شهادات المشاركين في "اسطول الحرية": القتل كان مع سبق الإصرار...

قالت ناشطة تركية في مؤتمر صحافي في إسطنبول إن الجنود الإسرائيليين استخدموا العنف والقوة ضد ركاب السفينة.

شهادات المشاركين في
أكدت شهادات مشاركين في اسطول الحرية أن القوات الإسرائيلية لم تواجه اية مقاومة وأنها بادرت الى اطلاق الرصاص الحي على سفينة "مرمرة" قبل عملية الإنزال على سطح السفينة.

وقال مشارك ألماني (72 عاماً) في اسطول الحرية، يدعى نورمان فاتش، لصحيفة "غادريان" البريطانية فور عودته لبرلين إنه استفاق ليل الأحد – الأثنين وهو على متن السفينة على اصوات انفجارات وأن "الهجوم كان من السماء، من مروحيات أنزلت جنود... أنتظرنا في الغرفة وشاهدناهم (الجنود) يجرون جندياً اسرائيليا يبدو لي إنه هوى". وأضاف انه قرر البقاء في غرفته بسبب الهلع حيث شاهد عشرات المصابين منهم مصاب بصورة بالغة يبدو له إنه توفي لاحقاً.

أما الكاتب السويدي المعروف، هينينج مانكيل (62 عاما)، فقال إنه غير نادم على جذب انتباه العالم الى معاناة غزة. مانكيل عاد لوطنه أمس الثلاثاء واحدا من بين 11 سويديا شاركوا في الاسطول على الرغم من انه لم يكن على ظهر السفينة التي وقع عليها معظم اعمال العنف. وعندما سألته صحيفة اكسبريسن عما اذا كان يشعر بأي ندم على ذهابه في هذه المهمة قال "لا على الاطلاق. ولكن كما تعرف فقد سلط الضوء على نقطة (ماذا يحدث في غزة)".

وقال مانكيل انه حان الوقت لفرض عقوبات على اسرائيل. واردف قائلا للصحيفة "لقد جربنا امورا اخرى كثيرة ولكن الاسرائيليين يرفضون الاصغاء. اعتقد انه يجب استخدام تجربتنا من جنوب افريقيا. نعرف انه كان للعقوبات اثر كبير هناك. لقد استغرقت وقتا طويلا ولكنها نجحت".

وصرحت متحدثة باسم وزارة الخارجية السويدية بان سبعة سويديين مازالوا في سجن جنوبي تل ابيب ولكن من المرجح ان يوقع بعضهم على اوامر ترحيل ويغادروا يوم الاربعاء او خلال الايام القليلة المقبلة.

وعاد ايضا محمد قبلان وهو عضو سويدي بالبرلمان الى الوطن يوم الثلاثاء وقال لمحطة ايكوت الاذاعية السويدية انه سعيد جدا بالعودة ولكنه يشعر بحزن كبير على من قتلوا. واضاف "لم يكن لدينا اسلحة. اننا مدنيون. ليس من حق احد الاستيلاء على سفينتنا" واصفا الفوضى والخوف مع اقتحام القوات السفينة التي كان على ظهرها.

إلى ذلك، نفى مصور الجزيرة عصام زعتر -الذي كان على متن إحدى سفن الأسطول- أن يكون المتضامنون قد استخدموا الأسلحة البيضاء ضد القوات الإسرائيلية التي هاجمتهم.

وقال إن منظمي الحملة وفروا أدوات طعام بلاستيكية حتى لا يتهموا من قبل الإسرائيليين باستخدام هذه الأدوات في التصدي للجنود الإسرائيليين عند اقتحام سفن الأسطول. وقال عصام زعتر -الذي يملك الجنسية البلجيكية والذي أفرج عنه اليوم، في شهادة له من بروكسل- إن منظمي القافلة كانوا على استعداد لتغيير مسار السفن عند مواجهة القوات الإسرائيلية، إلا أنهم فوجئوا بإنزال القوات الإسرائيلية داخل سفنهم.

وأكد زعتر أنه لم يكن لدى المشاركين أي سلاح، وأن القوات الإسرائيلية أطلقت عليهم القنابل الصوتية والغازية والمسيلة للدموع، إضافة إلى الرصاص المطاطي والحي، وأشار إلى أن جنود الاحتلال الإسرائيلي تعمدوا ضربه على يده بعد أن استخدموا عصا كهربائية لإسقاط كاميرا التصوير التي كانت بحوزته قبل مصادرتها.

وتحدث المراسل عن عمليات تحقيق لا علاقة لها بالقافلة مثل السؤال عن التوجهات السياسية لأعضاء فريق الجزيرة وعن مكان تواجد عائلته في لبنان قبل أن يطلبوا منه التوقيع على إقرار بأن يده كسرت نتيجة سقوطه في السفينة وليس بسبب تعرضه للضرب على يد الجنود الإسرائيليين.

من ناحيتها، قالت زوجة قبطان السفينة التركية (مرمرة) بعد وصولها إلى إسطنبول مع طفلها، إن الجنود الإسرائيليين أطلقوا القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، وإنها سمعت إطلاقا كثيفا للرصاص مما دفعها إلى اللجوء إلى قاعة الركاب، ثم تسليم نفسها للجنود الإسرائيليين الذين حققوا معها قبل إطلاق سراحها مع طفلها.

وأشارت الناشطة التركية في مؤتمر صحفي بإسطنبول إلى أن الجنود الإسرائيليين استخدموا العنف والقوة ضد ركاب السفينة.
وفي أثينا، تحدث ناشطون يونانيون أطلق سراحهم عن الإرهاب الذي مارسته القوات الإسرائيلية بحقهم بعد اقتحام سفن أسطول الحرية في عرض البحر الأبيض المتوسط.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي لستة ناشطين يونانيين تم ترحيلهم صباح اليوم إلى أثينا عبر خطوط العال الإسرائيلية.

وقال ميخاليس غريغوروبولوس -من طاقم سفينة المتوسط الحر- إن حوالي عشرين من رجال البحرية الإسرائيلية المدججين بالأسلحة اقتحموا السفن وأطلقوا كماَ كبيرا من القنابل الدخانية المسيلة للدموع، ثم جمعوا عناصر الطاقم في إحدى زوايا السفينة والأسلحة موجهة إلى صدورهم، مؤكدين ان تصرفات الإسرائيليين تجاههم كانت عدائية واستفزازية إلى حد كبير.

وأضاف غريغوروبولوس أن الإسرائيليين تركوا النشطاء ساعات طويلة دون أن يسمحوا لهم بالاتصال بأي محام أو جهة خارجية، مما أدى إلى انقطاعهم عن العالم الخارجي، كما طلبوا منهم التوقيع على وثائق مكتوبة باللغة العبرية دون ترجمة محتواها.

وشبّه الناشط اليوناني تصرفات الإسرائيليين تجاه النشطاء بالحرب النفسية إذ تمّ تهديدهم بأنهم سيقعون في مشكلات إن تكلموا أو طالبوا بأي مطلب، كما تم تهديدهم أكثر من مرة بأن حياتهم في خطر كبير، ثم تم فصل بعضهم عن بعض في مجموعات داخل خيام، وسلطت على وجوههم أضواء قوية لحرمانهم من النوم والراحة.

وقال ثاناسيس بيترويانيس من منظمة "مهندسو الأرض" إن الإسرائيليين لم يسمحوا للطبيبين الموجودين على السفينة بعلاج المصابين، كما استولوا على قسم من المعدات الطبية، لكن النشطاء رفضوا أن يتلقوا العلاج على أيدي أشخاص مقنعين ادعوا أنهم أطباء، حيث لا يمكن التأكد من هويتهم ومهنيتهم، ساخرا من ادعاءات البحرية الإسرائيلية التي قالت إن النشطاء أظهروا مقاومة ضدها.

وأضاف بيترويانيس إن الإسرائيليين طلبوا من النشطاء توقيع عرائض تظهر ندمهم واعتذارهم على ما قاموا به، لكن الأخيرين رفضوا ذلك رغم تعرضهم للضرب بالعصي الكهربائية وإطلاق الرصاص المطاطي على أجسامهم من مسافات قريبة.

آريس باباذوكوستوبولوس أعرب عن أسفه لعدم وصول القافلة، لكنه أعرب عن اعتقاده أنها عرت إسرائيل أمام العالم، وكشف عن تعرض الناشطين المعروفين فاغيليس بيساياس وبول لارودي لتعذيب كبير.

وقال باباذوكوستوبولوس إن بيساياس رفض إعطاء بصماته والخضوع للتحقيق لأنه اعتبر عملية الاعتقال غير قانونية أصلا، مما جعل الجنود الإسرائيليين يضربونه ويعذبونه بشدة، أما بول لارودي الناشط الأميركي المعروف فقد ربط الجنود الإسرائيليون يديه ورجليه بشدة وتركوه عاريا، مما جعله يصرخ متوجعا من الألم حتى حقنوه بإبر مهدئة.

ووصف ذيميتريس يلاليس اقتحام السفن بالحرب غير المتكافئة، حيث دمّر الجنود الإسرائيليون كل ما على السفينة خلال ربع ساعة وضربوا جميع الموجودين فيها رغم أن الأخيرين لم يبدوا أي مقاومة، كما ضربوا القبطان بأخمص البندقية.

وذكر أن أحد مراسلي الجزيرة تعرض أيضا للضرب وفقد وعيه لساعات طويلة من النهار.

التعليقات