28/12/2015 - 23:52

علوش قتل الخميس بنيران سورية والمخيم ينتظر خروج داعش

كشفت معلومات خاصة بعرب48 أن قائد جيش الإسلام زهران علوش قضى يوم الخميس في غارة للطيران السوري، وليس يوم الجمعة بغارة روسية كما أعلن جيش الإسلام ونقلت وسائل الإعلام

علوش قتل الخميس بنيران سورية والمخيم ينتظر خروج داعش

كشفت معلومات خاصة بعرب48  أن قائد جيش الإسلام زهران علوش قضى يوم الخميس في غارة للطيران السوري، وليس يوم الجمعة بغارة روسية كما أعلن جيش الإسلام ونقلت وسائل الإعلام. معلومات عرب48 أشارت إلى أن المخابرات الجوية السورية وتحت إشراف مباشر من قائدها جميل الحسن أشرفت على الضربة باثني عشرة صاروخاً على موقع اجتماع علوش وقيادة جيش الإسلام مع فيلق الرحمن، عند ظهيرة يوم الخميس، لكن النظام لم يعلن عنها إلا بعد أن كشف جيش الإسلام عن خسائره فيها ومن ضمنها علوش ونائبه والناطق باسمه.

وبحسب ذات المصدر فإن جيش الإسلام تأخر في إعلان الخبر حتى يتم ترتيب بيته الداخلي وتعيين قائد جديد له، فيما استعد أيضاَ للرد عسكرياً من خلال ضربات بقذائف الهاون على العاصمة السورية دمشق منذ ظهر يوم الجمعة.

اتفاق داعش لا يزال قائماً

في الأثناء نفى صحفي من جنوب دمشق أن يكون اتفاق انسحاب تنظيم الدولة الإسلامية 'داعش' من مخيم اليرموك المحاصر ومناطق في جواره قد تعطل بعد مقتل قائد جيش الإسلام زهران علوش، مشيراً إلى أنه وحتى اللحظة لم يسجل أي خروج لعناصر التنظيم ومن بايعهم من الحجر الأسود أو المخيم أو منطقة القدم، لكنه اعتبر أن الاتفاق بحكم المنتهي، وكان من المتوقع أن يخرج التنظيم فعلاً قبل يوم الإثنين 28 كانون الأول.

في الأثناء قال أمين سر تحالف قوى الفصائل الفلسطينية الموالية للنظام السوري في دمشق، خالد عبد المجيد، إن أكثر من 2000 مقاتل قد غادروا المنطقة بالفعل خلال يومي الجمعة والسبت. ونشر عبد المجيد عبر صفحته الشخصية على موقع Facebook 'أدخل إلى منطقة القدم في ريف دمشق عدد من الباصات برفقة سيارتين تابعتين للأمم المتحدة في إطار عملية لنقل مسلحي النصرة وداعش وعائلاتهم باتجاه بئر القصب شرق ريف دمشق ومناطق أخرى'.

الصحفي وعضو تجمع ربيع ثورة بريف دمشق الجنوبي، مطر إسماعيل، قال لعرب48، إنه لا صحة لهذه الأنباء، فالحافلات موجودة بالفعل في محيط المنطقة إلا أنها لم تتحرك بعد، ولم يصل لها عناصر التنظيم. وأضاف أن الاستعدادات مستمرة لخروج التنظيم من جنوب العاصمة السورية، وهو أمر متوقع في أي لحظة ضمن هذا الأسبوع.

النظام بدوه قال يوم السبت إن جيش الإسلام عطل الاتفاق، وأفادت 'لجان المصالحة الشعبية في جنوب دمشق'  بأن إخراج ما تبقى من مسلحين وعوائلهم تعطل بسبب بعض العوائق اللوجستية ومنها منع جيش الإسلام  المسيطر على منطقة بئر القصب من مرور القوافل التي تنقل المسلحين وذلك ردا على مقتل علوش.

كانت الأنباء قد تضاربت حول صحة خبر خروج مقاتلي التنظيم المتطرف من المنطقة، ففيما تؤكد مصادر مقربة من النظام السوري أو من الفصائل الفلسطينية خروج المقاتلين مع عائلاتهم من منطقة القدم، ينفي ناشطون داخل مخيم اليرموك ومنطقة الحجر الأسود المحاذية له صحة تلك الأنباء.

البندقية على الطاولة

في المشهد السوري العام، وبالذات بعد الاتفاق الأمريكي الروسي في لقاء فيينا الذي عقد الشهر الماضي، ارتسمت خريطة التفاوض في سوريا. يقول المحلل السياسي وليد أتاسي لعرب 48 إن 'الأمر بات واضحاً اليوم، إما أن تستقل باصاً أخضر وتنتقل إلى شمال سوريا كما حدث في حي الوعر في حمص، وقدسيا بريف دمشق، أو ستقتل كما حدث مع زهران علوش'.

أتاسي يرى أن قتل النظام السوري لرجل السعودية الأول في سوريا، لم يأت من قبيل الصدفة، إذ طالماً كان النظام قادراً على هذه الخطوة، لكنه في الأيام الأخيرة، اتخذ قراره بغطاء دولي، وربما سعودي، التخلص من كل من قد يقف بوجه الاتفاق الدولي، سياسياً أو عسكرياً، سيتم استبعاده من الخارطة نهائياً.

يرى أتاسي أن مقتل علوش سيكون له انعكاسات على المشهد في جنوب دمشق وفي شمال سوريا حيث ينتشر جيش الإسلام، لكنه في الوقت ذاته يشكك في إمكانية أن يكون هذا الانعكاس جذرياً في مسار الأحداث في البلاد، بالذات في ظل حالة التفكك التي تعيشها المعارضة السورية المسحلة، وارتباطها المباشر بمخابرات دولية وإقليمية.

سياسياً قد يكون لأنقرة تصرف في الأرض السورية في الأيام القادمة ردا على مقتل علوش، فالرجل كان قد زارها لمرتين في العام الماضي، ورغم أن طبيعة العلاقات بين جيش الاسلام وأنقرة قد لا تكون واضحة جداً، يقول أتاسي، إلا أن هناك تقارباً في المصالح كان قد حصل، وسيكون لمقتل علوش تأثير مباشر عليها.

التعليقات