ورشة عمل نظمها مركز آراء للدراسات والأبحاث حول واقع الأغوار، والأخطار التي تتهدده

ورشة عمل نظمها مركز آراء للدراسات والأبحاث
حول واقع الأغوار، والأخطار التي تتهدده
نظم مركز آراء للدراسات والأبحاث ومقره مدينة جنين ورشة عمل حول واقع الأغوار، والأخطار التي تتهدده في ظل استهدافه من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ودور المؤسسات المختلفة في رصد الانتهاكات و موقف المؤسسات الرسمية من سياسة الضم و التهويد، أمس في قاعة بلدية طوباس. وقد شارك في ورشة العمل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة" أوتشا"، ومركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان، بتسيلم، ومساعد محافظ جنين عبد الله بركات، ورئيس بلدية طوباس عقاب دراغمه، ورئيس مجلس قروي قرية العقبة الحاج سامي صادق، وبحضور عشرات من ممثلي المؤسسات والبلديات والأجهزة الأمنية و الهيئات في منطقة طوباس.

رئيس بلدية طوباس عقاب دراغمه، تطرق في كلمة حيا من خلالها القائمين على الورشة، ثم قدم استعراضاً للواقع الحالي في منطقة الأغوار. ولفت الأنظار إلى أن استهداف الاحتلال للأغوار، كان منذ بدايات الاحتلال. وقال بعد الاحتلال مباشرة عمد الاحتلال لإغلاق مساحات كبيرة من أراضي المواطنين، المحاذية للحدود الأردنية، خاصة على طول نهر الأردن، والذي اقتطع مساحات من أراضي أهالي المنطقة. وقال بحجة الاحتياجات الأمنية أغلقت إسرائيل عشرات آلاف الدونمات من أراضي المواطنين، وتم تحويل هذه الأراضي لصالح المستوطنات. وحذر دراغمه من خطورة الأوضاع الحالية، خاصة بعد أن عمدت إسرائيل لإجراءات استباقبة لفرض واقع جديد على الأغوار.

وقال دراغمه الآن ومنذ سنوات أقامت إسرائيل الحواجز التي فصل الأرض عن أصحابها. حيث أن أصحاب الأراضي الواقعة في المناطق المغلقة لا يسمح لهم بالوصول لأراضيهم. وقال لقد بدأت إسرائيل تفرض تصاريح على المواطنين، بالرغم من قبول المواطنين، بهذا الإجراء غير القانوني، إلا أن سلطات الاحتلال لا تقوم بالسماح لهم بالوصول لأراضيهم رغم حيازتهم على هذه التصاريح. وقال في أكثر من مرة، قال الجنود للمواطنين، إن التصاريح التي بحوزتكم تصاريح تنقل داخلي، والأغوار مناطق إسرائيلية، والدخول لها بحاجة لتصاريح من نوع آخر. وقال هذا التسريب يشير إلى إمكانية إقدام إسرائيل على ضم الأغوار.

سعد عبد الحق من مكتب التنسيق الإنساني التابع للأمم المتحدة، قدن تعريفاً بالمكتب الذي يعمل به، وأشار إلى أنه أحد مؤسسات الأمم المتحدة. وتطرق للدور الذي يقود به هذا المكتب، والذي يركز بشكل أساسي على رصد ما يجري، وتثبيت الخروقات الإسرائيلية التي تجري في مختلف المواقع، وقال نقوم من خلال الأمم المتحدة وقناصل الدول المختلفة بتوزيع هذه الخروقات على العالم، ليقوم بدوره.

ثم قام عبد الحق بعرض العديد من الخرائط والمخططات، التي بينت بشكل واضح الواقع على الأرض في الضفة والقطاع. وقد أوضح من خلال هذا العرض ما قامت به إسرائيل وما تقوم به في عزل المناطق الفلسطينية، وتمزيقها، من خلال الحواجز والجدار، والطرق المغلقة، والمناطق المغلقة.

فقد بين عبد الحق من خلال عرضه ما أقدمت عليه إسرائيل، خاصة وضع الحواجز. وهنا لفت الأنظار إلى أن إسرائيل تقيم العديد من الحواجز، فمن جهة هناك الحواجز الثابتة، وهي مجهزة وبها تجهيزات مادية، ويتواجد عليها جنود طوال الوقت. كما أشار إلى أن هناك حواجز، متحركة ويصل عددها بمعدل أسبوعي حوالي مئة خمسين حاجزاً أسبوعياً. وأشار إلى البوابات التي تضعها إسرائيل في العديد من الطرق والشوارع، ولفت إلى البوابات التي أقامتها إسرائيل في منطقة البقيعة شرق طمون. وقال هذه البوابات لها دور مكمل لدور الحواجز، والجدار الذي أقامته إسرائيل لعزل المناطق الفلسطينية وفصلها.

وبخصوص ما يجري في الأغوار، فقد لفت الأنظار إلى أن إسرائيل بإغلاق الأغوار، وإقامة الحواجز إنما تعزله عن بقية المناطق، أسوة بما يحدث في الأراضي الواقعة غرب الجدار. واعتبر عبد الحق أن إسرائيل تعامل منطقة الأغوار نفس معاملة المناطق الواقعة في الجدار. وقال في الوقت الذي لا تقيم فيه إسرائيل جدار شرق الضفة، فإنها تطبق نفس السياسة المطبقة على المناطق الواقعة غرب الجدار، على مناطق الأغوار. وعليه فإن الوضع القانوني من وجهة نظر إسرائيل لمناطق الأغوار، هو نفس الواقع للأراضي والقرى الواقعة غرب الجدار.

وأوضح سعد عبد الحق إلى ما يقوم به مكتب التنسيق الإنساني التابع للأمم المتحدة، وقال نحاول من خلال رصد وتوثيق هذه الانتهاكات أن ننقلها للعالم عبر العديد من المؤسسات الدولي، وعبر الاتصال المباشر مع هذه المؤسسات. واعتبر أن الدور الذي يقوم به المكتب وغيره من المؤسسات التي تعنى بحقوق الإنسان، إنما نحول أن نمكن الإنسان من الحياة على أرضه.

الحاج سامي صادق رئيس مجلس قروي العقبة استعرض ما تعرضت له قرية العقبة خلال سنوات الاحتلال. وقال كانت العقبة قرية صغيرة، بيوتها من خيم ومغر، فعمل الاحتلال على طرد أصحابها منها. وأقام الاحتلال معسكرات تدريب لجنوده على أراضي القرية. وقال قتلت قوات الاحتلال، وأصابت العشرات من أبناء القرية، وطردت عشرات العائلات التي لم تتمكن من العيش وسط النيران، وآليات الاحتلال التي كانت تجري تدريباتها وسط بيوت القرية. وأشار إلى أن حملات الاحتلال المتواصلة، وإن نجحت في طرد عشرات العائلات من العقبة، إلا أنها لم تتمكن من شطب القرية وإلغائها عن الوجود. وقال بعد أن وقعت منظمة التحرير اتفاقيات مع الاحتلال، تحركنا في القرية، وقمنا بالعديد من الخطوات الاحتجاجية، وخضنا معركة قضائية مع الاحتلال، وجيشه، تمكنا من إزالة المعسكرات من أراضي القرية. وقال بالرغم من هذا النجاح، فقد صعدت إسرائيل من عدوانها على القرية. حيث تحاول إسرائيل من خلال قوانين البناء والتراخيص منع بناء القرية، وذلك في محاولة من الاحتلال لمنع إقامة أي كيان فلسطيني في سفوح الأغوار.

وتناول الحاج سامي أساليب المقاومة التي تتبناها القرية لمواجهة الاحتلال وخطواته.حيث قال عملنا على الاتصال بجميع دول العالم والمؤسسات الإنسانية، وذلك لضمان حقنا في التواجد في أرضنا. واعتبر أن ما حققته القرية من نجاح كان بفعل التواصل والجهود المستمرة التي أثمرت في تثبيت عشرات العائلات، وبناء العديد من المؤسسات في القرية. وثمن رئيس مجلس قروي العقبة مواقف العديد من المنظمات والقنصليات والممثليات لدول صديقة، قدمت ولا زالت تقدم للقرية. وتمنى أن تقوم السلطة الوطنية ومؤسساتها بالوقوف إلى جانب القرية، وذلك حتى تتمكن من الاستمرار في معركتها التي تخوضها عبر المحاكم مع سلطات الاحتلال، التي تسخر كل الإمكانيات ضد القرية.

عبد الله بركات مساعد محافظ جنين، تحث في مداخلته حول ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأرض الفلسطينية والتي كان أبرزها إقامة الجدار ومن ثم خطة اولمرت أحادية الجانب والتي تتضمن الانسحاب من أراض وعزل مناطق أخرى والسيطرة عليها، حيث كانت الأغوار الفلسطينية هي المستهدفة. وأشار بركات إلى دور المطلوب من الحكومة الفلسطينية وهو وضع إستراتيجية وطنية هادفة العمل على حماية الأغوار تثبيت المواطنين الفلسطينيين على أراضيهم.

واهم بنود هذه الإستراتيجية اعتبار قضية الأغوار قضية وطنية وتطبيق قرارات مجلس الوزراء السابق بدمج لجنة حماية الأغوار بوزارة المالية مباشرة وأن يتم نقل كادر هذه اللجنة الرسمية إلى منطقة طوباس لتقوم بعملها مباشرة وهي على أراضي الغور وذلك اقدر على المتابعة . وأضاف بركات إن مجلس الوزراء الحالي مطالب بتنفيذ قرارا مجمد صدر قبل سنة ونصف اعتبر الأغوار منطقة تطوير من الدرجة الأولى بهدف تثبيت المواطنين على أراضيهم المعرضة للاستلاب . وناشد بركات كافة الحريصين على موضوع الأغوار من أهالي ومؤسسات منطقة طوباس والأغوار للعمل والتنسيق معا لإنجاز ما تم الاتفاق عليه عند تشكيل اللجان المتخصصة في مجال التنمية والإعلام والسياسة لأخذ دورها والانطلاق ببرنامجها في أسرع وقت وإلا ظلت أفكارا فقط، في إشارة منه إلى الخطوات التي بدأتها محافظة جنين منذ عام لتشكيل لجنة عليا لمتابعة شؤون الأغوار ولكنها لم تفعل لأسباب ذاتية وموضوعيه.

عاطف أبو الرب الباحث الميداني في منظمة بتسيلم، استعرض ما تقوم به المنظمة في الأراضي الفلسطينية. كما أشار إلى أن هذه المؤسسة، هي مؤسسة إسرائيلية تأسست في عام 1989، وذلك لرصد الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة. وأوضح أنه في الوقت الذي تحاول فيه بتسيلم وغيرها من المؤسسات الناشطة في الأراضي المحتلة، فإنه يجب أن يكون واضحاً أن دور هذه المؤسسات لا يعفي الجهات الرسمية من القيام بدورها.

وعن دور بتسيلم أوضح أبو الرب أن هذا الدور يقوم على رصد الانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي المحتلة. ومن ثم تعمل على نشر هذه المعلومات للعالم عبر مختلف وسائل الاتصال، وذلك لتشكيل رأي عام ضاغط على حكومة الاحتلال، لتسهيل حياة المواطنين. وأشار أبو الرب إلى العديد من القضايا التي تمكنت بتسيلم من خلالها أن تصل بمعاناة المواطنين للمحافل الدولية الإنسانية. حيث أشار إلى التسجيل الذي قامت بتسيلم على نشره حول ممارسات الاحتلال والمستوطنين بحق المواطنين في مدينة الخليل. وقال لقد أحدث هذا التسجيل ضجة إعلامية، أحرجت حكومة الاحتلال.

وهنا أكد أبو الرب على أهمية الدور الذي يقوم بها المواطنون. وقال كيف لنا في منظمات حقوق الإنسان أن نعمل، إذا لم يقم المواطن بدوره في الإبلاغ عما يجري معه من أحداث. وقال هناك قصور في التزام المواطنين تجاه قضاياهم. واستغرب تراجع المواطن عن القيام بدوره، فيما تطالب فيه المنظمات الإنسانية، أن تكون في صورة ما يجري. وقال كثيراً ما تصلنا اتصالات، تطالب أن نتدخل لوقف معاناة مواطنين على الحواجز أو غير ذلك من مشاكل تواجه المواطنين. وقال عندما تنتهي هذه المعاناة، نبحث عن الضحايا لنقوم بنقل ما يجري للعالم، فلا نجد استعداد عند الضحايا لتسجيل الانتهاكات. وهنا فإن الكثير من الاعتداءات ولانتهاكات تذهب دون توثيق. وفي هذا الحال دعا أبو الرب المواطنين للإعلان عما يجري معهم دون خوف ودون تردد.

حسام سلامة من الصليب الأحمر، حاول من خلال مداخلة قدمها توضيح الدور الذي تقوم به اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقال هناك الكثير مما تقوم به اللجنة، حيث يرتكز دور اللجنة على التخفيف عن المواطنين الذين يعيشون تحت الاحتلال، سواء من خلال توفير مساعدات إغاثية، أو تنفيذ مشاريع إنسانية. وقال نحن لا نتحدث كثيراً، ولكن أحياناً نضطر لنعلن عما نقوم به من مساعدات. أما الجانب الآخر الذي تقوم به اللجنة فهو جانب إعلامي ونشر ما يجري، وقال هناك العديد من الوفود التي تستقدمها اللجنة الدولية الصليب الأحمر، وقال قبل أيام كان هناك وفد من عدد من القنصليات الدولية التي زارت منطقة الحديدية في الأغوار، وذلك بتنسيق من لجنة الصليب الأحمر.

وفي نهاية اللقاء، دار نقاش شارك فيه مساعد محافظ جنين عبد الله بركات وعدد من المواطنين، الذين استعرضوا مشاكلهم مطالبين الجهات ذات العلاقة بتقديم تصورات لحل هذه المشاكل. حيث قدم المواطن عبد الرحيم بشارات من سكان مضارب الحديدية، ما يعانيه المواطنين، في هذه المنطقة من تهديد حقيقي بترحيلهم من بيوتهم، وإغلاق المراعي أمامهم. وقال إننا نشعر بتجاهل لمسئولين لقضيتنا، وشكر دور المنظمات والمؤسسات التي تتواصل مع أهالي الحديدية، وذكر منظمة بتسيلم، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومكتب التنسيق الإنساني، وعدد من القنصليات التي زارت المنطقة في محاولة للوقوف لجانب المواطنين. وطالب بشارات السلطة، والمؤسسات الأهلية الفلسطينية، والبلديات أن تقف إلى جانب المواطنين.

وأوصى المشاركون بأن يتم نقل مقر لجنة شؤون الأغوار، المشكلة من قبل المجلس التشريعي من رام الله، إلى طوباس، وذلك لتكون قريبة من الواقع على الأرض. كما أوصى المشاركون بأن يتم تفعيل القرارات التي اتخذت من قبل مؤسسات السلطة الوطنية بخصوص الأغوار. ودعا المشاركون لأن تكون قضية الأغوار قضية وطنية عامة، وعدم اعتبارها قضية أهالي طوباس والأغوار، وذلك للحفاظ على البعد الوطني لهذه المنطقة الهامة حيث تقوم حكومة الاحتلال الإسرائيلية باستهدافها وتضع لذلك إستراتيجية شامله عبر تنفيذ سياسة الخطوة خطوة للسيطرة عليها وطرد سكانها الحقيقيين . و طالب المجتمعون الفصائل الفلسطينية تشكيل حكومة وحدة وطنية قوية تضع مسألة تهويد الأغوار على رأس أولوياتها في الدفاع عن حقوق شعبنا إلى جانب قضية القدس واللاجئين وحملوها مسؤولية تمادي إسرائيل في سياستها الاحتلالية وتفردها بالمواطنين وحقوقهم المشروعة بينما هنالك اقتتال داخلي بين اكبر فصيلين هما فتح وحماس مما همش القضايا الوطنية الفلسطينية على المستوى الوطني والدولي و شكل هاجسا وقلقا على مصير المواطنين العزل وحقوقهم وحرياتهم وهم يشاهدون أراضيهم تضيع من بين أيديهم .


التعليقات