عشرات المصابين بينهم بركة في مظاهرة في بلعين ضد جدار الفصل العنصري

اكثر من الف متظاهر فلسطيني ومن القوى اليسارية الاسرائيلية شاركوا في المظاهرة والاحتلال يطلق "المطاطي" وقتابل الغاز * "عدالة" يطالب بالتحقيق

عشرات المصابين بينهم بركة في مظاهرة في بلعين ضد جدار الفصل العنصري
اصيب العشرات من المواطنين الفلسطينيين اليوم الخميس خلال مظاهرة ضد جدار الفصل العنصري في قرية بلعين الواقعة غرب مدينة رام الله في الضفة الغربية.

واصيب المتظاهرون باعيرة مطاطية وقنابل الغاز المسيل للدموع اطلقها جنود الاحتلال الاسرائيلي.

كذلك اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة متظاهرين بينهم ناشط اسرائيل شارك في المظاهرة.

وكان قد اصيب ظهر اليوم النائب محمد بركة بصورة طفيفة جراء القاء الجيش الاسرائيلي قنبلة صوتية باتجاهه في اثناء مشاركته في المظاهرة.

وقال مساعد برلماني للنائب بركة لـ"عرب 48" ان الاصابة جاءت طفيفة وانه جرى تقديم العلاج له في سيارة اسعاف في موقع المظاهرة.

واضاف ان "جنود الاحتلال الاسرائيلي القوا القنبلة الصوتية قرب بركة رغم انه عرف نفسه امام الجنود الاسرائيليين".

وقال ان بركة كان قد تحدث قبل القاء القنبلة الصوتية عليه بقليل مع قادة القوات الاسرائيلية في مكان المظاهرة بهدف اخلاء سبيل معتقلين فلسطينيين اعتقلتهما وحدة من "المستعربين" في الجيش الاسرائيلي توغلا بين المتظاهرين.

وقال النائب جمال زحالقة الذي شارك ايضا في المظاهرة ان قائد المنطقة العسكري الاسرائيلي وعد باطلاق سراح المعتقلين لكنه لم يلتزم بوعده هذا.

واضاف زحالقة انه خلال نقاشه مع قائدي الجيش والشرطة في المكان اتضح ان الشرطة تحاول تلفيق تهما للمعتقلين وهي الاعتداء على شرطي.

وأكد النائب زحالقة على أن المظاهرة كانت تسير بصورة هادئة لكن مجموعة من المستعربين الذين توغلوا بين المتظاهرين اخذوا يقذفون الشرطة الاسرائيلية بالحجارة!

واضاف زحالقة ان مواطنين من بلعين اخذوا يصرخون على المستعربين بان المظاهرة يجب ان تسير بهدوء وعدم قذف الحجارة معتقدين انهم من المتظاهرين.

واتضح ايضا ان التهمة التي تحاول الشرطة تلفيقها للمعتقلين وهي الاعتداء على شرطي سببها ان احد المواطنين الفلسطينيين الذي حاول منع احد المستعربين من قذف الحجارة على القوات الاسرائيلية مستخدما بعض القوة.

واعترف ضابط الشرطة في المكان ان الشرطي المزعوم كان يرتدي لباسا مدنيا وليس زيا شرطيا.

وقد اشتدت حدة المواجهات بين المتظاهرين والقوات الاسرائيلية بعد ذيوع نبأ رفض الشرطة اطلاق سراح المعتقلين.

واكد النائب زحالقة ان الشرطة تحاول زج المستعربين لاثارة اعمال شغب في محاولة لردع اهالي بلعين عن الاستمرار بالمظاهرات اليومية المستمرة منذ 70 يوما والتي تعمل فيها قوات الاحتلال بشكل متواصل في اراضي القرية.

وتوجهت المحامية عبير بكر من مركز "عدالة" إلى المستشار القضائي للحكومة، ميني مزوز، وإلى هرتسل شبيرو، مدير "قسم التحقيق مع الشرطيين ("ماحَش")، وإلى المدعي العسكري العام، آفي مندلبليط، بطلب فوري لفتح تحقيق في حادث الاعتداء على النائب بركة.

وجاء في الرسالة المستعجلة التي وجهتها المحامية بكر: "أتوجه باسم موكلي طالبة منكم مباشَرة تحقيق جنائي ضد رجل قوى الأمن الذي ألقى بالقنبلة الصوتية على موكلي وسبب له حروقًا في رجله."

واستعرضت المحامية بكر حيثيات وتفاصيل الاعتداء التي وردت آنفًا وأضافت: "ألقى رجل الأمن بالقنبلة بين رجلي النائب بركة وأدى هذا إلى حرق أسفل بنطاله ورجليه. كما أنّ رجل الأمن المذكور ألقى القنبلة على النائب بركة متعمدًا ذلك، في الوقت الذي أجرى فيه موكلي محادثة مع القائد الأمني من دون تشكيل خطر على حياة أي أحد، وبالتأكيد ليس على حياة رجل الأمن."

وأضافت المحامية بكر: "وعليه، فمن الواضح أنّ تصرفات رجل الأمن غير قانونية ضمنيًا، وهذا يلزم التحقيق معه ومحاكمته. وما يضاعف من خطورة الأمر أنّ الاعتداء على موكلي جرى في الوقت الذي كانت هويته معروفة كعضو كنيست وغير مشكوك بها. وحقيقة المسافة القصيرة التي ألقيت القنبلة منها -إضافة لكون النائب بركة في منتصف محادثة مع القائد الأمني في المكان- تثير الشكوك الكبيرة في أنّ إلقاء القنبلة تمّ عمدًا وتربصًا وفي سبيل المس به".

وفي ضوء المذكور أعلاه طلبت المحامية بكر فتح تحقيق جنائي والتوصل إلى هوية رجل الأمن المعتدي المسؤول عن إصابة النائب بركة والتحقيق معه ومحاكمته.

يشار الى ان عدد سكان القرية الفلسطينية يبلغ 1500 نسمة وقد صادرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي قرابة 2300 دونم من اراضي القرية لغرض بناء جدار الفصل العنصري.

وافاد شهود عيان بين المتظاهرين بأنّ أكثر من الف متظاهر فلسطيني ومن قوى السلام الاسرائيلية من حركة تعايش وفوضويين ضد الجدار المناهضتين لبناء الجدار شاركوا في المظاهرة.

وشارك في المظاهرة اضافة لبركة وزحالقة النائب عبد المالك دهامشة وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني قدورة فارس والقيادي الفلسطيني مصطفى البرغوثي.

واصيب بنيران الاحتلال ايضا مصور صحفي كان يغطي احداث المظاهرة.

واكد متظاهرون ان المظاهرة كانت تسير بهدوء لكن الجنود بدأوا فجأة باطلاق الاعيرة النارية وقنابل الغاز المسيل لدموع كما وقعت مشادات بالايدي بين المتظاهرين والجنود الاسرائيليين.

التعليقات