منطقة نفوذ مستوطنة معليه أدوميم تساوي تقريبا منطقة نفوذ تل أبيب..

* تحتل مستوطنة-"متسبيه شاليم" التي يسكنها 180 مستوطنا منطقة نفوذ تساوي مساحة مدينة بيتح تكفا 35408 دنم. مستوطنة كاليا قرب البحر الميت وعدد سكانها 271 مستوطنا تحتل منطقة نفوذ تبلغ 25304 دنم.

منطقة نفوذ مستوطنة معليه أدوميم تساوي تقريبا منطقة نفوذ تل أبيب..
كشف تقرير لحركة السلام الآن معلومات كانت تعتبر سرية في المشروع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية. وأوردت صحيفة هآرتس التقرير الذي يشمل معلومات مذهلة حول مناطق نفوذ المستوطنات في الضفة الغربية.

ويتبين من التقرير أن مساحة منطقة نفوذ مستوطنة "معليه أدوميم"- تبلغ 48 ألف دنم أي أقل من منطقة نفوذ تل أبيب بقليل. عدد سكان تل أبيب 385 ألفاً وعدد سكان "معليه أدوميم" 32 ألفا. (منطقو نفوذ مدينة تل أبيب 51.449).

ويتبين من التقرير أن 9% فقط من مناطق نفوذ المستوطنات مستخدمة للبناء، وتستخدم و%12 لأغراض أخرى، ومع ذلك تواصل الحركات الاستيطانية بناء البؤر الاستيطانية ووضع اليد على مزيد من الأراضي الفلسطينية. ويشير التقرير إلى أن 90% من المستوطنات ورغم المساحات الشاسعة التي تقع تحت منطقة نفوذها توسعت وسيطرت على مناطق أخرى خارج منطقة نفوذها إن كان عن طريق بناء الجدران حول المستوطنات أو عن طريق إقامة بؤر استيطانية. ويتبن من التقرير أن ثلث المساحات التي تسيطر عليها المستوطنات تقع خارج منطقة النفوذ الممنوحة لها من سلطات الاحتلال.

وكانت مسألة مناطق النفوذ للمستوطنات سرية وجرت عدة محاولات للحصول على المعلومات المتعلقة بذلك إلا أنها كانت تقابل برفض وتهرب من قبل السلطات. وحصلت حركة السلام الآن ومنظمة حرية المعلومات على تلك المعطيات في أعقاب التماس تقدمتا به للمحكمة العليا.

وجاء في التقرير أن من بين 164 مستوطنة وبؤرة استيطانية في الضفة الغربية(ضمت حركة السلام الآن لأغراض البحث بؤرا استيطانية إلى مستوطنات كبيرة قائمة ) تم توسيع مناطق نفوذ 92 مستوطنة بعد اتفاقات أوسلو أ عام 1993.
ورافق ذلك زيادة عمليات البناء والتطوير في المستوطنات. ويؤكد التقرير أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية تضاعف في العشر سنوات التي أعقبت التوقيع على الاتفاق.

ويشير التقرير إلى أن هناك مستوطنات تضع يدها على مناطق شاسعة ولم يحدد لها منطقة نفوذ كمستوطنتي "عوفرا" و"بيسغوت" في منطقة رام الله.

تعتبر مستوطنة معليه أدوميم منطقة فاصلة بين شمال الضفة وجنوبها، ويشير التقرير إلى أنها لا تستخدم إلا 24% من منطقة نفوذها ورغم ذلك تبنى اليوم في المنطقة الواقعة بين القدس وبين المستوطنة والتي ضمت لمنطقة نفوذ "معليه أدوميم" محطة شرطة بعيدة جدا عن المنطقة السكانية، على الجانب الغربي لطريق القدس أريحا وتهدف إلى خلق تواصل جغرافي احتلالي في المنطقة وهناك مخططات للبناء في تلك المنطقة لأهداف سياحية وتجارية.

ويورد التقرير بعض الأمثلة لمساحات شاسعة تقع في مناطق نفوذ مستوطنات عدد سكانها قليل جدا، فمستوطنة "ريحان" في منطقة جنين مساحتها 13442 لـ 150 مستوطنا؛ مستوطنة "أسبر" شرقي بيت لحم تحتل مساحة 12094 دنم لـ 258 مستوطنا، مستوطنة "حينانيت" قرب جنين مساحتها 9401 دنم لـ 760 مستوطنا.

وتبرز ظاهرة مناطق النفوذ الشاسعة في مستوطنات غور الأردن، فتحتل مستوطنة-"متسبيه شاليم" التي يسكنها 180 مستوطنا منطقة نفوذ شبيه لمنطقة نفوذ مدينة بيتح تكفا 35408 دنم. مستوطنة كاليا قرب البحر الميت وعدد سكانها 271 مستوطنا تحتل منطقة نفوذ تبلغ 25304 دنم.

البناء خارج حدود منطقة النفوذ وإقامة بؤر استيطانية هي ظاهرة منتشرة وتتوافق مع سياسة الاحتلال التي ينتهجها في المناطق الفلسطينية وما الحديث عن إخلاء بعض البؤر الاستيطانية الهامشية سوى محاولات لإخفاء الجريمة الكبرى المتمثلة بالمستوطنات. ولا تكفي المستوطنات ساكنيها بل يعملون على بناء جدران حول المستوطنات تلتهم أراض إضافية إلى جانب إقامة بؤر استيطانية في مناطق خارج منطقة نفوذها لوضع اليد عليها. ويشير التقرير إلى أنه ورغم المساحات الشاسعة التي تسيطر عليها المستوطنات، فإن 148 من 164 مستوطنة تتجاوز منطقة نفوذها الممنوحة لها، من ضمنها 21 مستوطنة وبؤرة استيطانية لم يحدد لها منطقة نفوذ.

يمنع الفلسطينيون بطبيعة الحال من البناء في المنطقة التي تعتبر منطقة نفوذ للمستوطنات ويمنع أصحاب الأراضي أيضا من فلاحة أرضهم. وبالنسبة للمستوطنين حدث ولا حرج فبعض ضمان حصولهم على منطقة ما؛ ينظرون إلى التي ما وراءها..

تستخدم سلطات الاحتلال سياسة توسيع "مناطق النفوذ" للمستوطنات للسماح لها بالتطور بشكل غير محدود ولمنع أي بناء فلسطيني في المنطقة التي تقع ضمن مناطق النفوذ، وتهدف إلى خلق التواصل بين مستوطنات ومنع التواصل الجغرافي الفلسطيني. يشار هنا إلى أن صلاحية تحديد منطقة نفوذ المستوطنات هي بيد قادة الجيش في المنطقة بالتنسيق مع قيادة الحركة الاستيطانية.
وفي التقرير الذي أعده طاقم متابعة البؤر الاستيطانية التابع لحركة السلام الآن

وحينما يصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، في لقائه الأخير مع العاهل الأردني أن البناء في المستوطنات يتم «فقط» في حدود مناطق النفوذ فهو مدرك لحجم المساحات التي تحتلها تلك المستوطنات..

التعليقات