اعتقالات في صفوف الصحافيين في الضفة الغربية وقطاع غزة من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية والاحتلال..

-

اعتقالات في صفوف الصحافيين في الضفة الغربية وقطاع غزة من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية والاحتلال..
شهد الشهر الماضي تصعيدا في انتهاك الحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية، حيث اتسعت حملة الاعتقالات في صفوف الصحفيين لتطال احد عشر صحفيا من قبل الأجهزة الامنية الفلسطينية في الضفة والقطاع، في حين قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باحتجاز ثلاثة صحفيين واعتدت على آخر، وقام المستوطنون بالاعتداء على خمسة صحفيين.

وأعرب المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) عن قلقه البالغ من استمرار سياسة اعتقال الصحفيين، الأمر الذي يشكل خطرا بالغا على حرية التعبير، ويؤدي إلى المزيد من التراجع في المستوى المهني للإعلام الفلسطيني.

كما أشار المركز إلى أن استمرار سياسة الأجهزة الأمنية في غزة في حظر تغطية بعض الأحداث كما حصل في جامعة الأزهر، وحتى الاشتباه في الصحفيين الذين يتواجدون في المنطقة، كما حدث مع طاقمين لوكالة "رامتان" وغيرها من وسائل الإعلام، دفع بالصحفيين لتجنب تغطية الأحداث الداخلية، الأمر الذي يشكل انتهاكا فظا لحرية الإعلام، ويفرض على الصحفيين ممارسة الرقابة الذاتية.

وأشار "مدى"إلى أن قيام جهاز المخابرات في بيت لحم بإرغام مصور تلفزيون الأقصى أسيد عمارنة على التوقيع على تعهد بعدم العمل مع تلفزيون الأقصى، ومحاولة فرض نفس الأمر على زميله محمد اشتيوي، والضغوط التي مورست على طارق شهاب دفعته لترك العمل مع إذاعة الأقصى، يعتبر ليس فقط انتهاكا فظا لحرية الإعلام بل يؤدى أيضا إلى حرمان بعض الصحفيين من مصادر رزقهم.

وقال مركز مدى إنه ينظر بخطورة بالغة إلى استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الصحفيين خاصة من قبل المستوطنين، الأمر الذي يشكل خطرا على حياتهم.

وفي الوقت الذي يدين فيه المركز كافة الاعتداءات على الصحفيين، فإنه يطالب بالإفراج السريع عن كافة الصحفيين المعتقلين، وبتحريم اعتقال الصحافيين على خلفية عملهم المهني، ووقف سياسة الضغط على بعض الصحفيين لترك العمل مع وسائل إعلام معينة كتلفزيون وإذاعة الأقصى، والسماح لكافة وسائل الإعلام بالعمل بحرية وأمان في كافة المناطق الفلسطينية، وملاحقة المعتدين على الصحفيين وتقديمهم للعدالة.

-------------------------
تفصيل الانتهاكات:

(2/10)- اعتقال مصور "الاسوشيتدبرس" محمد عمر عذبة من قبل جهاز الأمن الوقائي في مدينة قلقيلية. وقال والده انه تم استدعاء محمد إلى مقر الوقائي ثالث أيام العيد حيث تم اعتقاله منذ ذلك التاريخ، وأشار إلى أنه يعاني من وجود حصى في الكلية، حيث يقومون بنقله للمستشفى كلما اشتدت معاناته من هذا المرض. يذكر انه عذبة اعتقل في الثامن من أيار الماضي من قبل جهاز المخابرات الفلسطينية، وأطلق سراحه في الحادي والعشرين من حزيران.

(8/10)- إرغام مصور تلفزيون الأقصى اسيد عمارنة من قبل جهاز المخابرات الفلسطيني في مدينة بيت لحم على التوقيع على تعهد بعدم العمل مع تلفزيون الأقصى. وقال عمارنة الذي اعتقل في 21 أيلول، انه وضع في الفترة الأخيرة من اعتقاله في زنزانة انفرادية، واخبروه انه لن يتم الإفراج عنه حتى يوقع على التعهد بعدم العمل مع تلفزيون الأقصى، مما اضطره للتوقيع في الثامن من تشرين الأول، قاموا بعدها بإطلاق سراحه. يشار إلى أن عمارنة قد اعتقل عدة مرات من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية خلال العامين الحالي والماضي.

(12/10)- اعتقال الصحفيين المستقلين أكرم خالد اللوح، يوسف علي فياض، وهاني احمد إسماعيل من سكان دير البلح، من قبل جهاز الأمن الداخلي التابع للحكومة المقالة في قطاع غزة. وكانت ثلاث مجموعات تابعة لجهاز الأمن الداخلي قد اقتحمت منازل الصحفيين الثلاثة، في نفس الوقت تقريبا، في حوالي الساعة الواحدة والنصف من صباح يوم الأحد الموافق 12/10وقامت باعتقالهم. ووفقا لأقوال ثلاثة من أشقائهم، فقد صادروا من بيت الصحفي فياض جهاز حاسوبا له وهاتفه المحمول بالإضافة لجهاز حاسوب لشقيقه أشرف، ومن منزل الصحفي اللوح صادروا جهاز حاسوب وآلة تصوير وجهازيه المحمولين بالإضافة إلى وثائق، وفي منزل الصحفي إسماعيل صادروا جهاز حاسوب له.

(14/10)- اعتقال الصحفي إياد شعبان سرور من مكتب "يافا" للإعلام، في مدينة الخليل. وقالت والدته إن مجموعة من جهاز المخابرات حضروا إلى بيته، في حوالي التاسعة ليلا وقاموا باعتقاله ثم عادوا بعد نصف ساعة وطلبوا مفتاح مكتبه، حيث تبين لاحقا أنهم قاموا بتفتيش المكتب ومصادرة ثلاثة أجهزة حاسوب وملفات خاصة بالعمل.

(16/10)- اعتقال مصور وكالة "رامتان" محمد أبو سيدو، وفني الصوت محمد الزعانين، في مدينة غزة من قبل الأجهزة الأمنية. وأفاد أبو سيدو إنهم كانوا يقفون بجانب بوابة جامعة الأزهر بعد قيامهم بتغطية أعمال ندوة في مبنى مجاور، عندما تقدمت منهم مجموعة من أفراد الأمن بزي مدني وسألوهما إن كانا قد صورا داخل حرم الجامعة فأجابا بالنفي، عندها طلبوا منه تسليمهم الكاميرا إلا انه رفض، فاستدعوا سيارة للشرطة و نقلوهما إلى مركز الشرطة (الجوازات) حيث قاموا بتوجيه الشتائم لهما أثناء الطريق. بعد وصولهم قام الناطق باسم الشرطة، إسلام شهوان، باستعراض الشريط المصور ثم أعاده لهما. وقد أطلقوا سراحهما بعد نصف ساعة. وكان أبو سيدو قد تعرض للضرب وتخريب كاميرته من قبل القوة التنفيذية في 7/9/2007.

(16/10)- اعتقال مراسل تلفزيون الأقصى علاء جبر الطيطي من قبل جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في مدينة الخليل. وقال والده إن مجموعة من جهاز الأمن الوقائي حاصروا منزلهم في مخيم العروب، وطالبوا بخروج علاء، فاخبروهم انه ليس في البيت، فلم يصدقوا ذلك رغم أنهم طلبوا منهم دخول المنزل وتفتيشه، بل انهم طلبوا قوة أخرى شاركت في حصار المنزل الذي استمر ساعتين. في أثناء ذلك اتصلت العائلة بعلاء الذي كان متواجدا في مدينة الخليل، فاخبرهم انه سيتوجه إلى مقر الجهاز، حيث تم اعتقاله بعد وصوله إلى هناك، يذكر ان الطيطي اعتقل عدة مرات من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية كان آخرها في السابع والعشرين من تموز لمدة 22 يوما.

(18/10)- الاعتداء على المصورين الصحفيين الشقيقين عبد الحفيظ ونايف الهشلمون، من قبل مجموعة من المستوطنين اليهود في مدينة الخليل، وقال مصور وكالة التصوير الأوربية EPA عبد الحفيظ الهشلمون انه كان يغطي قطف الزيتون في تل الرميدة بمشاركة متطوعين فلسطينيين وإسرائيليين ودوليين عندما حضرت مجموعة من المستوطنين، وعندما شاهدوا الصحفيين واصلوا سيرهم باتجاه مجموعة أخرى من قاطفي الزيتون، فخمن أنهم قد يعتدون عليهم لعدم وجود صحفيين بقربهم، وقد سبقهم وقام بتصويرهم فهجموا عليه وقاموا بضربه مما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة ورضوض في أنحاء مختلفة من جسمه، كما قاموا بالاعتداء على متضامنة بريطانية عندما حاولت انتزاع كاميرته منهم، وقد نقل إلى مستشفى الخليل الحكومي حيث تلقى العلاج. من جهته قال نايف الهشلمون مصور رويتر انه هرع للدفاع عن شقيقه، فقاموا بالاعتداء عليه أيضا بالضرب.

(18/10)- اعتقال عبد الباسط الرازم المراسل السابق لتلفزيون الأقصى، من قبل جهاز الأمن الوقائي. وقال الرازم في بيان أصدره بعد الإفراج عنه انه توجه من مكان سكنه في مدينة القدس لحضور حفل زفاف ابن عمه في مدينة الخليل حيث تم اعتقاله لمدة ثلاثة أيام، تعرض خلالها للتعذيب والتحقيق بشكل مكثف.

(21/10)- احتجاز طاقم تلفزيون وطن (المراسل محمد مدنية، المصور إبراهيم حماد والمنتج إبراهيم بدوان) من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأفاد مدنية أنهم ذهبوا إلى قرية كفر قدوم لتغطية موسم قطف الزيتون وعندما ساروا باتجاه حقول الزيتون مع رئيس المجلس القروي وعدد من أهالي القرية كانت مجموعة من المستوطنين تسير بمحاذاتهم، وبعد قليل من وصولهم وقيامهم بتصوير عملية القطاف بمشاركة متضامنين دوليين حضرت دورية للجيش الإسرائيلي وتقدم باتجاههم احد الجنود، وسألهم مع أي مؤسسة إعلامية يعملون، ثم ذهب وعاد بعد قليل وطلب بطاقات هوياتهم واخبرهم بأنهم رهن الاعتقال ثم تم اقتيادهم وحجزهم بجانب الجيب العسكري حوالي ساعة ونصف، وقد حاول الجنود مصادرة الشريط الذي صوروه.

(21/10)- اعتقال الصحفي طارق عبد الله شهاب من قبل جهاز المخابرات الفلسطينية في مدينة طولكرم. وأفادت عائلته انه تم استدعاء شهاب إلى مقر جهاز المخابرات في مدينة طولكرم حيث تم اعتقاله. وقد تم التحقيق معه حول علاقته مع إذاعة صوت الأقصى، رغم انه ترك العمل فيها بعد اعتقاله في الثالث والعشرين من آذار الماضي، وانه حاول إيجاد عمل له مع إحدى وسائل الإعلام، إلا أنه لم ينجح في ذلك. يذكر أن شهاب اعتقل أيضا لمدة ثلاثة أيام في الخامس من كانون ثاني الماضي من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

(23/10)- اعتقال مدير مكتب تلفزيون الأقصى في الضفة الغربية محمد اشتيوي في مدينة رام الله من قبل جهاز الأمن الوقائي. وأفاد اشتيوي انه تم استدعائه للمقابلة في الساعة الحادية عشرة صباحا بمقر الجهاز برام الله حيث تم اعتقاله بعد وصوله إلى هناك، وتعرض للشبح ثلاث مرات لمدة تتراوح بين ساعتين وثلاث ساعات في كل مرة، وقد فقد الوعي في المرة الثالثة حيث كان صائما. وأشار إلى أن التحقيق معه تركز حول مراسلي تلفزيون الأقصى وأجهزة ومعدات التلفزيون ومصادر أخباره. وأضاف أن احد ضباط الجهاز قام بالاتصال بعائلته وطلب منهم إحضار حاسوبه الشخصي وآلة تصوير تعود لشقيقه، وأنه لن يطلق سراحه إلا إذا تم إحضارهما، وقد قامت عائلته بتسليم الحاسوب وآلة التصوير حيث تمت مصادرتهما، وقد رفض التوقيع على تعهد بعدم العمل مع الأقصى، هذا وأطلق سراحه في اليوم الثالث لاعتقاله ليلا.

(24/10)- الاعتداء على مصور قناة الجزيرة حسن التيتي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأفاد التيتي أنه ذهب لتغطية قطاف الزيتون في قرية كفر قدوم (قلقيلية)، وقد طلب منه الضابط الإسرائيلي المسؤول ومن الصحفيين الآخرين عدم التصوير بحجة أنها منطقة عسكرية مغلقة، فرد عليه أن هذا يسري على الناس العاديين ولا يسري على الصحفيين. ثم قام بتصوير الجنود الذين كانوا يقومون باعتقال احد المزارعين عندها طلب الضابط من الجنود اعتقاله فدفعه الجنود بعيدا، لكن الضابط صرخ عليهم طالبا اعتقاله، ثم حضر ضابط شرطة إسرائيلي واخبره بأنه يوجد أمر توقيف بحقه فسأله لماذا ؟ فرد الضابط "هكذا وتعال معي وإلا اعتقلتك بالقوة"، عندها تجمهر حولهم عدد من الناس والصحفيين وجرى نقاش حول ذلك، قام خلالها التيتي بمغادرة المكان.

(31/10)- إصابة مصور الفرانس برس حازم بدر، مصور رويتر يسري الجمل، ومصور الاسوشيتدبرس إياد حمد، نتيجة اعتداء مستوطنين عليهم في مدينة الخليل، وأفاد بدر انه توجه مع صحفيين آخرين لتغطية اعتداء مستوطنين على بيت احد المواطنين. وبعد تصوير الأضرار الناتجة عن الاعتداء، وقفوا في حديقة المنزل فشاهدهم عدد من المستوطنين وقاموا بقذف الحجارة باتجاههم، مما أدى إلى إصابة بدر بجراح في رأسه حيث تم نقله إلى المستشفى الأهلي، حيث قام الأطباء بعلاجه وخياطة جرحه(8 غرز)، وغادر المستشفى مساء اليوم التالي، هذا وقد أصيب الجمل بجرح طفيف في ساقه اليمنى، وحمد بجرح طفيف في ساقه اليسرى.

التعليقات