"بركان الحرية أو الشهادة": الأسرى يعلنون وصيتهم الجماعية

أكدت هيئة الأسرى ونادي الأسير في بيان، أن الأسرى يواصلون استعدادهم لخوض معركة الإضراب عن الطعام والتي تبقى لها أربعة أيام، تحت عنوان "بركان الحرية أو الشهادة".

اعتصام في الضفة نصرة للأسرى (نادي الأسير)

تواصل الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي العصيان ضد إدارة السجون، حيث صعد الأسرى في ، خطواتهم النضالية لليوم الـ 34 على التوالي، رفضا لإجراءات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، التي تهدف للتضييق عليهم والتنكيل بهم.

وينفذ الأسرى، اليوم الأحد، وفقا للبرنامج المستمر، خطوة الإرباك الليلي بهتاف واحد (حرية)، وسيكون ذلك الساعة 7 و45 دقيقة.

كما تنفذ بعض السجون إضافة إلى الخطوات الجماعية المشتركة، خطوات إضافية منها عرقلة الفحص الأمني ودق الشّبابيك كما هو قائم في سجن نفحة.

الأسرى يعلنون وصيتهم الجماعية قبيل أيام على الشروع بمعركة الإضراب

(بركان الحرية أو الشهادة)

بعد أن وجدنا أنفسنا وحيدين في مواجهة الموت والنسيان، نصارع المستحيل ونحن أسرى، نحاصر حتى النهاية، بين فكيّ كماشة الإهمال، وأنياب بن غفير الاستعمارية، قررنا بملء الإرادات المؤمنة، المنبثقة من رحم وعينا التحرريّ والإنساني، بعد التّوكل على الله، وإرادة شعبنا الحي، أن ننطلق سهاماً من على أوتار أرواحنا المتمردة، فإما حرية حمراء مخضبة بالجوع، والكرامة، وإما انتصار أكيد على الذات، والدنيا معا.

ثقوا بنا، ثقوا بإرادة الأسـرى يا شعب الجبارين، والمقاومة، فكما عرفتمونا أحرارا، كنا وما زلنا، مشاريع شهادة، عناوين حرية واجبة، عتلات نضالية مهمة، يشهد لثباتها الفلسطينيّ الأكيد في ميادين المواجهة، وساحات الاشتباك، صفرية المسافة، أحادية الخيار، والقبلة، وروافع وطنية ملهمة أيضًا، يمكن البناء، والرهان عليها، أيّما رهان في كل زمان، ومكان، هذا قدر الأحرّار، وها قد انبرت له أرواحنا منتصبة، سنصنع وإياكم أقدارنا الحرة، من حبات الضوء المسربل من حدقات العيون، ونفحات الأرواح المعلقة بأهداب الحرّيّة، وخيطها السّميك، شعب الشّهداء والأسرى في دروب الحرية، ونحن نقف وإياكم على عتبات المواجهة الفارقة نحييكم، وفي تحيتنا، كثير حب وشوق، و شيء من أرواحنا التي لا تستطيب إلا لعناقكم، في فضاء الحرية الرحبة.

نقف في ثبات، وشموخ لمشاريع شهادة، تتوثب أرواحنا الحرة من أعماق مدفنها الحجري، مراهنين على ضمائركم الحية، وعلى سواعدكم السمراء بالآن نفسه، وقبل أن نكتمل بأسباب الرحيل نوصيكم بنا خيرا، لا تتركونا وحدنا في ساحات المعركة، مكشوفين لسهام الغزاة، احموا أرواحنا وظهورنا، فأنتم أحادي القيم والمبادئ، والرهان عليكم كاسب، حررونا ونحن أسرى أحياء، قبل أن نكون جثثا ميتة وأرقام، حررونا من مدافننا الحديدية الباردة، حررونا من ثلاجات الموتى، حررونا من مقابر الأحياء، قبل أن نتحول إلى شواهد منسية في مقابر الأرقام، فحررونا مرةً، وللأبد كي تحرّروا أرواحنا الإنسانية، حتى حدود سمائها السابعة وأعلموا أن حريتنا واجبة، سننتزعها من بين براثن المستعمر، بقوة الحق، وإرادة الحياة، فهي حق ودين، والتاريخ لا يرحم مثلما لا يغفر.

نوصيكم خيرا بسبع جوهريات ثقال، بفلسطين وروايتها التاريخية، بالمقاومة الشاملة، والوحدة الوطنية، بأهالي الشهداء والأسرى، بالمرأة الفلسطينية حارسة نارنا المقدسة، بالديمقراطية الفلسطينية، والتعددية السياسية، في الوعي التحرري، والهوية الوطنية الجامعة.

والجغرافيات التحررية الأربع: جغرافية الشهداء النموذج والرمز الملهم، جغرافية الأسـرى عناوين الفعل والحرّيّة الواجبة، جغرافية المخيم جوهر القضية، وحقّ العودة، وجغرافية الحركة الطلابية الوعيّ والعنفوان الشبابي.

الحركة الأسيرة تباشر الخطوات الفعلية لدخول الإضراب

وقالت جمعية واعد للأسرى في بيان مقتضب إن الحركة الأسيرة باشرت بالخطوات الفعلية عصر اليوم الأحد، لدخول الإضراب بعد فشل كل جلسات الحوار، والاحتلال يتحمل كل ما ستؤول إليه تطورات المشهد في داخل السجون والحركة الأسيرة أعدت العدة لمشوار طويل وقاس من الخطوات النضالية.

وأكدت هيئة الأسرى ونادي الأسير في بيان ، أن الأسرى يواصلون استعدادهم لخوض معركة الإضراب عن الطعام والتي تبقى لها أربعة أيام، تحت عنوان "بركان الحرية أو الشهادة".

وقال قدورة فارس رئيس نادي الأسير، "إن الأسير مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، سيكون في مقدمة الأسرى المضربين عن الطعام في معركة الحرية أو الشهادة".

وأضاف فارس، في بيان مقتضب، "إن قرار البرغوثي، يأتي إيمانا منه بأهمية نهج المقاومة، والأهمية الإستراتيجية لمعركة الإضراب عن الطعام، التي أعلن عنها الأسرى في مواجهه سياسات الحكومة الإسرائيلية الفاشية".

وتابع فارس "يبقى البرغوثي نموذج القائد الذي يخوض غمار المعارك جنبا إلى جنب مع إخوته، ورفاق دربه".

وأمس السبت، أعلنت لجنة الطوارئ العليا أن الأسرى الذين سيخوضون الإضراب سيعلنون وصيتهم، داعية إلى تعزيز المشاركة في الوقفات المساندة لهم في مراكز المدن يوم الثلاثاء المقبل.

وتمثلت العقوبات الجديدة التي فرضها بن غفير وإدارة السجون على الأسرى، بإغلاق "الكانتينا" والحرمان من الخروج لأداء الرياضة الصباحية، ووضع أقفال على الحمامات الخاصة بالاستحمام وقطع المياه الساخنة، وسحب بلاطات التسخين، وبعض الأدوات الأساسية.

ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال، نحو 4800 أسير، من بينهم 170 طفلاً، و29 أسيرة، وما يزيد عن ألف معتقل إداري.

التعليقات