السلطة الفلسطينية تشن حملة أمنية في جنين

ومن بين الشخصيات البارزة التي طالتها الحملة في جنين زكريا الزبيدي وكان له دور بارز في الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال في الفترة من 2000 الى 2005 . وقاد الزبيدي كتائب شهداء الاقصى ذات الصلة بحركة فتح والتي توقفت عن القيام بعمليات منذ نبذها للصراع المسلح مع اسرائيل.

السلطة الفلسطينية تشن حملة أمنية في جنين


في الأزقة الضيقة لمخيم جنين للاجئين الفلسطينيين والقرى الفقيرة المحيطة تقوم قوات خاصة ملثمة باقتياد مشتبه بهم ونقلهم في سيارات مدنية الى سجن أريحا البعيد.
يواكب موجة جرائم في مدينة جنين أصوات تبادل لاطلاق النار خلال الليل بل في أحيان اطلاق نيران من سيارات مسرعة على مراكز الشرطة بعد ان كانت المدينة الواقعة في شمال الضفة الغربية معقلا للنشطاء الفلسطينيين ومهاجمين انتحاريين شنوا هجمات داخل اسرائيل.
وردت السلطة الفلسطينية التي تسيطر بشكل جزئي على الضفة الغربية التي تحتلها اسرائيل على ذلك بقوة وان جاء ردها متأخرا. ويقول منتقدون أيضا انها لا تلتزم بالاجراءات اللازمة.


وينفذ الحملة الحرس الرئاسي وقوات خاصة لمكافحة الارهاب وينظر لها على انها محاولة من جانب السلطة الفلسطينية التي يدعمها الغرب لاستعادة السيطرة على المنطقة الفقيرة والقضاء على شبكات محلية تتحدى سلطتها.
ولا تستهدف قواتها شخصيات محلية وعصابات لصوص وتهريب مخدرات فحسب بل رجال امن يشتبه في انهم يسلحون ويديرون تلك العصابات.
وفي غياب دولة رسمية او تفويض مباشر من الناخبين تنظر السلطة الفلسطينية الى حملتها في جنين على انها حجر زاوية لترسيخ وبسط سلطتها في الضفة الغربية كلها.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض لرويترز ان هذه جهود أمنية متواصلة لا مجرد حملة لها بداية ونهاية. وذكر انها ستشمل كل الاحياء حتى يعيش المواطنون في سلام وامن.


واستطرد ان العملية تستهدف سد ثغرات في المؤسسة الامنية من خلال جهود امنية مركزة وان الامر لا يتعلق بعملية محدودة.
وبعد أشهر من الاضطرابات تحركت السلطة الفلسطينية أخيرا في مايو ايار بعد وفاة محافظ جنين بأزمة قلبية فيما يبدو بمنزله بعد ان دارت أمام بيته معركة في منتصف الليل عزاها عدد كبير من السكان الى تناحر داخل قوات الامن نفسها.
وطوال 45 عاما من الاحتلال الاسرائيلي ظلت جنين خاضعة بشكل فوضوي لمجموعات سياسية وفصائل مسلحة يهيمن عليها بشكل مستتر زعماء محليون.
وتكشف عمق مشكلة الجريمة في المدينة العام الماضي بمقتل الممثل الفلسطيني الذي يحمل جنسية اسرائيلية جوليانو مير خميس والذي انشأ مسرحا للشباب في جنين. كما بدأت عصابات مسلحة من المهربين والمنتفعين تعمل في العلن بدرجة أكبر.
وأقر مسؤولون بتورط بعض كبار الضباط الفاسدين في شبكات الجريمة وقالوا ان موت محافظ جنين صدم الحكومة ودفعها الى التحرك لتطهير تلك العناصر وحل مشكلة الامن بشكل منهجي أكثر.


وقال مسؤولون ان الحكومة كانت على بعض الدراية بما يفعله مسؤولو الامن الملوثون لكن علاقاتهم الحزبية كانت تحميهم من اي اجراء عقابي.
وقال مسؤول امن طلب عدم الكشف عن هويته "حدث بعض التسيب في جنين مؤخرا والتسيب في العمل العسكري يمكن ان يؤدي الى فوضى.
"وهذا هو التحدي الذي يواجه السلطة الفلسطينية: اما ان تفرض سلطتها وقراراتها او تجعل الامور تخرج من بين يديها."
لكن بعض اسر المحتجزين تنتقد السلطة الفلسطينية لاحتجازها ابنائها دون محاكمة وحملها على الفلسطينيين بدلا من ان تتصدى للمحتلين الاسرائيليين.
ومن بين الشخصيات البارزة التي طالتها الحملة في جنين زكريا الزبيدي وكان له دور بارز في الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال في الفترة من 2000 الى 2005 . وقاد الزبيدي كتائب شهداء الاقصى ذات الصلة بحركة فتح والتي توقفت عن القيام بعمليات منذ نبذها للصراع المسلح مع اسرائيل.


وكان الزبيدي وسيطا سياسيا في جنين وحليفا للسلطة الفلسطينية. واعتقل الزبيدي قبل اسبوعين وينتظر توجيه اتهامات محددة له في سجن اريحا وهو السجن المركزي للسلطة الفلسطينية في وادي الاردن.
وقال عابد شقيق الزبيدي في حسرة "جنين أصبحت جوانتانامو" مشيرا الى السجن الحربي الامريكي في جوانتانامو بكوبا حيث تحتجز الولايات المتحدة المشتبه بانتمائهم الى القاعدة ربما لسنوات دون محاكمة.
وقال وهو ينظر في قلق خارج ورشته لاصلاح السيارات "الفكرة هي ارهابنا
 

التعليقات