الأقرع وموقدة يواجهان السجان بجسدين منهكين وإرادة صلبة

تزداد حياة الأسيرين ناهض الأقرع ومنصور موقدة صعوبة في السجن بسبب وضعهما الصحي الآخذ بالتفاقم، والإهمال الطبي والمماطلة في تلقي العلاج.

الأقرع وموقدة يواجهان السجان بجسدين منهكين وإرادة صلبة

الأسيران منصور موقدة وناهض الأقرع

تزداد حياة الأسيرين ناهض الأقرع ومنصور موقدة صعوبة في السجن بسبب وضعهما الصحي الآخذ بالتفاقم، والإهمال الطبي والمماطلة في تلقي العلاج.

وكشف محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين فواز شلودي، اليوم الأربعاء، وبعد زيارته لمستشفى سجن الرملة، عن صعوبة الوضع الصحي للأسيرين ناهض الأقرع ومنصور موقدة، الذين يتعرضان لسياسة الإهمال الطبي والمماطلة في تلقي العلاج من قبل إدارة سجون الاحتلال، فهما مقعدان يتنقلان على كرسي متحرك، في ظل غياب كافة متطلبات الرعاية الصحية الخاصة بوضعهما.

وفي هذا السياق، يواجه الأسير ناهض فرج الأقرع من قطاع غزة، وضعا صحيا صعبا للغاية، إذ يعاني من أوجاع عديدة نتيجة الإصابة التي تعرض لها قبل اعتقاله وأدت إلى بتر قدمه اليسرى، ليتفاقم وضعه الصحي فيما بعد داخل السجن، فقد رفضت عيادة سجن الرملة إجراء العمليات الجراحية اللازمة له لإزالة شظايا الرصاص، واكتفت بإعطائه المسكنات، فأصبحت قدمه اليسرى تشكل خطرا على بقية جسده بسبب تعفن أنسجتها الداخلية، فقررت إدارة مصلحة السجون بتر قدمه اليمنى، وذلك عام 2013 في مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي، ليصبح بعدها مبتور الساقين، وفقا لهيئة الأسرى.

وأضافت أن الأقرع تعرض لأقسى أساليب التعذيب أثناء فترة التحقيق معه، وبعد أربع سنوات واجه حكما بالسجن المؤبد المكرر ثلاث مرات، أي ما يعادل 75 عاما، بعد إدانته بقتل 3 من جنود الاحتلال من خلال وضع عبوة ناسفة ارتطمت بها دبابتهم في منطقة "نتساريم" في القطاع.

واعتُقل ناهض أول مرة عام 1983 وحكم عليه بالسجن المؤبد، بتهمة مسؤوليته عن تفجير أول دبابة إسرائيلية، أسفرت عن مقتل 3 جنود، وأمضـى من محكوميته 10 سنوات وأفرج عنه ضمن اتفاقية أوسلو عام 1993، ثم اعتقل للمرة الثانية عام 2007 على جسر الكرامة الأردني بعد عودته من رحلة علاج أسفرت عن بتر ساقه اليسرى.

ولا يختلف وضع الأسير منصور محمد موقدة من سلفيت عن وضع الأقرع، فهو يعتبر من أصعب الحالات المرضية في السجون الإسرائيلية، ويتواجد بشكل دائم بمستشفى سجن الرملة منذ اعتقاله قبل عشرين عاما بسبب وضعه الصحي الصعب، فالأسير أصيب بعدة رصاصات بجسده خلال محاولة اعتقاله، رصاصة بالبطن ورصاصة في العمود الفقري ورصاصة في منطقة الحوض، مما أدى إلى اصابته بشلل ليصبح الكرسي المتحرك مرافقه الدائم.

وخضع موقدة لعدة عمليات، منها زراعة معدة بلاستيكية بالإضافة إلى أجزاء من الأمعاء بلاستيكية، إذ يضطر لقضاء حاجته بواسطة أكياس للبول والبراز، إلى جانب معاناته من آلام حادة بجميع أنحاء جسده وخاصة منطقة البطن، ومشاكل بالأسنان والرؤية، إذ يتلقى باليوم أكثر من 12 نوعا من الدواء ومسكنات قوية جدا لتخفيف آلامه.

يشار إلى أن الأسير موقدة معتقل منذ يوم 1 تموز/ يوليو 2002، وهو محكوم مؤبد وتم تحديد الحكم له بـ30 عاما.

ومن الجدير ذكره تواجد 16 أسيرا آخر إلى جانب الأقرع وموقدة داخل مستشفى سجن الرملة.

التعليقات