زوجة الأسير أبو هواش: دخل في غيبوبة متقطعة وتوقف عن النطق منذ الأمس

أكدت زوجة الأسير هشام أبو هواش أنه توقف عن النطق منذ أمس، السبت، ودخل في غيبوبة متقطعة، فيما عبرت منظمات دولية وفلسطينية، اليوم الأحد، عن قلقها بشأن مصيره في ظل حالته شديدة الخطورة.

زوجة الأسير أبو هواش: دخل في غيبوبة متقطعة وتوقف عن النطق منذ الأمس

تظاهرة نصرة للأسير أبو هواش (أ ب أ)

تشهد الحالة الصحية للأسير هشام أبو هواش، المضرب عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلية منذ 139 يوما، تراجعا متواصلا، إذ أكدت زوجته أنه توقف عن النطق منذ أمس، السبت، ودخل في غيبوبة متقطعة، فيما عبرت منظمات دولية وفلسطينية، اليوم الأحد، عن قلقها بشأن مصيره في ظل حالته شديدة الخطورة.

وفيما ينازع الأسير أبو هواش، الذي ينتمي إلى حركة "الجهاد الإسلامي"، الموت، دعت وزارة الخارجية الفلسطينية، صباح اليوم، المجتمع الدولي، إلى التدخل العاجل لإنقاذ حياته، إذ يواجه احتمالية الوفاة المفاجئة، في ظل حالته الصحية الـ"حرجة للغاية".

وقالت الخارجية الفلسطينية، في بيان، إنها "تدعو المجتمع الدولي إلى التدخل السريع من أجل الضغط على الحكومة الإسرائيلية للإفراج عن أبو هواش". وحملت الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية كاملة عن حياة أبو هواش، بتجاهلها المقصود والمتعمد لوضعه الصحي".

ولفتت إلى أن "أبو هواش في وضع صحي خطير، ومعرض للاستشهاد في أي وقت". وشددت على أن "المجتمع الدولي مطالب بالضغط على دولة الاحتلال لإنهاء سياسة الاعتقال الإداري وقوانينه التي تختبئ خلفها لمعاقبة كل فلسطيني يقع في دائرة الاشتباه، كشكل من أشكال العقوبات الجماعية العنصرية".

الأسير هشام أبو هواش يواجه خطر الموت (نادي الأسير)

وأشارت إلى أنها "تواصل متابعتها الحثيثة لهذا الملف، وتحديدا لاستمرار خصوصية الوضع المقلق لحالة الأسير أبو هواش، عبر المراسلات والاتصالات والمطالبات للمؤسسات الدولية والأممية ذات العلاقة كافة".

والأسير أبو هواش (40 عاما) أب لخمسة أطفال، وهو من بلدة دورا، غرب مدينة الخليل (جنوب)، واعتقل في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2020، وحول إلى الاعتقال الإداري. وبعد مماطلة استمرت شهورا، جمدت سلطات الاحتلال، الأحد الماضي، أمر الاعتقال الإداري بحق الأسير أبو هواش، ونقلته إلى المستشفى بوضع صحي حرج، لكنه رفض تعليق إضرابه.

التماس مستعجل للعليا الإسرائيلية

من جهتها، أكدت عائشة حريبات، زوجة الأسير أبو هواش، في حديث لوكالة "فرانس برس"، أن حالة زوجها "خطيرة جدا جدا".

وأضافت زوجة الأسير التي تتواجد حاليا معه في مستشفى "أساف هاروفيه"، أن زوجها في حالة "غيبوبة متقطعة". وقالت "كان يتحدث همسا، لكن منذ الأمس لا ينطق أبدا ولا يعرف ماذا يدور من حوله".

وأضافت الزوجة أنه "حتى إذا أنهى إضرابه سيكون لديه مشاكل صعبة".

وقالت زوجة أبو هواش أن محاميه جواد بولس، سيقدم في وقت لاحق، الأحد، "التماسا مستعجلا للمحكمة العليا الإسرائيليةن يرفقه بتقارير وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة أطباء بلا حدود ولجنة الصليب الأحمر للإفراج عنه".

وكانت المحكمة الإسرائيلية العليا قد رفضت في وقت سابق الشهر الماضي، "التماسا تقدم به المحامي بولس (...) طلبا بتعليق الاعتقال الإداري للمعتقل أبو هواش"، حسب نادي الأسير.

من جانبه، طالب وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية، حسين الشيخ، في تغريدة، "الحكومة الإسرائيلية بإطلاق سراح أبو هواش فورا". وقال: "نحملها (الحكومة الإسرائيلية) المسؤولية الكاملة عن حياته".

وأكد المتحدث باسم مستشفى "أساف هاروفيه" (مركز شامير الطبي)، أن حالة أبو هواش "صعبة ومعقدة".

من حانبها، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان، السبت، "قلقها البالغ إزاء تدهور الحالة الصحية" للأسير أبو هواش. وقالت إن "أبو هواش في حالة حرجة وهو بحاجة إلى متابعة طبية مختصة" محذرة من "فقدانه الحياة".

الصحة الفلسطينية: نتابع الوضع الصحي للأسير أبو هواش

من جانبها، قالت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، إن الوزارة تتابع بشكل حثيث، الوضع الصحي الخطير للأسير أبو هواش.

وأكدت الكيلة أن الاحتلال يتعمد الإهمال الطبي بحق الأسرى مشددة على أن "الصمت في ملف الأسرى يعني موتا محتما لهم، لا سيما للمرضى منهم".

وأوضحت أن نحو 550 أسيرا يعانون من أمراض بدرجات خطورة مختلفة، وهم بحاجة إلى متابعة ورعاية صحية حثيثة، 10 منهم على الأقل مصابون بالسرطان والأورام.

وشددت على أن "الأسير أبو هواش يعاني من حالة صحية حرجة، ويتعرض لغيبوبة متقطعة، وضعف في البصر وعدم القدرة على الكلام، إضافة إلى مشاكل في عضلة القلب وضمور في العضلات، في ظل تحذيرات واضحة من قبل الأطباء بأنه قد يدخل في مرحلة حرجة في أي وقت".

وقفة في غزة تضامنا مع الأسير أبو هواش

وتظاهر العشرات من الناشطين في قطاع غزة، صباح اليوم، مع الأسير أبو هواش، رفضا لسياسة الاعتقال الإداري بحقه.

ونظّمت الوقفة الاحتجاجية أمام مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في مدينة غزة، وشارك فيها عدد من قيادات الفصائل الفلسطينية.

ورفع المتضامنون صورا للأسير أبو هواش، دوّن عليها عبارة "هشام أبو هواش.. يصارع الموت فهل من منتصر؟"، وغيرها من الشعارات الرافضة لسياسة الاعتقال الإداري والمطالبة بالإفراج عن الأسرى.

وحمّل القيادي في حركة "حماس"، إسماعيل رضوان، سلطات الاحتلال الإسرائيلية، المسؤولية الكاملة عن حياة أبو هواش. وقال في كلمة خلال الوقفة، إن "الاحتلال يدرك أن الأسرى خط أحمر، كما هي القدس، وكما هي دماء الشعب الفلسطيني". وتابع "المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي عدوان على مقدّساتنا وأسرانا".

ودعا السلطة الفلسطينية إلى "القيام بواجباتها نصرة للأسرى، والعمل على تدويل قضية الأسرى لوقف جرائم الاحتلال بحقّهم". كما طالب بـ"مواصلة الفعاليات الداعمة والمناصرة للأسير أبو هواش"، مناشدا المنظمات الحقوقية والدولية بـ"التدخل العاجل لوقف جريمة الاحتلال بحق الأسير، ووقف سياسة الاعتقال الإداري".

من جانبه، توعّد القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، أحمد المدلل، إسرائيل، بالرد في حال تعرّضت حياة الأسير أبو هواش للخطر، دون أن يوضح طبيعة الرد.

وقال المدلل، في كلمة خلال الوقفة: "نؤكد أن رسالة الأمين العام للحركة، زيادة النخّالة، ما زالت حاضرة، وأن أي خطر يمس حياته نعتبرها عملية اغتيال مُمنهجة، وتستلزم الرد".

وتابع: "المقاومة ليست بعيدة بمعركتها مع العدو، كما تعتبر معركة أبو هواش معركة الكل، وتؤكد أنها على أتمّ الجهوزية للرد على أي خطر يمسّ حياته". ودعا الأمة العربية والإسلامية لـ"الانتفاض للتأكيد على أن معركة الأسير أبو هواش، معركة الأمة كلّها".

ووصف معركة الإضراب عن الطعام التي يخوضها أبو هواش بـ"معركة كسر العظم مع العدو، في سبيل كسر السيف المسلّط على الشعب الفلسطيني والأسرى، والمسمّى بالاعتقال الإداري".

وقفة إسناد في رام الله

ونُظّمت القوى والفعاليات الوطنية والشعبية ومؤسسات الأسرى، في مدينة رام الله، اليوم، وقفة دعم وإسناد للأسير أبو هواش.

وطالب المشاركون، كافة المؤسسات الدولية والحقوقية، بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسير، خاصة أنه وصل إلى مرحلة الخطر الشديد.

ورفع المشاركون في الوقفة صورة الأسير أبو هواش، والعلم الفلسطيني، ورددوا هتافات تطالب بالإفراج الفوري عنه، وتندد بالاعتقال الإداري، وتحمل سلطات الاحتلال المسؤولية عن حياته.

وقال رئيس نادي الأسير، قدورة فارس، إن "الجهود يجب أن تتكثف في هذه الأثناء من أجل إنقاذ حياة أبو هواش"، مؤكدا أن "الاتصالات مستمرة ولكن حتى الآن لا توجد نتائج".

وأشار إلى أن "كل الهيئات الدولية تعلم بحالة الأسير أبو هواش الصحية، وصدرت تقارير عن بعض هذه الهيئات لكنها لم تصل حتى إلى حد ممارسة الضغط على إسرائيل".

وطالب فارس "المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، بالتحرك الفوري والعاجل لإطلاق سراح أبو هواش وإنقاذه".

من جانبه، أكد محامي نادي الأسير الفلسطيني جواد بولس في بيان، السبت، أنه "استنادًا إلى تقرير طبي صادر عن أطباء لحقوق الإنسان، فإن المعتقل أبو هواش يواجه احتمالية الوفاة المفاجئة، وأنّه في حالة حرجة للغاية".

وبيّن بولس أن "الأطباء أرفقوا ملاحظات أساسية ومهمة في التقرير تتمثل برفض الطاقم الطبي في المستشفى تزويدهم بمعلومات عن الوضع الصحي لأسير أبو هواش"،

كما لفت إلى "عدم قدرة الأطباء الذين قاموا بزيارته، على استيعاب تصرف الأطباء في المستشفيات السابقة بموافقتهم بإعادة الأسير أبو هواش إلى السجن، رغم إقرار التقارير بخطورة وضعه الصحي".

والاعتقال الإداري، قرار حبس بأمر عسكري إسرائيلي، لمدة تصل إلى 6 شهور قابلة للتمديد، بزعم وجود تهديد أمني، دون محاكمة أو توجيه لائحة اتهام.

‎وبلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتى نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي نحو 4600، بينهم نحو 500 أسير إداري، و34 أسيرة، و160 قاصرا، وفق مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى.

التعليقات