في الذكرى الستين للنكبة: أحد أبناء قرية اغبية المهجرة يتمنى العودة لها وإعادة البناء فيها..

-

في الذكرى الستين للنكبة: أحد أبناء قرية اغبية المهجرة يتمنى العودة لها وإعادة البناء فيها..
تمنى المواطن أحمد فياض "أبو عزمي" العودة إلى مسقط رأسه قرية اغبية المهجرة القريبة من حيفا، والرحيل من أماكن سكنه في منطقة جنين وإعادة بناء منزل عائلته مرة أخرى، والعمل في الحقول المزروعة والمملوكة لهم.

وقال فياض البالغ من العمر "70" عاما إن مساحة بلدته اغبية والمنسي القريبة مساحة كبيرة جدا حيث كان جده يملك لوحده "580" دونما مزروعة بأشجار الزيتون والأشجار المثمرة الأخرى، ولا يزال يحتفظ بأوراقها الثبوتية لغاية هذه اللحظة معه.

وتابع أبو عزمي عن ذكرياته قبل ستين عاما أن قريته كانت تنعم بالسلام والطمأنينة، وكان يسكن المنزل عندهم 9 أنفار؛ الأب والأم وأربعة أولاد وبنت والجد والجدة وكان في القرية مدرسة لطلبة قريتي اغبية والمنسي يوجد فيها "25" مدرسا.

مناوشات قبل التهجير (الحرب)

يقول أبو عزمي أن مجلس القرية احضر سلاحا من تركيا لمحاربة العصابات اليهودية حيث كانت هناك العديد من المناوشات بين الأهالي والعصابات اليهودية الذين اشتروا حوالي "2000" دونم من إحدى العائلات وأقاموا فيها خياما للسكن فيها وكانت تدور مناوشات كثيرة بين الطرفين وصلت إلى حد قيام الأهالي بحرق كافة الخيام المقامة وأبعاد السكان اليهود عن المنطقة.

وبعد خمسة اشهر يضيف أبو عزمي أعيد بناء الخيم بمساعدة الإنجليز حيث تم إقامة سياج حول أماكن الخيم، وفي هذه الأثناء حضر أحد قادة الثوار العرب وطلب من الأهالي عدم إطلاق النار بحجة مفاوضة اليهود على الرحيل عن المنطقة وعاد بطلب جمع السلاح من السكان العرب من القريتين.

وأثناء هذه الفترة كان السكان اليهود يتدربون على القتال تحت أعين المواطنين العرب دون أن يكون هناك أي احتكاك يذكر.

مرحلة التهجير

وأثناء احتلال البلدات العربية وحسب ما عرف بالهدنة بين اليهود وسكان قريتي المنسي واغبية على اعتبار أن اليهود سيرحلون عائلاتهم عن المنطقة كانت الشاحنات التي ترحل النساء والأطفال تحضر الرجال المسلحين إلى المستوطنة اليهودية حيث كشفهم السكان المحليون.

وبعد اكتمال استعداد اليهود في المستوطنة المقامة وفي يوم جمعة من عام النكبة ظهرا تم الهجوم على القريتين من قبل العصابات اليهودية، حيث قاموا باعتداءات على السكان من ضمنها ذبح كاهل كبير بالسن وطعن امرأة حامل وإخراج الجنين من بطنها أمام مرأى العالم اجمع، وذلك لتشريد السكان حيث غادرها الأهالي خلال ثلاثة أيام وقامت العصابات الصهيونية بهدم القرية عن بكرة أبيها وما زالت أثارها قائمة لغاية هذه الأيام.

ما بعد النكبة

يتابع أبو عزمي أنه بعد التهجير رحلت عائلته إلى بلدة رمانة في محافظة جنين مع ما تمكنت من إخراجه من الأغنام والأبقار، ومن ثم توجهت إلى الفارعة لوجود المياه فيها حيث سكنت هناك لمدة سنتين، ومن ثم إلى طوباس فالأغوار وبلدة عقابا وأخيرا إلى بلدة الزبابدة لغاية هذه اللحظة.

وأثناء هذه الفترة عمل والده في التهريب حيث رجع عدة مرات إلى بلدته اغبية حيث سيطرت عليها العصابات الصهيونية وعلى أراضيها، وشرعت بضمان الأراضي المزروعة للمواطنين العرب الذين بقوا هناك.

ويؤكد أبو عزمي الذي اغرورقت عينيه أثناء الكلام عن بلدته وأهله انه توجه برفقة أولاده خلال الأعوام السابقة إلى مسقط رأسه حيث ما زالت آثار المنزل لغاية هذه الأيام إضافة إلى آثار للمنازل الأخرى ومسجد القرية وما زال يتذكر كافة الأيام التي عاشها خلال سنوات عمره الأولى وانه على استعداد للعودة لها فورا وترك كافة ذكريات الستين عاما الماضية في الأماكن التي عاش بها وإعادة بناء منزله مرة أخرى والبدء بحياة جديدة في مسقط رأسه.

التعليقات