** د.عزمي بشارة في الجامعة الأردنية في ذكرى النكبة: "حق العودة هو الأصل، وما جرى هو تطهير عرقي قام به نظام أبارتهايد إحلالي"

** د.عزمي بشارة في الجامعة الأردنية في ذكرى النكبة:
بدعوة من مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية في عمان، وفي مدرج كلية الحقوق على اسم سمير شما، وبحضور غفير من الطلبة والاساتذة، ألقى الدكتور عزمي بشارة مساء أمس، الإثنين، محاضرة في ذكرى النكبة.

تناول د.شارة في محاضرته مغزى النكبة وأهمية إحياء الذكرى ثقافيا وسياسيا، مشددا في حديثه على النقاط التالية:

1. ذكرى النكبة مناسبة للعودة الى حق العودة كجوهر القضية. هذا الحق الذي اعترف بها العالم قبل قيام م. ت. ف. وقبل قيام الفصائل وحماس وغيرها. وهو حق غير قابل للتفاوض، وقد انطلق من مسؤولية الأمم المتحدة التي قسمت فلسطين. لقد أقر قرار التقسيم بتركيب فلسطين الديموغرافي كما هو دون تهجير. ولا علاقة لحق العودة بكيفة وقوع التهجير، كما لا علاقة له بمطلب الدولة.

2. إن حركة التحرر الوطني الفلسطيني بدأت كحركة لاجئين في حين كانت الضفة والقطاع وشرقي القدس تحت السيادة أو الإدارة العربية. وانتقال مركز ثقلها الى الداخل لا يجب ان ينسينا جذر وأصل ومنطق تطور هذه الحركة.

3. إن احتفالات إسرائيل الشعبية والرسمية بما تسميه "يوم الاستقلال"، هي تذكير لنا بعملية بناء أمة في وسطنا، برموزها وأساطيرها ومؤسساتها، في مقابل عملية تفكيك الأمة التي تجري عربيا... كما تذكرنا بالعلاقة بين الأمرين.

4. هنالك أهمية سياسية قصوى للتأكيد للعالم وللجيل العربي الشاب أن قضية فلسطين لم تنشأ عام 1967ـ بل عام 1948. حتى من يؤمن بالتسوية عليه أن ينطلق من ذلك، وإلا فإن حل الدولتين على طول حدود الرابع من حزيران لن يعتبر تسوية.

5.إسرائيل لا تقبل بحل الدولة الواحدة، ولا بحل الدولتين بشكله المقبول عربيا والذي يشمل حق العودة. ولذلك فهي تطالب بتسويات ومساومات ومقايضات تكرس وضعها ككيان غريب، والتسويات كحلول مفروضة ومرفوضة جماهيريا، وتنشئ حالة شبيهة بحالة الدولة الصليبية.

6. الخلاف الفلسطيني الفلسطيني الحالي هو الوجه الآخر للتسوية الجارية مع إسرائيل دون أفق وكعملية لا نهاية لها. وهو ليس خلافا على قبول أو عدم قبول حل عادل تطرحه إسرائيل، بل هو خلاف على الاستراتيجية والأهداف، ولن يكون ممكنا الاستمرار في مقاومة الحالة الكولونيالية دون حسم هذه الخلاف، ودون ان تستنتج القيادة الفلسطينية استنتاجاتها من اوسلو ومن مآل هذ الخيار السياسي. وطبعا في المقابل على حركة حماس أن تبلور برنامجها السياسي وتلخض تجربة وجودها في السلطة على الأخطاء التي تضمنتها. في هذه الأثناء يجب الوقوف جميعا سوية لكسر الحصار على غزة.

7. في ايام تذكر النكبة لا بد من تذكر مصير الشتات الفلسطيني ( وقد اعترض د.عزمي بشارة على استخدام الكلمة لوصف الجاليات اليهودية في دول العالم، ما يفترض أن وطنهم الأصلي هو فلسطين وأنهم خارجها في شتات.) ولا بد من تذكر أوضاع الفلسطينيين في لبنان وغيرها، ولا بد من أن يكون هنالك أب وعنوان يحسب له حساب ويعالج قضاياهم، مشيرا إلى مأساة مخيم نهر البارد المستمرة، وما حصل للاجئين الفلسطينيين في العراق، وضرورة ألا تتكرر هذه المآسي. وضرورة الاعتراف بحقوق الفلسطينين المدنية والإنسانية مع التمسك بحق العودة.

وبعد المحاضرة وجه الحضور أسئلة للمحاضر، ودار نقاش حي لم تسعه الفترة المخصصة للمحاضرة لحيويته وللاهتمام البالغ الذي أثارته الأفكار المطروحة.

التعليقات