منتدى الصحافيين العرب ينظم ندوة سياسية ثقافية تحت عنوان "اللغة العربية في مواجهة آثار النكبة"..

-

منتدى الصحافيين العرب ينظم ندوة سياسية ثقافية تحت عنوان
تحت عنوان اللغة العربية في مواجهة آثار النكبة، وبمبادرة منتدى الصحافيين العرب، ورعاية لجنة المتابعة لشؤون العرب في الداخل، نظم المنتدى ظهر السبت، في مكاتب لجنة المتابعة بمدينة الناصرة، ندوة سياسية ثقافية في الذكرى الستون للنكبة، وذلك بحضور عدد من الصحافيين العرب، وعدد من المثقفين الى جانب نخبة من المحاضرين والباحثين.

افتتح وأدار الندوة عضو اللجنة التنفيذية للمنتدى، الصحافي سليمان ابو صعلوك حيث قدم مداخلة قصيرة استعرض خلالها العلاقة بين تهويد المكان وعبرنة اللغة، وأشار إلى دور بعض المثقفين، منهم الشعراء توفيق زياد وراشد حسين وغيرهم ممن ادركوا مبكرا الحرب على اللغة مستشهدا بمقاطع من أشعارهم التي تضمنت في طياتها تصديا لتلك المحاولات.

عنبتاوي: نحن بحاجة لمنابر الاختلاف وليس فقط منابر للتواطؤ

قدم مدير مكتب لجنة المتابعة، عبد عنبتاوي، مداخلته في إشكاليات اللغة والوجود، واعتبرها رسائل وأفكارا سريعة حول اللغة، قائلا إن النكبة حصلت عام 48 ولا زالت متواصلة، والنكبة ليست في وجود الشعب الفلسطيني بل في وعيه. واللغة بصفتها وعاء ثقافي وفكري تكتسب أهمية أكثر في حالات الصراع. وبصفتنا أقلية قومية فإن النكبة قائمة في الوعي والوجود، وإن اللغة في مركز الصراع. وبهذا المعنى يجب العمل على تطويرها باستمرار، لكن لا تحمل المعنى كله بل ضمن عملية كاملة.

وأشار إلى كتاب المفكر القومي قسطنطين زريق "معنى النكبة" قائلا "ما زلنا نتوارث مصطلح النكبة، إذ يجب البحث عن مصطلح آخر، لأن النكبة ليست حدثا قدريا.

كما أشار عنبتاوي إلى ضرورة تفعيل العقل النقدي، قائلا إذا كانت اللغة تدلل على مستخدميها فهذا يتطلب إعادة النظر، وإعطاء اللغة معانيها الصراعية، وليس الميثولوجية، وعدم المبالغة رغم أهميتها وجماليتها. ويجب نقل اللغة من كلمات إلى مفاهيم، وهذا لا يتأتى إلا من خلال مجتمع منفتح، ولا يديرون صراعات من خلال الانحسار باللغة مختتما القول نحن بحاجة لمنا بر الاختلاف وليس فقط منابر للتواطؤ.

حسنين: صوت إسرائيل وتعابيرها لازالت مترسخة في أذهان البعض

وتحدث رئيس منتدى الصحفيين العرب، نضال حسنين، حول الاختلاف في اللغة المستخدمة في الدول العربية والمستخدمة في الداخل الفلسطيني 48.

كما تطرق لمواقع الانترنيت وما شكلته من انفجار إعلامي، وحول الكم الهائل من المواد واللغة الرثة، بالقول إن اللغة المستخدمة في المواقع يرثى لها، وإن هناك نتائج مبكية في لغة وصياغة الأخبار والمواد في مواقع الانترنيت.

كما تمت الإشارة إلى استخدام التسميات الصحفية للأماكن والمدن مثال "القدس الشرقية" (شرقي القدس) و"الناصرة العليا" (نتسيريت عيليت) بالقول إن التسمية هي تعبير عن موقف سياسي، وإن صوت إسرائيل وتعابيرها لازالت مترسخة في ذهن البعض، وهي واردة في بعض مواقع الانترنيت، بالإضافة إلى استخدام اللغة العبرية ومفرداتها خلال الحديث وكذلك في الكتابات.

د.إلياس عطا الله: نحن قوميون ولنا لغة قومية ولغة أمة

وتحدث الباحث والمحاضر في علوم اللغة العربية، د.إلياس عطا لله، قائلا إنه كان من المفروض الحديث عن الإعلام عامة، وليس عن الصحافة. وإذا أردنا الحديث عن اللغة فهي مأزومة بنا ومعنا، والنكبة أصبحت لدى البعض قضية نتلهى بها في المؤتمرات والمنتديات، وأن لغة الأم تكتسب، وهي تختلف عن لغة الأمة، وهي التي يجب أن تدرس. وعلينا أن نصون محكيتنا وفصحانا، وخاصة صيانة المحكية، لأنها هي التي في خطر.

وأضاف أنه يخشى أن تتغلغل اللغة المحكية في مجال التدريس، مشيرا إلى أن لغة التعليم اليوم تتم باللغة العامية. كما حذر من تبني لغات إقليمية، كما أكد على "نحن قوميون، ولنا لغة قومية، ولغة أمة، وليس مثل الأقليات التي تفرض عليها اللغات".

وتطرق إلى عبرنة اللغة بالقول إنه مع ازدياد عبرنة اللغة تبدأ لغة الأم تفقد مكانتها. كما تطرق إلى المناهج التعليمية، وغياب المراجع أمثال الفيلسوف العربي ابن رشد والفارابي وابن سينا وغيرهم، خصوصا حول نظرية المقطع، وتمام حسان ونظرية النبر والتنغيم.

وأنهى حديثه بالقول "بعد النكبة نسف وطني مرتين.. ولو كان الاحتلال قادرا على نسف اللغة، لكان وطني منسيا منذ قرون".

عبد الحكيم مفيد: لغة الصحافة هي مسألة ثقافة والثقافة ليست مجرد قراءة صحف..

وقال الصحافي والكاتب عبد الحكيم مفيد إن "أصعب مشكلة تواجهنا هي الشعور بالدونية. فالمواقع والفضائيات دمرت اللغة العربية. وأضاف أن هذا التحييد للغة تندرج ضمن عملية الاستعمار الثقافي، حيث أن حضور اللغة يبقى المؤشر الوحيد على وجودنا، ولغة الصحافة هي مسألة ثقافة والثقافة هي ليست مجرد قراءة صحف. كما قال إن الحرب على اللغة كانت دائما محاولة طمس وتغييب للهوية. وأشار إلى أن لغة الصحافة في بعض المواقع لغة دونية لا تصدق في اعتماد الصورة المبتذلة ونصوص مختصرة ومكتوبة خطأ، وهذا مفهوم كاذب ومبتذل للتجديد.

د.محمد أمارة: اللغة تلعب دورا هاما في حسم الصراع

تحدث د.محمد أمارة محاضر قسم اللغة الانجليزية في كلية" بيت بيرل" عن أهمية تفكيك الأبعاد الثلاثة المركبة في اللغة لفهم التحديات ووضع سياسات لمواجهتها؛ الهوية والتنشئة والهيمنة. كما تحدث عن أهمية وظائف اللغة على المستوى الفردي والجماعي، وتطرق إلى محورية الهوية في عملية الصراع. وقال إن اللغة لعبت دورا هاما في حسم الصراع. كما أشار إلى أن تدوير المكان تطلب عبرنة المكان، وهي عبارة عن هيمنة ثقافية حتى تكون السيطرة على الحيز كاملا وشاملا.

كما توقف حول ما أسماه المشهد اللغوي حول اللافتات والإعلانات وطغيان اللغة العبرية على لغة الأم، وأشار أيضا إلى التعليم وإفراغه من البعد القومي والديني، والتركيز على الأدب القديم للتأكيد على أن العرب ينتمون للماضي، في حين أن المناهج التعليمية لليهود مشبعة بالتدريس حول الصهيونية. ونوه إلى أن المعطيات تشير إلى أن العبرنة ليست بسبب السياسات الرسمية فقط بل بسبب العبرنة الداخلية.

واختتمت الندوة بمداخلات ونقاشات موسعة حول المواضيع المطروحة بهدف الوصول لاستنتاجات وتوصيات.
......

التعليقات