15/05/2016 - 09:56

بعد 68 عامًا... النكبة مستمرة

بعد 68 عامًا، لا تزال المؤسسة الإسرائيلية حريصة على طمس معالم فلسطين العربية التاريخية، في القدس وحيفا ويافا واللد والرملة والخليل وغيرها من المدن والقرى التي لا تزال تلعب دور الشاهد على أكبر جرائم العصر الحديث التي ارتكبتها العصابات الصه

بعد 68 عامًا... النكبة مستمرة

يحيي الفلسطينيون في جميع أماكن تواجدهم، اليوم الأحد، الذكرى الـ68 لنكبة الشعب الفلسطيني، رغم عدم اختلاف الأوضاع الراهنة سوءًا وتعقيدًا عن الظروف التي وقعت فيها النكبة، فمصادرة الأراضي والبيوت الفلسطينية في الضفة الغربية والداخل وقطاع غزة وبناء المستوطنات والتهويد ومحاولات الأسرلة لا زالت مستمرة، بتقنيات أعلى جودة وأكثر حداثة.

وبعد 68 عامًا، لا تزال المؤسسة الإسرائيلية حريصة على طمس معالم فلسطين العربية التاريخية، في القدس وحيفا ويافا واللد والرملة والخليل وغيرها من المدن والقرى التي لا تزال تلعب دور الشاهد على أكبر جرائم العصر الحديث التي ارتكبتها العصابات الصهيونية عام 1948، وأسفرت عن استشهاد نحو 15 ألف فلسطينيًا وتهجير نحو 800 ألف آخرين من بيوتهم وذكرياتهم.

الصغار ينسون؟

عامًا بعد عام، يثبت الفلسطينيون كذب ما قاله أول رئيس حكومة إسرائيلية بعد النكبة، دافيد بن غوريون، بأن 'الكبار يموتون والصغار ينسون'، إذ تشارك أعداد هائلة من الشابات والشبان صغار السن في فعاليات إحياء النكبة، من زيارة قرى أجدادهم المهجرة رفقة آبائهم وأجدادهم، وتناقل روايات النكبة وقصص الثوار والمقاومة، والمجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني.

ومع تطور التكنولوجيا، بات الجيل الشاب بتناقل بكثافة رواية الشعب الفلسطيني التاريخية عن طريق الشبكات الاجتماعية والمواقع الإلكترونية، مصحوبة بصور توثق الفظائع التي ارتكبتها هذه العصابات، بمختلف لغات العالم، الأمر الذي من شأنه نشر مأساة الشعب الفلسطيني في كل أنحاء العالم، بالإضافة إلى الانتشار بين الجيل الشاب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده.

وباتت هذه الشبكات في الداخل الفلسطيني وسيلة بديلة للتذكير والتوثيق عوضًا عن المدارس، بسبب التضييقات التي تفرضها المؤسسة الإسرائيلية ووزارة التربية والتعليم، التي تجرم إحياء ذكرى النكبة في الحرم المدرسي والجامعات وتمنع المعلمين والهيئة التدريسية من التحدث عن النكبة وكل ما يتعلق بها داخل الحرم المدرسي.

نكبتنا الداخلية

بعد 68 عامًا، لا زال المجتمع الفلسطيني في الداخل يعاني نكبات داخلية، أخطرها موجة العنف المستشرية في أوساطه، والتي أوقعت عشرات الضحايا لمختلف الأسباب وتحت العديد من التسميات الرجعية، ففي كل عام، يفقد المجتمع الفلسطيني العشرات من أبنائه وبناته بسبب فوضى السلاح وتقاعس الشرطة عن جمعه، وانتشار الجريمة المنظمة وغيرها، ومنذ بداية 2016، وقعت 24 ضحية لجرائم العنف في المجتمع العربي.

وعلى مدار الأعوام، حرصت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على تدمير المجتمع الفلسطيني في الداخل بعدة طرق، منها محاصرته اقتصاديًا وعلميًا وثقافيًا لمنع تطوره وتمدنه، واستعملت سياسة التمييز في كل ما يتعلق بالمجتمع العربي وفضلت عليه المجتمع اليهودي، خاصة في المدارس وميزانيات التعليم والثقافة، لزرع الجهل والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد، الأمر الذي يؤدي بشكل حتمي إلى انتشار العنف والجريمة.

وفي عدم تمدن المجتمع العربي خطر كبير، إذ تنتشر جرائم القتل التي يبررها الكثير من الفلسطينيين تحت مسميات رجعية، مثل الثأر وما يسمى بشرف العائلة، لكن نتيجتها هي القتل وخسارة أقرباء وأعزاء بسبب عادة رجعية، ومثل هذه الأمور يمكن المظاهر يمكن القضاء عليها بالعلم والثقافة، وهذا ما تحاول إسرائيل منعه، بل تعززه بعناية ووفق خطط مدروسة طويلة الأمد.

تجديد العهد والأمل

رغم مرور نحو سبعة عقود، لم تنطفئ جذوة أمل الفلسطينيين في العودة إلى بيوتهم وقراهم، ومع كل مسيرة أو فعالية لإحياء ذكرى النكبة، يتجدد الأمل في عودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم، ويزداد التمسك بحق العودة، الذي يعتبر مقدسًا لدى الفلسطينيين على اختلاف أماكن تواجدهم، ولا مجال للخلاف حوله.

اقرأ/ي أيضًا | تأهب أمني إسرائيلي في ذكرى النكبة اليوم

ومع كل جيل جديد، يتجدد العهد على الانتماء للأرض وحفظ الرواية التاريخية ونقلها للأجيال القادمة، وعدم التفريط بحق العودة وعدم منح أي شخص الحق في التنازل عنه، التفاوض عليه أو عقد تسوية قد تسلب من النازحين واللاجئين حق العودة إلى ديارهم وذكرياتهم.    

التعليقات