شارون يؤخر مصادقة حكومته على مسار الجدار في جنوب الضفة بسبب نيته ضم الكتلة الاستيطانية غوش عتصيون

هآرتس: شارون ينوي اقرار مسار جدار الفصل العنصري عندما تكون الفرصة سانحة و"التقديرات هي انه يأخذ بالحسبان عدم المس بالقيادة الفلسطينية الجديدة"

شارون يؤخر مصادقة حكومته على مسار الجدار في جنوب الضفة بسبب نيته ضم الكتلة الاستيطانية غوش عتصيون
كشفت صحيفة هآرتس، اليوم الاثلاثاء، عن ان رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارريل شارون، أرجأ اقرار الحكومة لمسار المقطع الجنوبي من جدار الفصل العنصري، بسبب "نيته ضم مستوطنات غوش عتصيون" الى اسرائيل.

يشار ان الكتلة الاستيطانية غوش عتصيون هي مجموعة المستوطنات الواقعة بين جنوب القدس ومدينة الخليل، في جنوب الضفة الغربية.

وقالت هآرتس ان شارون يريد ان يطرح التغييرات التي اجريت على مسار الجدار الفاصل، لتقرهها الحكومة الاسرائيلية "كرزمة واحدة".

واكدت الصحيفة على ان شارون يؤخر المصادقة على مخطط مسار الجدار في جنوب الخليل، الذي انتهت عملية تخطيطه، الى حين الانتهاء من تخطيط المسار المعدل حول مستوطنات غوش عتصيون.

ويتجاهل رئيس الوزراء الاسرائيلي في تخطيط مسار الجدار الفاصل الفلسطينيين بشكل كامل. وهو يهدف من وراء بناء الجدار ضم مساحات من الضفة الغربية الى اسرائيل، وليجعل الجدار حدودا سياسية بين اسرائيل والفلسطينيين.

وكانت المحكمة العليا الاسرائيلية قد اصدرت قرار في حزيران الماضي، ارغمت الحكومة الاسرائيلية من خلاله على تعديل مسار الجدار، الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية، وطالبت المحكمة بتقريب مسار الجدار من الخط الاخضر، الفاصل بين اسرائيل والضفة.

وجاء قرار المحكمة الاسرائيلية في اعقاب محكمة العدل الدولية في لاهاي، الذي نص على هدم المقاطع المبنية من الجدار وتعويض الفلسطينيين على الضرر اللاحق بهم من جراء بناء الجدار.

ويتجاهل شارون الفلسطينيين تماما في قضية بناء الجدار، الذي يعتبر عدوانا ارهابيا غايته نهب اراضي فلسطينية وسلخها من اصحابها. ونقلت هآرتس عن مصدر سياسي رفيع قوله انه "من الافضل طرح تخطيط كامل، واظهار المناطق التي لن نضمها وتلك التي سوف نضمها، في المباحثات مع الادارة الامريكية".

ولفتت الصحيفة الى ان شارون يرغب في اقرار مسار الجدار عندما تكون هناك فرصة سانحة من الناحية السياسية، وان "التقديرات هي انه يأخذ بالحسبان اعتبارات سياسية، اذ ان مصادقة الحكومة على اجزاء من مسار الجدار، خصوصا تلك المبنية وراء الخط الاخضر، سيعتبر بنظر العالم مسا بالقيادة الفلسطينية الجديدة".

وفيما ارجأ شارون المصادقة على المسار الجديد للجدار الفاصل، افادت هآرتس بان العمل في المقطع الجنوبي منه جار في مسافة طولها 75 كيلومتر.

من جهة اخرى، قدم مواطنون فلسطينيون اعتراضات للجيش الاسرائيلي والتماسات الى المحكمة العليا الاسرائيلية ضد مسار الجدار، الذي يتم بناؤه في اراضيهم.

ونقلت هآرتس عن مصدر في وزارة القضاء الاسرائيلية قوله انه "لم يتم انجاز المطلوب حتى الان، ليتسنى اقرار المسار من الناحية القضائية".

يشار الى ان مسار الجدار الاصلي كان يضم "جيبا" بداخله اربع قرى فلسطينية قرب الخليل، هي بتير وحوسان ووادي فوقين ونحالين، التي يسكنها نحو 17 الف نسمة.

وبعد صدور قرار المحكمة العليا الاسرائيلية في حزيران الماضي، تقرر اعادة النظر في مسار الجدار بشكل يمنع ضم القرى الاربع.

وفي مقابل ذلك، قالت هآرتس ان مجلس السلام والامن الاسرائيلي، وهو هيئة من متقاعدي الجيش الاسرائيلي، وضع مخططا لمسار الجدار في جنوب الضفة الغربية، يخرج القرى الفلسطينية الاربع من مسار الجدار وفي الوقت ذاته يضم مستوطنات كتلة غوش عتسيون بداخله، من خلال "بناء جدران واقية من اطلاق النار على طول الطريق المؤدية من غوش عتصيون الى القدس".

لكن جهاز الامن الاسرائيلي لم يوافق على مخطط مجلس السلام والامن، وقالت الصحيفة الاسرائيلية انه تم وضع مخطط جديد يتم من خلاله بناء الجدار الفاصل الى الشرق من طريق القدس-الخليل، ويترك ثغرة في منطقة ذات معطيات جغرافية قاسية لا يمكن لاحد المرور فيها وهي في الوقت ذاته تعتبر مكان مراقبة جيد كونه مطل على الفلسطينيين.

ولفتت هآرتس الى ان شارون صادق في ايلول الماضي على مسار جديد للجدار الفاصل يقضي بان يكون قريبا من الخط الاخضر، لكنه يتعرج في مناطق معينة ليضم مستوطنات كتلة غوش عتصيون، جنوب القدس، ومعاليه ادوميم، شرقي القدس ومستوطنة اريئيل الواقعة في قلب الضفة الغربية.

التعليقات