تحذيرات من خطورة التقليص التدريجي للكهرباء الموردة إلى قطاع غزة..

-

تحذيرات من خطورة التقليص التدريجي للكهرباء الموردة إلى قطاع غزة..
حذر جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب المستقل في المجلس التشريعي، من التقليص التدريجي للكهرباء الموردة إلى غزة من (إسرائيل) بنسبة (5%)، مؤكداً أنه يمثل خطوة في غاية الخطورة.

وقال الخضري: "إن القطع التدريجي بدلاً من القطع الكامل، يمتص التفاعل الدولي مع معاناة الشعب الفلسطيني، كما حدث عندما توقفت (إسرائيل) عن تزويد محطة التوليد بالوقود اللازم"، منبهاً إلى مدى خطورة هذه الخطوة.

وأضاف في مؤتمر صحفي عقده بحضور عدد من أعضاء اللجنة الشعبية، اليوم الاثنين 11-2-2008 " أخطر ما في الخطوة الإسرائيلية، يتمثل فيما صدر عن المحكمة العليا الإسرائيلية من اتخاذ قرار بإضفاء الشرعية على هذه الخطوة الخطيرة المخالفة لكل مواثيق حقوق الإنسان الدولية، وذلك بعد إعاقة (إسرائيل) دخول ممثلين عن محطة توليد الكهرباء للإدلاء بشهادتهم أمام المحكمة حتى انتهاء المحكمة من إصدار قرارها".

وأكد الخضري، على أن تقليص كمية الوقود تسبب في تقليص حجم إنتاج الكهرباء في محطة توليد كهرباء غزة المقلص أصلاً جراء قصف المحطة منتصف 2006م من (80) ميجا إلى (55) ميجا، بالإضافة لعدم وجود أي احتياطي لدى محطة التوليد، الأمر الذي سوف يتسبب في توقف المحطة الفوري في حالة عدم توريد المحروقات في أي يوم من الأيام.

وتابع "التقليص الكبير للكهرباء الموردة من إسرائيل، ومحدودية الكهرباء المولدة من محطة غزة كان من المفترض أن يؤدي إلى الاعتماد الكبير على المولدات الاحتياطية لسد هذا العجز، إلا أن تقليص إسرائيل الخطير لإمدادات الوقود قد أدى إلى توقف معظم هذه المولدات عن العمل، كما أن تشغيل بعضها اضطرارياً لفترات طويلة قد أدى إلى تعطلها في ظل استحالة إعادة إصلاحها بسبب عدم توفر قطع الغيار اللازمة ، وقد أحدث ذلك تأثيراً خطيراً على الحياة بشكل عام.

وبين أنه تعطل (40%) من آبار المياه في مدينة غزة لمدة يومين متتاليين خلال هذا الأسبوع، بالإضافة لعدم انتظام تشغيل هذه الآبار، مشيراً إلى تقرير الأمم المتحدة للتنسيق الإنمائي بـ"أنه خلال النصف الثاني من كانون الثاني فإن ما يقرب من نصف سكان غزة لم تتوفر لهم المياه".

ولفت إلى أن توقف تشغيل محطات معالجة مياه الصرف الصحي بشكل كامل، تسبب في ضخ (40) مليون لتر يوميا من مياه الصرف الصحي للبحر دون أية معالجة، الأمر الذي تسبب في تلوث خطير لمياه البحر والشواطئ مما يمنع استخدامه ويندر بتفشي الأمراض في قطاع غزة ، ويهدد بالتدمير الكامل للثروة السمكية.

وأشار إلى أن بعض المحطات قد توقفت عن الضخ بسبب عدم كفاية الوقود، وعلى سبيل المثال فقد توقفت محطة السامر مما تسبب في طفح مياه المجاري في منطقة الصبرة والزيتون، وبالتالي تسرب مياه الصرف الصحي للمياه الجوفية، فضلاً عن المكاره الصحية والبيئية في المنطقة.

وأكد الخضري، على أن تقليص كمية الوقود تسبب في عدم قدرة سيارات الإسعاف على التنقل الكافي، بالإضافة إلى أن الاعتماد على تشغيل المولدات الاحتياطية بسبب في انقطاع التيار الكهرباء، أدى إلى تعطل الكثير من مولدات المستشفيات مع عدم وجود قطع الغيار اللازمة لإصلاحها، وهذا كله قد تسبب في خطر كبير على الوضع الصحي من حيث القدرة على تشغيل الأجهزة الطبية وأجهزة غسيل الكلى وأجهزة المختبرات، وأقسام العناية المركزة وبنوك الدم، كل هذا فضلاً عن عدم توفر الوقود لاستخدام المواطن، حيث يعلم الجميع أن محطات الوقود مغلقة تماماً أمام المواطنين، مما أثر على احتياجاتهم اليومية، وعرّض الأطفال الذين يمثلون حوالي (56%) من سكان غزة لمشاكل صحية بسبب تلوث المياه وعدم تشغيل أنظمة المعالجة والتدفئة.

وشدد على أن هذه المعاناة تضاف إلى المعاناة المستمرة والناتجة عن إغلاق المعابر والتي أدت إلى إغلاق حوالي (4000) منشأة صناعية وتوقف مشاريع العمران وتعطل حوالي (150,000) عامل عن العمل، مما تسبب في ظروف اقتصادية وحياتية غاية في القسوة.

وقال رئيس اللجنة الشعبية: " إن تقارير المؤسسات الدولية، وأخرها تقرير الأمم المتحدة الذي نُشر اليوم يؤكد حجم المعاناة الإنسانية والمخاطر البيئية والإنسانية والصحية التي يتعرض لها سكان قطاع غزة، ونحن نعتبر هذه التقارير الدولية صرخة يجب أن يبنى عليها عمل من أجل إنهاء هذه المعاناة والحيلولة دون تفاقم هذه الكوارث.

وجدد تقديره لدور مصر في العمل على إنهاء هذه المعاناة والاهتمام بإيجاد حل لقضية المعابر لاسيما معبر رفح، وعبر عن خالص التهنئة بمناسبة فوز المنتخب المصري بكأس الأمم الأفريقية.

ودعا الخضري، كل أحرار العالم إلى الاستمرار في حملة التضامن مع شعبنا، والتي سوف تكون ذروتها في يوم 23 من فبراير في مختلف دول العالم، داعياً إلى استمرار هذه الفعاليات حتى الكسر الكامل للحصار.

وقال: " نحن في اللجنة تواصلنا مع العديد من اللجان الشعبية، في أكثر من دولة، وهناك عشرة دول ستقيم هذه الفعاليات، وسنواصل العمل للاتفاق مع العديد من الدول الأخرى".

وأكد رئيس اللجنة الشعبية، على أن الشعب الفلسطيني صامد وصابر رغم الحصار الإسرائيلي الشامل، لكنه يحتاج إلى مقومات لهذا الصمود والصبر.

التعليقات