تحت شعار "العودة حق، لا تفويض ولا تنازل"؛ أكثر من عشرة آلاف فلسطيني في مؤتمر فلسطينيي أوروبا..

-

تحت شعار
ميلانو ـ أبدى الفلسطينيون في أوروبا انتقادات للأداء الرسمي الأوروبي من الحرب الأخيرة على قطاع غزة، معربين عن قلقهم من بعض المواقف التي اتخذتها دول أوروبية في ظل الحرب وبعدها.

جاء ذلك في "إعلان ميلانو"، وهو وثيقة البيان الختامي التي خلص إليها مؤتمر فلسطينيي أوروبا السابع، حيث ندِّدت الوثيقة الموسعة "ببعض المواقف الأوروبية الرسمية السلبية من العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة وفرض الحصار عليه"، محذرة من أنّ تلك المواقف "لا تعبِّر عن شعوب هذه القارة والقيم التي تعتزّ بها".

وأضافت الوثيقة "ينظر الفلسطينيون في أوروبا بقلق إلى السياسات الخارجية والعسكرية والأمنية الأوروبية تجاه قضيتهم العربية، كما تجلّى في سياق الحرب العدوانية على الشعب الفلسطيني في غزة".

وكان مؤتمر فلسطينيي أوروبا السابع، قد افتتح أعماله صباح السبت (2/5)، تحت شعار "العودة حق، لا تفويض ولا تنازل"، في مدينة ميلانو الإيطالية. وقد شارك في أعمال المؤتمر، أكثر من عشرة آلاف فلسطيني توزّعوا على وفود وجماهير جاءته من شتى أرجاء القارّة الأوروبية، وبحضور قيادات وشخصيات فلسطينية بارزة من فلسطين وخارجها، علاوة على حشد من الشخصيات العامة وممثلي المؤسسات وقطاعات المتضامنين، العربية والإسلامية والأوروبية. وقد نظّمت هذا المؤتمر السابع، الأمانة العامة لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، ومركز العودة الفلسطيني، والتجمّع الفلسطيني في إيطاليا، بالاشتراك مع مؤسسات فلسطينية عاملة في إيطاليا وخارجها.

تفاعلات الحرب على غزة

واستذكر الفلسطينيون في أوروبا "الحرب العدوانية الجائرة، التي شنّتها آلة الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، على مدى ثلاثة وعشرين يوماً، فارتكبت المجازر الجماعية الدامية، وأمعنت في اقتراف جرائم الحرب وممارسة الفظائع بحق المواطنين الفلسطينيين من الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى، على مرأى من العالم ومسمع. وفي المقابل يشير الفلسطينيون في أوروبا، باعتزاز كبير إلى صمود الشعب الفلسطيني، الذي استحقّ التفاف الضمير العالمي حوله"، حسب الإعلان.

ومضى "إعلان ميلانو" مضيفاً "ينبِّه الفلسطينيون في أوروبا، كافة المسؤولين وصانعي القرار ودوائر النخب وعموم الرأي العام في هذه القارّة، إلى أنّ الشعب الفلسطيني قد تكبّد ثمن ما وقع من انحياز رسمي أوروبي إلى آلة الحرب الإسرائيلية، عندما تواصل سقوط الضحايا من أطفاله ونسائه وشيوخه ومرضاه بشكل مروِّع، ومن تشديد للحصار على قطاع غزة وتصعيد القيود على الضفة الغربية وشنّ حملات التطهير العرقي في القدس وتفشي حمّى العنصرية ضد أبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني المحتل سنة 1948".

وذكِّر الفلسطينيون في أوروبا بأنّ "المساهمة الفاعلة في إعادة إعمار قطاع غزة، تمثل استحقاقاً مترتباً على الحرب العدوانية الإسرائيلية، مع ضرورة عدم خلط ذلك بالتوظيف السياسي أو أي من صور الاستعمال، أو تحويله إلى ورقة ضغط على الشعب الفلسطيني بأي شكل كان".

إخضاع قادة الاحتلال للمساءلة والمحاكمة الجزائية

وفي ما يتعلق بالملاحقة الجزائية على إثر الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، أوضح "إعلان ميلانو"، أنّ الفلسطينيين في أوروبا يشدِّدون على "ضرورة إخضاع دولة الاحتلال الإسرائيلي للمساءلة، ومحاسبة قادتها المسؤولين عن ارتكاب جرائم الحرب وانتهاك القانون الإنساني الدولي، وضمان عدم إفلات مجرمي الحرب الإسرائيليين من العقاب بموجب محاكمات جزائية دولية".
وتابعت الوثيقة قائلة "إنّ الشعب الفلسطيني ليحيِّي كافة المبادرات القانونية الرامية لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين جزائياً، ويعلن دعمه له".

وفي موضع آخر من الوثيقة الصادرة عن المؤتمر، الذي يعدّ أكبر فعالية فلسطينية في الخارج؛ جدّد الفلسطينيون في أوروبا "التذكير بأنّ هذه القارّة الأوروبية تتحمّل مسؤولية تاريخية لا يمكن الجدال بشأنها، بكل ما يترتب عليها من التزامات، عن النكبة التي حلّت بالشعب الفلسطيني سنة 1948، والتي ما زالت أجيال هذا الشعب تدفع ثمنها حتى اليوم، بل وعن إمداد مشروع احتلال فلسطين بمقوِّمات البقاء والتوسّع والعدوان".

وأكد فلسطينيو أوروبا بالمقابل أنهم، و"بمعيّة شركائهم من أنصار الحق والعدل في هذه القارّة، ماضون قدماً في التحرّكات الرامية للوقوف إلى جانب أبناء شعبهم وبلسمة الجراح التي تسبّب بها العدوان الحربي والحصار الجائر والقيود الظالمة. وبهذا فإنّ سفن كسر الحصار ستواصل إبحارها، والقوافل الأخوية والوفود التضامنية ستستمر في التتابع، وشتى البرامج والمشروعات والمبادرات البنّاءة ستتزايد، بعون من الله تعالى، في تأكيد على وحدة الحال والمصير لشعبنا الفلسطيني أينما كان".

القدس والتصعيد الإسرائيلي وفلسطينيو العراق ونهر البارد

وتضمّن الإعلان الذي جاء في ديباجة وعشرين مادة؛ بنوداً أخرى، منها ما تعلق بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين في العراق والنازحين منه، وكذلك اللاجئين من مخيم نهر البارد المدمّر بشمالي لبنان.

وركز البيان الختامي للمؤتمر على قضية القدس في ظل التصعيد الإسرائيلي الحاد المتصاعدة بحق المدينة ومقدساتها ومعالمها وسكانها المقدسيين وتفاعلاً مع إعلانها عاصمة للثقافة العربية. كما حظيت الحرب الأخيرة على غزة باهتمام مقررات المؤتمر، حيث أفردت للحرب وتفاعلاتها وتداعياتها عدد من البنود، فضلاً عن التطرّق لقضية الحصار المفروض على القطاع، وقضايا الاستيطان والجدار التوسعي الاحتلالي ومصادرة الأراضي وسياسة الاحتلال في فرض الأمر الواقع في الضفة والقدس.

المطالبة بإصلاحات وبالمشاركة في القرار الفلسطيني

ومن جانب آخر؛ شدّدت الوثيقة على أنّ "الفلسطينيين في أوروبا، يؤكدون مجدداً ضرورة مشاركتهم في صياغة القرار الفلسطيني، عبر عملية ديمقراطية حرة وشفافة، تفرز تمثيلاً فاعلاً لهم، ولقطاعات الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات". وأضاف الإعلان "يؤكد الفلسطينيون في أوروبا ضرورة تفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، والذي يتطلّب ابتداءً إعادة بنائها وتشكيلها على أسس ديمقراطية وانتخابات حرة بمشاركة كافة شرائح الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات"، حسب النصّ.

وطبقاً لإعلان ميلانو، فقد جدّد الفلسطينيون في أوروبا، "تمسّكهم بالوحدة الوطنية الفلسطينية، وبنهج الحوار الجادّ كآلية لمعالجة المسائل المطروحة داخل البيت الفلسطيني. وإنّ هذه الوحدة، التي ينبغي تعزيزها وتوثيق عراها، هي رصيد للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وحماية ثوابته الوطنية ورعاية مصالحه العليا، وقطع الطريق على التدخلات الخارجية الضارّة من خصوم الشعب الفلسطيني ومناهضي حقوقه. وعلى الأطراف الفلسطينية كافة أن ترتكز إلى نهج الحوار ونبذ الشقاق داخل البيت الفلسطيني، فتتجاوز الخلاف الداخلي وتمضي إلى برنامج وطنيّ فلسطينيّ جامع وفاعل لدحر الاحتلال واستعادة كافة الحقوق الفلسطينية السليبة"، حسب ما جاء فيه.
وعلاوة على تأكيد التشبث بحق العودة الفلسطيني ورفض التنازل عنه؛ جدِّدت الوثيقة التمسّك بما ورد في مقرّرات مؤتمرات فلسطينيي أوروبا الستة الماضية، التي انعقدت بحضور مؤسّساتهم وجمعيّاتهم واتحاداتهم وجماهيرهم في لندن (2003)، وبرلين (2004)، وفيينا (2005)، ومالمو (2006)، وروتردام (2007)، وكوبنهاغن (2008)، منوِّهة بما شهدته أعمال مؤتمر فلسطينيي أوروبا السابع، المنعقد في ميلانو، من وقائع ومداولات ومشاورات وفعاليات متعدِّدة بمشاركة قطاعات الشتات الفلسطيني في أوروبا.

فقد التأم مؤتمر فلسطينيي أوروبا السابع، بنجاح كبير، تحت شعار "العودة حق، لا تفويض ولا تنازل"، في الثاني من أيار/ مايو 2009، في مدينة ميلانو الإيطالية. وقد شارك في أعمال المؤتمر، آلاف الفلسطينيين الذين توزّعوا على وفود وجماهير جاءته من شتى أرجاء القارّة الأوروبية، وبحضور قيادات وشخصيات فلسطينية بارزة وفاعلة من الوطن المحتل وخارجه، علاوة على حشد من الشخصيات العامة وممثلي المؤسسات وقطاعات المتضامنين، العربية والإسلامية والأوروبية.

وقد نظّمت هذا المؤتمر السابع، الأمانة العامة لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، ومركز العودة الفلسطيني، والتجمّع الفلسطيني في إيطاليا، بالاشتراك مع مؤسسات فلسطينية عاملة في إيطاليا وخارجها.

وإنّ مؤتمر فلسطينيي أوروبا السابع:

ـ إذ يجدِّد التمسّك بما ورد في مقرّرات مؤتمرات فلسطينيي أوروبا الستة الماضية، التي انعقدت بحضور مؤسّساتهم وجمعيّاتهم واتحاداتهم وجماهيرهم في لندن (2003)، وبرلين (2004)، وفيينا (2005)، ومالمو (2006)، وروتردام (2007)، وكوبنهاغن (2008)؛
ـ وإذ ينوِّه بما شهدته أعمال مؤتمر فلسطينيي أوروبا السابع، المنعقد في ميلانو، من وقائع ومداولات ومشاورات وفعاليات متعدِّدة بمشاركة قطاعات الشتات الفلسطيني في أوروبا؛
ـ وإذ يستحضر وَحدة الحال والمصير مع عموم الشعب الفلسطيني في شتى أماكن تواجده؛
ـ وإذ يتمثل الشعار الذي رفعه المؤتمر في الذكرى السنوية الحادية والستين للنكبة الفلسطينية: "العودة حق، لا تفويض ولا تنازل"؛
ـ وإذ يشيد بصفة خاصة بالجهود التي بذلها الفلسطينيون في إيطاليا بالتعاون مع الجاليات العربية والإسلامية والأصدقاء من الشعب الإيطالي، بالمشاركة في عقد المؤتمر وضمان نجاح انعقاده بعون من الله تعالى؛
ـ وإذ يحيِّي كذلك الوفود الفلسطينية المشاركة من عموم القارة الأوروبية، وكافة الضيوف القادمين من أنحاء الوطن الفلسطيني ومواقع الشتات؛
ـ وإذ يثمِّن التفاعل المميّز الذي أبداه ممثلو المؤسسات والتجمّعات الأوروبية والعربية والإسلامية مع المؤتمر، مع الإشارة بصفة خاصة إلى الوقوف الحارّ الذي أبدته الجاليات العربية والإسلامية مع هذا الانعقاد؛
ـ وإذ يستحضر الظرف التاريخي الذي يجتازه الشعب الفلسطيني والتطوّرات المرحلية التي تشهدها قضيته الجامعة؛

فإنّه يعلن التوصّل إلى المقرّرات التالية:

أولاً ـ يشدِّد الفلسطينيون في أوروبا، على أنّهم جزء من الشعب الفلسطيني بعمقه التاريخيّ وإرثه الحضاريّ وبهويّته العربية والإسلامية، وعلى أنّ الشعب الفلسطيني في شتى مواقع انتشاره هو وحدةٌ واحدة، لا تنفصم عراها ولا تقبل التجزئة. كما يعلن الفلسطينيون في أوروبا، استمرارَهم في التشبّث بهويّتهم الوطنية الفلسطينية، وأنهم يعايشون الهمّ الفلسطيني المشترك، وينافحون عن الحقوق الفلسطينية العادلة التي لا تقبل التفريط أو التجزئة، ولا المساومة أو الإرجاء.

ثانياً ـ يجدِّد الفلسطينيون في أوروبا، تشبثهم بحقِّهم في العودة إلى أرضهم وديارهم التي هُجِّروا منها، مؤكدين رفضهم لكل المحاولات الرامية إلى المساس بهذا الحق، أو تجاوزه، أو المساومة عليه، ومشدِّدين على أنهم لن يتنازلوا عن حق العودة إلى فلسطين ولم يفوِّضوا أحداً في ذلك. ويطالب الفلسطينيون في أوروبا، بالمسارعة إلى تفعيل حق العودة، بتمكين أبناء الشعب الفلسطيني أينما كانوا من العودة إلى أرضهم وديارهم، مع التعويض إلى جانب ذلك عن كافة الخسائر والأضرار المعنوية والمادية التي لحقت بهم وبأجيالهم جراء ذلك التهجير المرير وطوال سنوات اللجوء والشتات وما تخللتها من معاناة مركّبة وأضرار جسيمة متراكمة.

ثالثاً ـ يستذكر الفلسطينيون في أوروبا الحرب العدوانية الجائرة، التي شنّتها آلة الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، على مدى ثلاثة وعشرين يوماً، فارتكبت المجازر الجماعية الدامية، وأمعنت في اقتراف جرائم الحرب وممارسة الفظائع بحق المواطنين الفلسطينيين من الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى، على مرأى من العالم ومسمع. وفي المقابل يشير الفلسطينيون في أوروبا، باعتزاز كبير إلى صمود الشعب الفلسطيني، الذي استحقّ التفاف الضمير العالمي حوله.

رابعاً ـ يندِّد الفلسطينيون في أوروبا ببعض المواقف الأوروبية الرسمية السلبية من العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة وفرض الحصار عليه. ويحذر الفلسطينيون في أوروبا من أنّ تلك المواقف لا تعبِّر عن شعوب هذه القارة والقيم التي تعتزّ بها.

خامساً ـ ينظر الفلسطينيون في أوروبا بقلق إلى السياسات الخارجية والعسكرية والأمنية الأوروبية تجاه قضيتهم العربية، كما تجلّى في سياق الحرب العدوانية على الشعب الفلسطيني في غزة.

سادساً ـ ينبِّه الفلسطينيون في أوروبا، كافة المسؤولين وصانعي القرار ودوائر النخب وعموم الرأي العام في هذه القارّة، إلى أنّ الشعب الفلسطيني قد تكبّد ثمن ما وقع من انحياز رسمي أوروبي إلى آلة الحرب الإسرائيلية، عندما تواصل سقوط الضحايا من أطفاله ونسائه وشيوخه ومرضاه بشكل مروِّع، ومن تشديد للحصار على قطاع غزة وتصعيد القيود على الضفة الغربية وشنّ حملات التطهير العرقي في القدس وتفشي حمّى العنصرية ضد أبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني المحتل سنة 1948.

سابعاً ـ يذكِّر الفلسطينيون في أوروبا بأنّ المساهمة الفاعلة في إعادة إعمار قطاع غزة، تمثل استحقاقاً مترتباً على الحرب العدوانية الإسرائيلية، مع ضرورة عدم خلط ذلك بالتوظيف السياسي أو أي من صور الاستعمال، أو تحويله إلى ورقة ضغط على الشعب الفلسطيني بأي شكل كان.
ثامناً ـ يشدِّد الفلسطينيون في أوروبا على ضرورة إخضاع دولة الاحتلال الإسرائيلي للمساءلة، ومحاسبة قادتها المسؤولين عن ارتكاب جرائم الحرب وانتهاك القانون الإنساني الدولي، وضمان عدم إفلات مجرمي الحرب الإسرائيليين من العقاب بموجب محاكمات جزائية دولية. وإنّ الشعب الفلسطيني ليحيِّي كافة المبادرات القانونية الرامية لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين جزائياً، ويعلن دعمه له.

تاسعاً ـ يواكب الفلسطينيون في أوروبا بمزيد من القلق، تمادي الاحتلال الإسرائيلي في محاولة فرض سياسة الأمر الواقع على الأرض الفلسطينية، باستشراء الاستيطان، وتشييد الجدار التوسعي، والتهام الأراضي ونهبها، وهدم المنازل وتقييد بنائها، وتشديد الخناق على الحياة اليومية للمواطنين الفلسطينيين في معيشتهم وتنقلهم وكسبهم اليومي، وتحويل تجمعاتهم السكانية إلى جزر مشتتة ومعازل عنصرية وإغلاق نوافذ الأمل أمام الحياة اللائقة فيها.
عاشراً ـ يتابع الفلسطينيون في أوروبا، بانشغال شديد، الهجمة المتصاعدة التي تشنّها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بشتى الوسائل، على مدينة القدس، وسكانها المقدسيين الشرعيين، مع تفاقم عمليات الطرد الجماعي والإخلاء السكاني وتدمير المنازل. كما يحذِّر الفلسطينيون في أوروبا من تصعيد العنصرية المؤسّسية التي تعتمدها سلطات الاحتلال بحق الوجود العربي الفلسطيني في القدس، واقتلاعه بشتى الأساليب بما فيها نزع الهويّات والحرمان من الإقامة، علاوة على تطويق التجمعات السكانية الفلسطينية في القدس بالأحزمة الاستيطانية الإسرائيلية والجدران العنصرية.

حادي عشر ـ يحذِّر الفلسطينيون في أوروبا، من خطورة المساس بالمسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمة المقدسات والأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، علاوة على خطورة التعدي المنهجي على معالم القدس التاريخية والحضارية، عاصمة الثقافة العربية، وطمس خصوصيتها الثقافية وتزوير هويّتها الأصيلة، بمفعول حمّى التهويد ومشروعات الاستيطان وتغيير المعالم والهدم والحفريات الجارية بوتيرة متعاظمة.

ثاني عشر ـ يجدِّد الفلسطينيون في أوروبا، تنديدهم بنهج الحصار الجائر المفروض على أبناء شعبهم في قطاع غزة، ويحذِّرون من استمرار هذه الجريمة المنهجية والخرق الفاضح لحقوق الإنسان بكل المقاييس الإنسانية والأخلاقية، بما تنطوي عليه من قطع مقومات الحياة عن مليون ونصف مليون إنسان. ويطالب الفلسطينيون في أوروبا بالرفع الفوري لهذا الحصار الذين يدين كافة الضالعين فيه والمتواطئين معه. وإنّ رفع الحصار هو اختبار جدِّي للموقف الأوروبي من حقوق الإنسان، ويفرض استحقاقات على العالم العربي والاسلامي، وفي مقدمته جمهورية مصر العربية الشقيقة، بضرورة كسره الحصار وفتح معبر رفح.

ثالث عشر ـ يجدِّد الفلسطينيون في أوروبا، تمسّكهم بالوحدة الوطنية الفلسطينية، وبنهج الحوار الجادّ كآلية لمعالجة المسائل المطروحة داخل البيت الفلسطيني. وإنّ هذه الوحدة، التي ينبغي تعزيزها وتوثيق عراها، هي رصيد للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وحماية ثوابته الوطنية ورعاية مصالحه العليا، وقطع الطريق على التدخلات الخارجية الضارّة من خصوم الشعب الفلسطيني ومناهضي حقوقه. وعلى الأطراف الفلسطينية كافة أن ترتكز إلى نهج الحوار ونبذ الشقاق داخل البيت الفلسطيني، فتتجاوز الخلاف الداخلي وتمضي إلى برنامج وطنيّ فلسطينيّ جامع وفاعل لدحر الاحتلال واستعادة كافة الحقوق الفلسطينية السليبة.

رابع عشر ـ إنّ الفلسطينيين في أوروبا، يؤكدون مجدداً ضرورة مشاركتهم في صياغة القرار الفلسطيني، عبر عملية ديمقراطية حرة وشفافة، تفرز تمثيلاً فاعلاً لهم، ولقطاعات الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات. كما يؤكد الفلسطينيون في أوروبا ضرورة تفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، والذي يتطلّب ابتداءً إعادة بنائها وتشكيلها على أسس ديمقراطية وانتخابات حرة بمشاركة كافة شرائح الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات.

خامس عشر ـ يؤكد الفلسطينيون في أوروبا، أنهم، وبمعيّة شركائهم من أنصار الحق والعدل في هذه القارّة، ماضون قدماً في التحرّكات الرامية للوقوف إلى جانب أبناء شعبهم وبلسمة الجراح التي تسبّب بها العدوان الحربي والحصار الجائر والقيود الظالمة. وبهذا فإنّ سفن كسر الحصار ستواصل إبحارها، والقوافل الأخوية والوفود التضامنية ستستمر في التتابع، وشتى البرامج والمشروعات والمبادرات البنّاءة ستتزايد، بعون من الله تعالى، في تأكيد على وحدة الحال والمصير لشعبنا الفلسطيني أينما كان.

سادس عشر ـ يعايش الفلسطينيون في أوروبا، بألم بالغ، محنة أبناء شعبهم اللاجئين في العراق والنازحين منه، بكلّ ما تشتمل عليه من مآسٍ واستهداف وتشريد وتقطّع في السبُل. وإنّ هذه المحنة تستوجب تدخّل كافة الأطراف المعنية، لإنهاء هذه المعاناة وطيّ صفحتها، وبالشكل الذي يتماشى مع التمسّك الفلسطيني بحق العودة إلى الأرض والديار المحتلة سنة 1948، وبما يستجيب أيضاً لحقوق الإنسان وكرامته، وللحقوق المدنية والاجتماعية للإنسان الفلسطيني وغيره أينما كان.

سابع عشر ـ يستحضر الفلسطينيون في أوروبا، المعاناة التي يتجرّعها اللاجئون الفلسطينيون في مخيم نهر البارد، بعد الدمار الذي لحق بمساكنهم ومحنة تهجيرهم في ظروف قاسية، جعلت من قضيّتهم شاغلاً ملحّاً، فلسطينياً ولبنانياً، وعربياً ودولياً، بما يقتضي المسارعة إلى إتمام الإعمار مع الحفاظ على خصوصية المخيّم، أخذاً بعين الاعتبار هوية المخيمات التي تمثل عنوان العودة ومنطلق العائدين إلى الأرض والديار في الوطن الفلسطيني السليب.

ثامن عشر ـ يجدِّد الفلسطينيون في أوروبا التذكير بأنّ هذه القارّة الأوروبية تتحمّل مسؤولية تاريخية لا يمكن الجدال بشأنها، بكل ما يترتب عليها من التزامات، عن النكبة التي حلّت بالشعب الفلسطيني سنة 1948، والتي ما زالت أجيال هذا الشعب تدفع ثمنها حتى اليوم، بل وعن إمداد مشروع احتلال فلسطين بمقوِّمات البقاء والتوسّع والعدوان.

تاسع عشر ـ يعيد الفلسطينيون في أوروبا إلى الأذهان أنّ قضية الشعب الفلسطيني، في العودة وتقرير المصير والتحرّر من الاحتلال والاستقلال على أرضه التاريخية ودياره السليبة؛ تستدعي إسناد جميع الواقفين في خانة العدالة، وكل المدافعين عن الحق، وكافة المناصرين للإنسانية. وإنّ الشعب الفلسطيني لينظر بامتنان وتقدير إلى كافة الجهود الأخوية والمواقف التضامنية مع قضيّته في الساحة الأوروبية، باعتبارها رصيداً إضافياً لقيم الحقّ والعدالة في هذا العالم، سيكون لها أثرها المؤكّد في إنصاف الشعب الفلسطيني والانتصار لقضيته العادلة.

عشرون ـ يثمِّن الفلسطينيون في أوروبا، باعتزاز كبير، صمود الشعب الفلسطيني وتضحياته الكبيرة، من الشهداء والجرحى والأسرى والمعتقلين، دفاعاً عن وطنه ودياره ومقدّساته، وذوْداً عن حقوقه وحريّته وكرامته، وعبوراً بقضيّته إلى آفاق تنفتح على العودة وتقرير المصير، والخلاص من الاحتلال، والسيادة على أرضه ودياره.

التعليقات