14/05/2016 - 18:34

68 عاما من اللجوء ولا يزال حلم العودة يراود الحاج غانم

68 عاما مضت على النكبة الفلسطينية، وما يزال الفلسطيني رجب غانم (83 عاما)، يحلم بالعودة لمنزل عائلته في مدينة اللد المحتلة عام 1948، حيث متجره ومنازل عائلته وبستانها.

68 عاما من اللجوء ولا يزال حلم العودة يراود الحاج غانم

68 عاما مضت على النكبة الفلسطينية، وما يزال الفلسطيني رجب غانم (83 عاما)، يحلم بالعودة لمنزل عائلته في مدينة اللد المحتلة عام 1948، حيث متجره ومنازل عائلته وبستانها.

الفلسطيني غانم، الذي يسكن مخيم الأمعري للاجئين، القريب من مدينة رام الله بالضفة الغربية، يستذكر حكاية اللجوء والهجرة تحت أزيز الرصاص، وأنباء المجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين، وكان حينها فتى في عمر الـ15 ربيعا.

يقول غانم، الذي صار عجوزا يمشى بخطوات ثقيلة وهو متكئا على عصاه، 'كنا نسكن مدينة اللد وأعمل مع والدي بالتجارة، وكان لدينا ثلاثة بيوت وبستانا، نعيش حياة سعيدة، وقعت 'الحرب' عام 1948، وبدأت العصابات اليهودية تحتل البلدات وتدمرها وترتكب المجازر'.

ويضيف، 'بقينا في البلدة، حفرنا خندقا من الجهة الغربية التي كنا نتوقع أن يأتي منها اليهود، التفوا وحاصروا البلدة من جهات أخرى، دارت معارك على أطراف البلدة، كان أزيز الرصاص لا يهدأ، الناس دافعت عن البلدة حتى خلص (نفذ) الرصاص'.

يتنهد العجوز وهو يستذكر ما أسماه بـ'أوقات يشيب لها الرأس'، ويقول، 'جمعت العصابات الصهيونية مئات الناس في مسجد دهمش، في اللد، وأعدموهم رميا بالرصاص، منهم من أصيب وفر من الموقع، وكان منهم ناس أصدقائي وأعرفهم، قالوا لي إن اليهود أسرونا، ومن ثم أعدموا جزء كبير، (يمكن 100 نفر)'.

يضيف غانم، 'طلبوا منا الخروج من البلدة والرحيل نحو الشرق، خفنا يصير فينا مثل ما صار في مسجد دهمش، حملنا بضعة أغطية، وشوية (القليل) دقيق، تركنا الجاجات (الدجاج)، وتركنا الكواشين (أوراق الملكية)، وخبئ والدي ما نملك من فلوس (أموال نقدية)، وخرجنا، قلنا: يومين أو ثلاثة ونعود'.

يصمت الرجل ويتابع: 'اليومين صاروا 68 عاما'.

ويستطرد بقوله، 'في الطريق كان اليهود يمشوا معنا، خرجنا ووصلنا إلى حدود رام الله، فتشونا وكل من يملك أوراق ملكية وأموالا وذهبا كان يصادر، من يحاول المشي بطريق آخر يطلق عليه النار، وصلنا مشارف رام الله ليلا، بتنا هناك، وصباحا توجهنا ووصلنا رام الله'.

'يوم خروجنا كان يوم عظيم، لا أذكر يوما أقسى منه، الناس تمشي نحو مصير مجهول، لا نعلم شيئا، وصلنا رام الله وتفرق الناس؛ منهم من سافر للأردن ومنهم من توجه لغزة ومنهم بقي برام الله، بقيت مع عائلتي بضعت أشهر برام الله، ثم انتقلنا لغزة'، يقول العجوز.

ويتابع، 'وصلنا لمخيم البريج في غزة، وعشنا هناك حتى العام 1967، ثم عدنا لرام الله وسكنا بمخيم الأمعري حتى اليوم'.

ويستطرد، 'بعد بضعة أشهر من وصولنا لغزة، عاد والدي إلى مدينة اللد، وجلب ما خبأ من أموال'.

وفي مخيم البريج، افتتح غانم متجرا للمواد الغذائية، وتزوج من فتاة، وأنجب منها اثنين من الأبناء، لكن عندما قرر الذهاب إلى الضفة الغربية رفضت زوجته السفر معه، وبقيت في مخيم البريج مع ابنيه، والثلاثة لا يزالون حتى اليوم يسكنون في قطاع غزة، ومنذ نحو عشر سنوات لم يجتمعا، بسبب الظروف الأمنية والحصار المفروض على قطاع غزة.

في مخيم الأمعري، أسس الرجل حياة جديدة، حيث تزوج وأنجب ستة من الأبناء والبنات، لكن ما زال حلم العودة إلى مدينة اللد يراوده في كل يوم.

وعن بلده وبيته يقول، 'منذ أن خرجت من اللد لم أزرها قط، لا يمكن لي أن أرى بيتي وأرضي بيد اليهود، ما بقدر (لا استطيع) قد أموت لو شاهدت ذلك بعيني'.

ويضيف، 'يمر العمر سريعا، وكل عام نقول العام القادم نعود، صرنا ختايرة ولم نعود حتى اليوم'.

وبعد 68 عاما يقول الرجل، 'لن نقبل بأي تعويض من أحد، وحقنا في العودة لأرضنا لن نتنازل عنه، وإذا ما رجعنا برجعوا (يعودوا) ولادنا وبرجع ولاد أولادنا'.

ويتابع، 'بيتنا في اللد هدم وأقيمت عليه مستوطنة، الأرض يستغلها اليهود، هكذا أخبرت، مع ذلك لن نتنازل عنها'.

ويحيي الفلسطينيون في 15 أيار/ مايو من كل عام ذكر النكبة، وهي ذكرى التطهير العرقي والمجازر التي تعرضوا لها عام 1948، لينتج عن ذلك إعلان قيام دولة إسرائيل في أيار/ مايو 1948، تفعيلا لقرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين بين الجماعات الصهيونية والفلسطينيين.

وتهجر آنذاك 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم في فلسطين التاريخية، إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن ومصر وسورية ولبنان والعراق، حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

اقرأ/ي أيضًا | حطين... لا يغيبُ اسمها عن أهلها

وقد دمرت الجماعات الصهيونية المسلحة، وفقا للجهاز، في حرب عام 1948، أكثر من 530 قرية ومدينة فلسطينية، وارتكبت مذابح أودت بحياة أكثر من 15 ألف فلسطيني.

التعليقات