها في العزل الأربعاء الماضي حتى اليوم لم يتم السماح لها بالاستحمام، وفي الجلمة هي موجودة في غرفة تفتقر لأدنى مقومات الحياة، ليس فيها سوى فرشة وبطانية وتحت مراقبة الكاميرات ما يضطرها للبقاء في الحجاب على مدار الساعة، أما الحمام فله نصف باب وهو ما يمنعها من الاستحمام خشية أن تشاهد بالكاميرات، فضلا عن الاحتياجات الخاصة بالنساء وطبيعتهن البشرية المختلفة عن الذكور.

"عرب 48": كيف هي معنوياتهن؟

خطيب: رغم كل ما مررن به، الأسيرات يتمتعن بمعنويات عالية ويوجهن الشكر لكل من يعمل ويجتهد ويقلق على راحتهن، وخاصة إلى الحركة الأسيرة التي استنفرت في كل السجون نصرة لقضيتهن والضغط على ضباط الأمن من أجل إخراجهن من العزل. وقد تعهدت إدارة السجون بإعادة الأسيرة مرح باكير إلى سجن الدامون خلال الساعات القليلة القادمة.

التعليقات