د. بشارة: العملية السلمية هي من اجل ايجاد سند عربي لقيادة فلسطينية تقبل بالشروط التي تضعها اسرائيل

د. بشارة تحدث عن الحوار الوطني الفلسطيني والحديث عن انتخابات جديدة حيث تسائل عن من يطالب باجراء انتخابات مبكرة في وقت هو ذاته يرفض نتائج الانتخابات الاخيرة.

د. بشارة:  العملية السلمية هي من اجل ايجاد سند عربي لقيادة فلسطينية تقبل بالشروط التي تضعها اسرائيل
اكد الكاتب والمفكر الفلسطيني د. عزمي بشارة في ختام فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر وعبر الفيديو كونفرس من العاصمة الاردنية عمان ان الحركة الوطنية الفلسطينية مبنية على احتدام النقاش داخل المجتمع الفلسطيني حولها، كما ان القراءات التي قدمت وعرضت خلال هذا المؤتمر تعكس حالة النقاش المستمرة داخل المجتمع الفلسطيني، وان حركة التحرير الوطني الفلسطيني الحديثة نشأت في الشتات وفي المخيمات و لم تنشأ في الضفة او قطاع غزة كما ان الفلسطينيين ومنذ عام 1982 يمرون في مرحلة خطيرة و ليس كما يرى البعض ان الواقع الفلسطيني تغير منذ توقيع اتفاق اوسلو بل اوسلو كان احد مخارج ما تعرض له الفلسطينيين منذ احداث العام 1982.

كما تساءل د. بشارة عن مغزى استمرار المفاوضات، وهل حق العودة قابل للتفاوض، واذا كانت استراتيجيتنا هي استراتيجية تفاوض فقط فان ذلك يعني التخلي عن حق العودة بشكل او باخر، كما اكد د. بشارة انه منذ الثمانينات فقد الفلسطينيون بوصلتهم بخاصة بعد ان كان هناك فصل ما بين القيادة والقاعدة المجتمعية الشبابية.

اما عملية التسوية الجارية اليوم فقد أكد د. بشارة انها قائمة من اجل ايجاد سند عربي لقيادة فلسطينية تقبل بالشروط التي تضعها اسرائيل، كما تحدث د. بشارة عن مأزق السلطة الفلسطينية تحت الاحتلال و الدور الذي تقوم به هذه السلطة في ظل تحكم اسرائيل بجميع مناحي الحياة المختلفة.

اما فيما يتعلق بخيار حل السلطة فأشار د. بشارة الى ان انضمام ياسر عرفات الى الانتفاضة الثانية هو بمثابة حل للسلطة لكن حل السلطة بشكل واضح هو من خلال مقاطعة المفاوضات وهذا يعتبر من وجهة النظر الاسرائيلية هو حل للسلطة اي بشكل اخر حل السلطة يعني ان تتنازل السلطة عن الخدمات التي تقدمها مقابل ان تدخل في النضال المباشر ضد الاحتلال كما ان مفهوم حل السلطة يجب ان ينتج من خلال وحدة وطنية و التحرر من اتفاق اوسلو.

كما تحدث د. بشارة عن الحوار الوطني الفلسطيني والحديث عن انتخابات جديدة حيث تسائل عن من يطالب باجراء انتخابات مبكرة في وقت هو ذاته يرفض نتائج الانتخابات الاخيرة.

وبالعودة الى الجلسة الاولى في بداية اليوم الثاني للمؤتمر قدمت د. اصلاح جاد استاذة الفلسفة والدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت مداخلة بعنوان (مراجعة نقدية لمسيرة الحركة النسائية الفلسطينية) حيث أكد د. جاد ان العادات و التقاليد و الفروقات بين المسلمين و المسيحين في الاراضي الفلسطينية في بداية تشكيل الحركة النسوية ادت الى اضعاف هذه الحركة، اما العمل المجتمعي النسوي فكان ياخذ طابعا سياسيا في فترة الثلاثينات من القرن الماضي.

ايضا عام 1944 تم تأسيس الاتحاد العربي النسوي، وهذا التجمع جاء من اجل ان يدافع عن المرأة في مواجهة التحديات حيث كانت هناك ضغوطات على النساء ابان الثورة عام 1936 وفرض عليهم ان يلبسن الحجاب كنوع من اثبات الوطنية.
اما في مرحلة الثورة الحديثة بعد السيتينيات افسحت حركة التحرير الوطني الفلسطيني بقيادة حركة فتح المجال امام المراة حيث بدأت المرأة تلعب دورا اكثر فعالية داخل المجتمع الفلسطيني، لكن حركة التحرير الوطني تعاملت مع النساء بنوع من الارتجال اي انه لم يكن يوجد خطط قادرة على دمج المراة في العمل الوطني.

و بالرغم من ذلك استطاعت القيادات النسوية ان تلعب دورا فاعلا داخل مخيمات الشتات في لبنان و الاردن لكنهن في الوقت ذاته لم يستطعن ان يتبنين رؤية مستقلة خاصة بهن.اما في فترة ما بعد الانتفاضة الاولى تحول دور المراة من دور نضالي مباشر الى دور اكثر مؤسساتي يهتم بقضايا المراة ايضا كان هنا واضحا التطبيع مع النساء الاسرائيليات و هنا كان الممول يلعب دورا كبيرا في تحديد وجهة نظر المؤسسات النسوية.

كما أشارت د. جاد اليوم تعيش النخب النسوية حالة من التخبط فلا يوجد رؤية موحدة تهتم بقضايا المراة، هذا رسخ غياب رؤية فكرية واضحة لواقع النساء في الاراضي الفلسطينية ايضا كان واضحا الضعف النسوي في تغيير الواقع السياسي و الاجتماعي وهذا بالطبع ناتجا عن ضعف القيادة النسوية وبالتالي بالامكان القول ان الحركة النسوية الفلسطينية لم تساهم في تعميق الانقسام الداخلي بين حركتي فتح و حماس و ايضا لم تساهم في رأب الصرع بين الطرفين.

من جانبه أكد د. عبد الرحيم الشيخ/ استاذ الفلسفة في جامعة بيرزيت الذي جاءت مداخلته بعنوان (تاريخ فلسطين الثقافي: السياسات والجماليات) اكد انه بينما نجح الصهاينة في تجسيد فكرة الصهيونية فشل الفلسطينيون في تجسيد فكرة وجودهم على هذه الارض، هذا الفشل يثبته امرآن:
اولا :معظم المفكرين و المؤرخين رأوا في سقوط فلسطين كالاندلس المفقودة، اما على صعيد الوجود فقد اخفق السياسيون في ترجمة الوجود الفلسطيني من خلال العمل السياسي.

اما في موضوع الثقافة فقد أشار د. عبد الرحيم انها مفهوم جدلي يصنع للسياسيين رؤيتهم و يصنع للثوريين برامجهم و بذلك عند الحديث عن الثقافة نقصد هنا انه كيف يمكن تحسين ظروف حياة الناس. اما فيما يتعلق بتشخيص الواقع الفلسطيني ما بعد اعلان الاستقلال و ما قبل ذلك هو ان الفلسطينين يعيشون في نفق اي انهم غير مستعمرين و ايضا هم غير محررين و بالتالي هذا الواقع يشبه الواقع الجزائري بعد اعلان الاستقلال.

كما اشار د. عبد الرحيم الى حديث الراحل ادوارد سعيد حول كتابة فكرة الوجود الفلسطيني حيث يقترح ادوارد سعيد انه يجب على الفلسطينيين ان يدركوا ان الصرا ع مع الاسرائيليين هو صراع بين الوجود و التأويل و هذا ما اطلق عليه ادوارد سعيد مفهوم الفلسطينية و هذا تم وصفه من الكاتب ابراهيم ابولغد بالاعلان الانساني وبالتالي الحل يكمن في تأسيس تاريخ يؤدي معنى الوجود الفلسطيني.
بدورها تحدثت د. هديل قزاز الباحثة في مجال المرأة و التنمية عن "دور النساء في ادارة الازمات الداخلية في الحركة الوطنية الفلسطينية" حيث بدأت حديثها بسؤال لماذا تراجع دور المراة في النشاطات المجتمعية، خاصة في العامين السابقين، واشارت الى ان النساء الفلسطينيات يعانين من قلة التمثيل في العمل السياسي الفلسطيني و بالتالي هن غير موجودات في اماكن صنع القرار ، اما فيما يتعلق بموضوع الاقتتال الداخلي هنا اشارت د. قزاز الى ان الاقتتال لم يكن وليد اللحظة بمعنى انه جرى في اوقات سابقة اقتتال بين الفلسطينيين كما حدث في مخيمات لبنان و ايضا كما حدث قبيل مجيء السلطة عام 1993 عندما وقع اقتتال بين المجمع الاسلامي و نشطاء من حركة فتح في غزة لكن هذا الاقتتال لم يصل الى درجة شدة الاقتتال و الانقسام الذي نعيشه اليوم و رغم ذلك لم تسهم المرأة و القيادات النسوية الفلسطينية في حل او المساهمة في حل هذا الاقتتال و بالتالي كان دورها سلبيا، رغم ذلك كان هناك رفض قاطع للاقتتال لدى النساء الفلسطينيات ، اما اهم الاستنتاجات حول دور المراة في الوضع الداخلي الفلسطيني فقد أشارت د. قزاز انه يوجد محاولات نسوية لوقف الاقتتال لكنها كانت محاولات فردية، ايضا بعد ازدياد حالة الانقسام الداخلي الوصول الى الحسم العسكري كان هنا غياب كامل للمراة الفلسطينية.

وفي ختام الجلسة الاولى تحدثت لينا دلاشة طالبة الدكتوراه في جامعة نيويورك عن" استراتيجيات بديلة للنضال السياسي: من الارض و حتى وثائق " التصور المستقبلي" حيث اشارت دلاشة الى الفلسطينيين الذين يعيشون داخل مناطق الثمانية و الاربعين اي داخل اسرائيل واكدت انه بعد قيام دولة اسرائيل اصبح الفلسطينيون اقلية و اصبح سكان المدن العرب لاجئين ، ففي منتصف الخمسينيات و بعد ثورة جمال عبد الناصر و انتشار القومية اصبح هناك وعي قومي لدى الفلسطينيين و بالتالي نشأت حركة سياسية فلسطينية داخل اسرائيل حيث طالبت هذه الحركات بالحقوق الشرعية للفلسطينيين كحق العودة ووقف مصادرة الاراضي الفلسطينية، كما ركز النشاط السياسي الفلسطيني داخل اسرائيل على الدعوة الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي للمناطق الفلسطينية التي تقع ضمن حدود 1967 ، اما في فترة التسعينات و بعد توقيع القيادة الفلسطينية على اتفاق اوسلو و من ثم الدخول في الانتفاضة الثانية و سقوط 13 شهيد داخل مناطق الثمانية والاربعين تغير اسلوب نشاط الفلسطينيين داخل اسرائيل.

اما الجلسة الثانية فقد تحدث نائب رئيس جامعة بيرزيت د. غسان الخطيب عن اتفاق اوسلو فيما اذا كان ممرا اجباريا اضطر الفلسطينيون ان يدخلوه واشار الى ان اتفاقية اوسلو كانت من اكثر الاتفاقيات جدلا حيث ايدتها اغلبية واضحة اثناء توقيعها في حين اظهرت استطلاعات الراي بعد 15 عاما عليها رفض الفلسطينيين لها.

كما تميز اوسلو بسمتين، اولهما وصول منظمة التحرير الفلسطينية الى طاولة المفاوضات المباشرة, و ثانيا تهميش الداخل الفلسطيني في هذه المفاوضات، عشية توقيع اتفاقية اوسلو كانت منظمة التحرير الفلسطينية تخرج شيئا فشيئا من عزلتها الدولية و بخاصة بعد احداث لبنان وبالتالي ما دفع منظمة التحرير الى التوجه للمفاوضات ابان توقيع اتفاق اوسلو هو حصار المنظمة ماليا و هذا اثر على نفوذها كما ان منظمة التحرير رأت في مفاوضاتها مخرجا للازمة التي كانت تعيشها و استعادة دورها القيادي في تمثيل الفلسطينيين كونها الممثل الشرعي و الوحيد.

كما كان موضوع الاعتراف بمنظمة التحرير كممثل شرعي و وحيد كان اعترافا حيويا، من ناحية ان هذا الاعتراف يؤدي الى الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في التحرر و الاستقلال ، كما اشارت كتابات بعض السياسيين الاسرائيليين الى ان مسار اوسلو هو فقط وحده قادر على التقدم بخاصة و ان منظمة التحرير الفلسطينية انذاك كانت متلهفة الى المفاوضات، كما راى الفلسطينيون ان الاعتراف بمنظمة التحرير هو مكسب على الصعيد الدولي يتمثل بالاعتراف بحق الفلسطينيين في الوجود و بالتالي هذا كان واضحا في قدرة قيادة المنظمة على كسر التعنت الاسرائيلي و تمثل ذلك في:
1. الاعتراف بالمنظمة الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.
2. عودتها الى الاراضي المحتلة.
3. قبول اسرائيل في مفاوضة الفلسطينيين.
لكن السؤال ما هو الثمن الذي دفع مقابل ذلك؟ فقد أكد د. الخطيب وافقت منظمة التحرير على دفع الاثمان التالية:
قبلت منظمة التحرير التخلي عن الكفاح المسلح و الاكتفاء بالوسائل السياسية كبديل، كما قبلت منظمة التحرير ايضا بالحل المرحلي اي مرحلة انتقالية و مرحلة نهائية كما ان هذا الاتفاق خلى من ضمانات لتطبيقه، بالاضافة الى ذلك قبلت منظمة التحرير بولاية جغرافية منقوصة، كما قبلت المنظمة باتفاق لا يلزم اسرائيل بوقف التوسع الاستيطاني.
اما التغيير الجوهري في المفاوضات فبدا بعد توقيع اوسلو فيما يتعلق بالاتفاقية الانتقالية في الضفة الغربية عام 1995، حيث استطاعت اسرائيل من خلال هذه الاتفاقية ان تستعيد ما قدمته للفلسطينيين عبر توقيع اتفاق اوسلو على سبيل المثال موضوع التشريع الفلسطيني والتحكم في المعابر بالاضافة الى تقسيم المناطق الى أ /ب /ج.
ايضا اتفاقية اوسلو جعلت اسرائيل تتحكم اكثر بالقيادة الفلسطينية بخاصة بعد قبول القيادة الفلسطينية بهذه الاتفاقية.

ومن جانبه تحدث الكاتب والباحث احمد عطاونه حول مسيرة حماس الوطنية ودورها في تتطور المشروع الوطني، حيث اشار الى ان حركة حماس نشأت كامتداد لحركة الاخوان المسلمين، فعلى الصعيد الفلسطيني لم يرحب بها من قبل احد على الساحة الفلسطينية في بداية نشأتها حيث واجهت منذ البداية برد سلبي من قبل الفلسطينيين ومن قبل حركة فتح واليسار الفلسطيني ايضا اما على الصعيد العربي فقد شكك العرب منذ اللحظة الاولى في هذه الحركة بخاصة وان الكثير من الانظمة العربية خاضت صراعا مسلحا مع حركة الاخوان المسلمين.

اما على الصعيد الدولي فان وجود حركة تحمل في ميثاقها مقاومة وعدم الاعتراف باسرائيل وتحمل ايضا خطابا دينيا هذه النقاط حالت دون بناء جسر ما بين حركة حماس والحركات الاوروبية او الدولية، اما فيما يتعلق بالعلاقة مع اسرائيل كانت المجابهة حاضرة بين الطرفين رغم انها واجهت منذ بدايتها غض النظر من قبل الاحتلال الاسرائيلي لضرب منظمة التحرير الفلسطينية.

اما فيما يتعلق بالتأثير الذي احدثته حركة حماس على مسار المشروع الوطني الفلسطيني فقد اشار عطاونة الى ان حماس كان لها تاثيرا ايجابي في تدعيم الثوابت الوطنية كالقدس واللاجئين والمقاومة، ايضا فيما يتعلق بالبعد العربي والاسلامي والنمو المتصاعد للحالة الاسلامية في المجتمعات العربية وتبني حركة حماس لهذه الحالة، كل ذلك ساعد في تعميق العلاقة العربية مع الفلسطينيين بخاصة وان هذه العلاقة انخفضت بعد توقيع اتفاق اوسلو وايضا في اعقاب الممارسات الخاطئة لبعض الفصائل العربية في بعض البلدان العربية، ايضا ساهمت حركة حماس في تدعيم الوجود الفلسطيني من خلال المؤسسات الخيرية، ايضا بعد ان فازت حماس في الانتخابات التشريعية وتشكيل حماس للحكومة هذا ادى الى تأثير اكبر لحماس داخل المجتمع الفلسطيني وبالتالي رفع سقف المطالب الفلسطينية، في المقابل كل هذه النقاط الايجابية لحركة حماس ادخل العديد التعقيدات داخل المجتمع الفلسطيني على سبيل المثال التنظيم السياسي الاسلامي ايضا الشق الثاني هو ما يسمى بالارهاب الاسلامي وبالتالي هذا ادى الى موقف دولي اكثر متشدد اتجاه الوضع الفلسطيني بوجود حركة حماس، بالاضافة الى العائق الثالث وهو التحالفات الاقليمية، ونتج عن كل ذلك الانقسام الداخلي.

من جانبه د.جورج جقمان: المدير العام لمؤسسة مواطن واستاذ الفلسفة في جامعة بيرزيت ، تحدث من خلال مداخلته عن الفلسطينيين والمعضلات الثلاثة ، حيث اشار انه ومنذ مئة وعشرين عاما لا زال الصراع قائم، ولا حل في الامد القريب، وما زالت المفاوضات مستمرة، السؤال ماذا عن المستقبل وما هي الخيارات المتاحة؟
فيما يتعلق بخيار الدولة الواحد هذا الخيار الذي بدأ الحديث عنه منذ عام ونصف، يشكل هذا الخيار رهانا مفتوحا على المستقبل ليس لان اسرائيل ستقاومه بشدة لانه ينهي الصهيونية بل لان ذلك سيعزز الممارسات العنصرية الاسرائيلية بالاضافة الى ان هذا الخيار ليس من الممكن ان يكون هناك تعبئة له في الشارع الفلسطيني في ظل الحديث عن حل الدولتين ، ايضا حاليا اسرائيل نجحت في تحييد الضغط الدولي عليها وهي نجحت من خلال نفوذها في الولايات المتحدة بالضغط على الادارة الامريكية التي ترفض او التي تمارس الى حد ما ضغطا سياسيا او اقتصاديا على اسرائيل.
اما فيما يتعلق بحل الدولتين فقد اثبتت التجارب التفاوضية السابقة وايضا المستمرة الى يومنا هذا بان الخيار المطروح دوليا وعربيا وفلسطينيا واسرائيليا لا يزال بعيد المنال بخاصة وان اسرائيل هدفت من خلال اقامة السلطة بان تتحمل هذه السلطة الخدمات الاجتماعية وايضا حماية امن اسرائيل.
اما فيما يتعلق ببقاء السلطة الفلسطينية او دعمه فقد اشار د.جقمان الى ان هناك مصالح لدى السلطتين في الضفة وغزة ببقاء هذه السلطة وايضا مصلحة اسرائيل ضرورية ببقاء السلطة، وهذا ايضا يشكل نجاحا يضاف لاسرائيل.
ايضا في موضوع منظمة التحرير الفلسطينية فقد اكد د. جقمان ان هذه المنظمة جسدت كيانية سياسية لم تكن موجودة من قبل بيد ان دور هذه المنظمة اخذ بالنقصان بعد وجود السلطة الفلسطينية، ايضا الكثير من الدول لا تريد احياء دور المنظمة من جديد بعد تشكيل السلطة الوطنية، كما ان الحديث على ان الخلاف بين حركتي فتح وحماس حول منظمة التحرير هو خلاف صحيح هذا الحديث هو خاطئ بخاصة وان في وقت سابق كان هناك تفويض من حماس لمنظمة التحرير في ادارة المفاوضات والقبول ايضا بحل دولة فلسطينية على حدود 1967.
وبالتالي مشكلة الفلسطينيين حاليا هو ان القيادة الفلسطينية غير آبه للمعضلات التي ذكرت.
من جانبه اشار د.عزمي الشعيبي مستشار البرنامج لاتلاف امان وعضو المجلس التشريعي سابقا من خلال مداخلته بعنوان من اجل استعادة وحدة الضفة والقطاع، الى ان موضوع الانقسام الداخلي الفلسطيني هو ليس فقط موضوع داخلي فلسطيني وانما ايضا موضوعا اسرائيليا مرتبطا بشكل مباشر بمشروع الحركة الصهيونية، وايضا اشار د. الشعيبي الى عمل الحركة الوطنية الفلسطينية ورأى في هذا العمل غير مبني على خطط مستقبلية وانما هو عمل مبني على العشوائية وبشكل يومي وبالتالي بدا واضحا عند نشوء السلطة الفلسطينية غياب المنهاج المؤسساتي ، اما فيما يتعلق بضرورة اعادة الوحدة الوطنية بين الضفة الغربية وقطاع غزة يرى د. الشعيبي انه كان من المفترض على السلطة الفلسطينية التمسك بابقاء الممر مفتوحا ما بين الضفة وغزة من اجل تجسيد الوحدة الجغرافية، ايضا يجب ان يكون برنامجا وطنيا واضحا حول استعادة الوحدة بين شقي الوطن.


التعليقات