23/01/2016 - 14:51

اليرموك يترقب: بعد داعش الصراع مستمر بشكل جديد

بهدوء وترو، يستعد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية لمغادرة مناطق من جنوب العاصمة السورية دمشق، بما فيها مخيم اليرموك، في إطار الصفقة التي كثر الحديث عنها

اليرموك يترقب: بعد داعش الصراع مستمر بشكل جديد

بهدوء وترو، يستعد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية 'داعش' لمغادرة مناطق من جنوب العاصمة السورية دمشق، بما فيها مخيم اليرموك، في إطار الصفقة التي كثر الحديث عنها، بين التنظيم والنظام السوري عبر وسطاء أبرزهم مكتب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي مستورا.

يتوقع صحافيون في جنوب دمشق خروج التنظيم فعلاً، عبر حافلات أعدها النظام في أي لحظة، كانت وزارة الإعلام السورية التابعة للنظام، قد دعت الصحفيين ليل الثلاثاء، إلى الاستعداد لتغطية خروج التنظيم صباح يوم الأربعاء، لكن أمراً من ذلك لم يحدث.

يقول الناشط الإعلامي مطر إسماعيل من تجمع ربيع ثورة لعرب 48، إن الأمر لا زال متوقعاً في أي لحظة، ويدلل على ذلك بما تشهده مناطق التضامن والحجر الاسود: 'لقد دخل أكثر من عشرين عنصراً من مقاتلي الجيش الحر إلى منطقة الحجر الاسود، المعقل الاساسي لتنظيم الدولة في جنوب دمشق، وهم الآن ينتشرون في مقرات قائدهم أبي الفداء، الذي نسق علمية التسلم والتسليم مع التنظيم، لكنهم لم يسيطروا بعد على المنطقة'.

يقول إسماعيل إن حي التضامن بدوره يشهد تواجداً لعناصر التنظيم وعناصر الحر، ليجري تسليم المواقع القتالية في أي لحظة بين القوتين العسكريتين اللتين تكنان لبعضهما العداء، فيما لا يزال التنظيم في شارع العروبة في مخيم اليرموك، مع استعدادات واستنفار للمغادرة بشكل نهائي.

الصراع قادم

يحاول تنظيم 'جبهة النصرة'، أو ما يصفه الناشط قيس سعيد، ببقايا النصرة في مخيم اليرموك، رأب الصدع الكبير بينه وبين القوى العسكرية المحيطة بمخيم اليرموك، ومنها أكناف بيت المقدس، إذ اصدرت الجبهة بياناً دعت فيه إلى ما أسمته 'التعاضد والتكاتف' بوجه النظام، ودعت إلى نسيان ما سبق من اقتتال. سعيد يقول لعرب 48، إن محاولات النصرة لن تنجح في تجنب الصراع القادم حتماً مع أكناف بيت المقدس، 'إذ تعتبر الأكناف أن النصرة هي من أدخلت تنظيم داعش إلى المخيم في نيسان الماضي'.

القائد في أكناف بيت المقدس، نضال أبو العلا، وهو من يتواجد اليوم في يلدا، أعلن أن انسحاب التنظيم من المخيم، لا يعني نهاية أزمة اليرموك. ويقول أبو العلا: 'إن أذناب التنظيم ستبقى في المخيم' في إشارة منه لجبهة النصرة التي أعلنت أنها لن تغادر المخيم، في ذات البيان الذي دعت فيه للمصالحة.

يقول سعيد، إن الأزمة مع النصرة ليست مع الأكناف فقط، ويشير إلى أن المدنيين في اليرموك وخارجه لديهم ملفهم الخاص معها 'لا يمكن أن يصالح السكان بالدم الذي في رقبة النصرة، أسماء كثيرة تسببت النصرة في اغتيالها أو غطت عليه، قبور عدد من الشهداء لا نعلم أين هي، ملفات أمنية عدة لا تزال من أسرار الجبهة'.

سعيد يقول إن 100 عنصر فقط هو تعداد النصرة اليوم في مخيم اليرموك، وهم لا يشكلون قوة بالمعنى العددي، إذ يتمتع مقاتلوا النصرة بعقيدة عالية لا تمتلكها كثير من التنظيمات العسكرية المتواجدة في المنطقة، ما قد يجعلهم حجرة عثرة في طريق استقرار نسبي في المخيم، إذا لم يظهر اتفاق قابل للتطبيق بينهم وبين بقية القوى العسكرية في المنطقة.

بعيداً عن النصرة

في يلدا المجاورة لليرموك، تتواصل التحالفات العسكرية في الظهور مع ارتفاع التوقعات بقرب انسحاب تنظيم الدولة الإسلامية من المنطقة، وبالذات من مخيم اليرموك، إذ أعلنت أكناف بيت المقدس مع العهدة العمرية، مع عدد من المقاتلين الفلسطينيين المنضوين في تشكيلات سورية، إنشاء تشكيل عسكري جديد يوم الأربعاء، هو 'قوى اليرموك' قال بيان تشكيله إن الهدف منه إعادة الأمن والأمان إلى مخيم اليرموك، وذلك بعد أيام من استعراض عسكري قامت به كتائب البراق العسكرية، التي هي تحالف بين أكناف بيت المقدس والعهدة العمرية.

دمشق من جهتها تروج إلى أن من سيدخل المخيم بعد الانسحاب هي الفصائل الفلسطينية الموالية لها، وتقول إن هيئة شعبية فلسطينية شُكلت لهذا الغرض، لكن ناشطين وعسكريين في اليرموك وجواره، ينفون لعرب 48، أن تكون الصفقة برمتها تُنبئ بأمر مماثل.

المشهد يبدو أكثر سخونة في حي التضامن، إذ أن الصراع المتوقع هو بين ميليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام، وكتائب من الجيش الحر، حيث ينوي الطرفان السيطرة على الحي المُطل على العاصمة دمشق، وعلى شارع 'نسرين' الموالي للنظام، وهو مركز عمليات عسكرية وقصف طالما استهدف المخيم والحجر الأسود.

لا تتفاءل

بين ساعة وساعة، تتغير الأنباء حول الانسحاب النهائي للتنظيم، لكن الثابت هو الخوف والترقب الذي لا يسيطر فقط على مدنيي مخيم اليرموك، بل عموم المنطقة الجنوبية من دمشق. شكل القوة العسكرية لا يهم كثيراً، بقدر ما يهتم المدنيون بشكل الصراع القادم بين عدة قوى تريد السيطرة على المنطقة أو الاستثمار العسكري فيها.

الفلسطينيون السوريون سواء أكانوا عسكريين أم مدنيين، يقرون بأن عدم وجود غطاء سياسي موحد لهم، يشكل العائق الأكبر في الأزمة الحالية، فيما يذهب البعض إلى أن التنافس بين الفصائل الفلسطينية كفتح وحماس، يجعل من الملف أكثر تعقيداً وبعداً عن الحل النهائي. يقول الناشط السياسي مروان موعد، إن الفصيلين الكبيرين مستعدان لتدمير المخيم، كي لا يترك واحد منهما المخيم للآخر، ويعتبر أنهما متورطان في تأجيل الحل أو خلق الاقتتال حتى.

التعليقات