ليلى العيساوي.. أمُ المناضلين

هي أمٌ فلسطينية، والدة شهيدٍ ووالدة أسرى، وابنة مُناضل، وحفيدة لأحد قادة الثورة الفلسطينية في العام 1936، وهي رمزٌ للتضحية والصبر، عزّزت روح الوطنية في قلوب أبنائها ودعمت زوجها في محنته، ووقفت في وجه السجانين خلال زيارتها لأبنائها في أسرهم، وتحدّت المحتل فاعتبرها الجهاز الأمن رمزًا للتحريض، وحرمها عنوةً من رؤية أبنائها وخاصةً ابنها سامر، الذي كان يذوق الأمريْن خلال فترة إضرابه عن الطعام. إنها ليلى عبيد-عيساوي، أم رأفت (في منتصف الستينات من العمر)، التقيتها في بيتها في العيساوية، وكما كُل مرّة لا تنفكُ الدمعةُ تنهمر على وجنتيها كلّما تحدثت عن معاناةِ أبنائها بفعل الاحتلال الإسرائيلي.

ليلى العيساوي.. أمُ  المناضلين

ليلى العيساوي

هي أمٌ فلسطينية، والدة شهيدٍ ووالدة أسرى، وابنة مُناضل، وحفيدة لأحد قادة الثورة الفلسطينية في العام 1936، وهي رمزٌ للتضحية والصبر، عزّزت روح الوطنية في قلوب أبنائها ودعمت زوجها في محنته، ووقفت في وجه السجانين خلال زيارتها لأبنائها في أسرهم، وتحدّت المحتل فاعتبرها الجهاز الأمن  رمزًا للتحريض، وحرمها عنوةً من رؤية أبنائها وخاصةً ابنها سامر، الذي كان يذوق الأمريْن خلال فترة إضرابه عن الطعام. إنها ليلى عبيد-عيساوي، أم رأفت (في منتصف الستينات من العمر)، التقيتها في بيتها في العيساوية، وكما كُل مرّة لا تنفكُ الدمعةُ تنهمر على وجنتيها كلّما تحدثت عن معاناةِ أبنائها بفعل الاحتلال الإسرائيلي.

لكنّ الحزن في محياها، وفي قلبها بدى اليوم أخف بكثير، فثمّة فرحة، هي فرحة الانتصار، التي سطّرها سامر بالوصول إلى اتفاقٍ يُعيده إلى حضن أمه وعائلته بعد ثمانية شهور، علمًا أنّ المحكمة العسكرية في عوفر، كانت مصممة على حبسه لعشرين عامًا، أو نفيه إلى المهجر في اوروبا أو  في الأردن.

ام سامر عيساوي: فرحة الانتصار في صفقة وفاء الأحرار لم تكتمل!
بدأ الحديثُ بيني وبينها حول ابنه سامر، الذي اكتسبت قضيته بُعدًا سياسيًا وإنسانيًا محليًا وعالميًا، وبرزت ليلى العيساوي، والدته كأمٍ فلسطينية متميّزة بثباتها وإيمانها وقوة شخصيتها، فلم تتذلل للمحتل ولا ضعُفت طوال فترة إضرابه حتى لا يُصيبه الإحباط ويخسر قضيته، وعن أسباب اعتقاله قالت أمه: "اعتقل سامر  عشرة أعوام، قبل الأفراج عنه في صفقة وفاء الأحرار - مقابل الجندي المخطوف شاليط، إذ اتهمت السلطات الإسرائيلية بانتهاج تحركاتٍ ضد الاحتلال، والهروب إلى رام الله، والتملص من الشرطة، كما اتهم ايضًا بامتلاك السلاح، وحين تمّ الإفراج كانت فرحتنا لا توصف، وشاركنا القريب والغريب بفرحتنا، لكنّ أمر منعه من دخول الضفة الغربية، كانت سببًا في التضييق على سامر، ووجد نفسه في ضائقة وسجن، أثناء تجواله في أحياء القدس، فكلما وصل إلى حيٍ أو شارع كانت الشرطة لا تتركه في حاله، وعندما وقف أمام أراضي العيساوية المُصادرة برفقة أحد أصدقائه، قاموا بإلقاء القبض عليه، والتحقيق معه، باختصار فإنّ السبعة شهور التي قضاها بعد الإفراج عنها، قضاها في مطاردة الشرطة والتحقيق معه، ومحاصرته، فكان طليقًا لكنه محرومٌ من حريته".

تحدثت أم رأفت العيساوي بإسهاب حول حيثيات اعتقال ابنها سامر فقالت: "المرة الأخيرة التي رافقته فيها شمسُ الحرية فكانت عندما قام بشراء سيارة، فقرر إجراء عملية صيانة في منطقة الرام،  لكنه لم يكُن يعتقد أنّ  مروره عبر الحاجز باتجاه الرام، ستكون سببًا مباشرًا لاعتقاله وإعادة الحكم عليه لمدة 20 عامًا، وهي المدة التي نجحت صفقة الأحرار بإسقاطها من تاريخ حياته، حينّ حاول سامر عبور حاجز الحاجز للوصول إلى الرام، تمّ إلقاء القبض عليه، ولم نعرف بأمر اعتقاله حتى الساعة التاسعة مساءً، وصل صديقه الذي كان يقود السيارة وأبلغنا بأمر الاعتقال، فخرجت شقيقته فورًا للبحث عنه في مراكز الشرطة المنتشرة بكثافة في القدس، وعند الساعة الواحدة ليلاً، اعترفت الشرطة بوجود سامر في المسكوبية، بتهمة دخول الحاجز العسكري وإخلال بأوامر المحكمة التي أفرجت عنه خلال صفقة الأحرار، وهكذا سُجن مرة أخرى، حيثُ قرّرت المحكمة العسكرية معاقبته بالحبس 20 عامًا، ورغم فحص ابني سامر من خلال آلة الكذب وظهور صدق كلامه أنه لم يكن يعرف أنّه ممنوع من دخول الرام، وأنه طالب الشرطة مسبقًا خارطة لتحديد الأماكن المسموح له بزيارتها، لكنّ المحكمة أصرت على إدانته، وهكذا بدأ إضرابه الطويل عن الطعام، حيثُ استمر 270 يومًا في اضرابه رفضًا لتنفيذ حكمه بالسجن 20 عامًا، أو نفيه إلى غزة، لكنه أصرّ أن يعود إلينا في العيسوية، لكنّ المحتل ظلّ على عناده، أما سامر فزاد عناده وتحديه أكثر فأكثر، وقد قمتُ بالتوجه إلى اللجنة الرباعية للضغط على الأوروبيين كي يساهموا في إنقاذ حياة سامر، فاقترحَ الإسرائيليون نفيه إلى اوروبا أو الأردن، لكنّ سامر ظلّ يرفض بشراسة مؤكدًا بقاؤه في القدس أو الشهادة في سجنه.

"كلهم أبنائي""
كانت أقسى الصدمات في حياتي واقعة استشهاد ابني فادي (رحمة الله عليه)، ففي رمضان عام 1994، شارك فادي في مسيرة سلمية احتجاجًا على مجزرة الحرم الابراهيمي، في الخليل، وقد قامت الشرطة بتفريق المتظاهرين، بإطلاق الرصاص الحي عليهم (الدمدم – السلاح المحرم دوليًا)، فأصابت فادي بمقتلٍ في يوم ميلاده، كنتُ قد اشتريتُ له ملابس العيد وحضّرت الحلوى لنُفطر رمضان لكنه رحلَ بعيدًا، شهيدًا، فنامَ قريرَ العين، وتركنا نصارع الاحتلال بعده".

تتابع ام رأفت: "جميعُ أبنائي سُجنوا ومورست سياسة الاحتلال البغيضة ضدهم، بدءًا من رأفت الذي سُجن وهو بعد في الخامسة عشرة من عمره، ومعه سُجن مدحت ابنُ الـ (14) عامًا، وكانت هذه سابقة في تاريخ الانتفاضة الأولى، وحوكما بنحو سنة ونصف لكل واحدٍ منهما بتهمة إلقاء الحجارة. ولاحقًا اعتقل كلٌ مِن شادي وفراس وسامر وشيرين، وقد نغّصت الشرطة علينا طوال حياتنا، حتى أصيب زوجي بمرضٍ صعب بسبب الاعتقالات المُتكررة، بتهمٍ ليس لها مكان ولا تستدعي هذه الأحكام العالية التي ألقيت عليهم. وقد حُرم أبنائي من ممارسة حياتهم التعليمية بصورة طبيعية بفعل مطاردتهم وسجنهم المستمر وقد حصلوا على شهادة التوجيهي أثناء اعتقالهم بينما رفضت إدارة السجن انضمامهم إلى التعليم الجامعي".
تضيف: "وفي العام الماضي 2012 كان خمسة من أبنائي في السجن هم: سامر ومدحت ورأفت وشيرين وفراس وكنتُ أحتارَ في الزيارات الأسبوعية لأيِ سجنٍ سأنتقل، أما أسباب اعتقالي شيرين ورأفت ومدحت، فهو أنّ ابنتي شيرين محامية وقد اتهمت بإدخال "الكانتينا"  إلى الأسرى،  (إيصال مبلغ 1200 يُرسله الأهل لأبنائهم بصورة شهرية)، وتدّعي المحكمة أنها استغلت شقيقيها رأفت ومدحت، بإدخال الكانتينا، باسمهما، علمًا أنها تملك ترخيصًا من محكمة الناصرة، تجيز لها إدخال الكانتينا بصورة قانونية، لكن المخابرات لم ترضَ بذلك، وقامت باعتقال ثلاثتهم، وقد افرج عن شيرين ورأفت سنة إضافة إلى سنة من الاعتقال المنزلي، أما مدحت فيقضي مدة محكوميته التي تبقى منها ثمانية شهور".
سألتها: ما سِرُ استهداف أبنائكِ حاجة ام رأفت؟
فأجابت: "النضال يا ميمتي، نضالنا المستمر هو سرُ اعتقال ابنائي واستهدافهم، قتلوا ابني، وعكروا صفو حياتنا، ويهدمون بيوت المقدسيين دون توقف، ولا طعم للحرية لنا ولا لسوانا من العائلات الفلسطينية، وهذه الشحنة من الوطنية مصدرها العائلة، فجدي وجدهم ووالدهم يؤمنون بالحرية، وجدي هو الشهيد أحمد علي العيساوي أحد أبرز المناضلين المعروفين كان مناضلاً في صفوف الشهيد عبد القادر الحسيني في أواخر الثلاثينات، وهكذا نمت بذور الوطنية وحُب فلسطين في نفوس أبنائي جميعًا".

تقول أم رأفت: "زوجتُ مدحت كي تغض المخابرات طرفها عنه، لكنها أبدًا لم تكف عن مطاردته، أما سامر فقد وصل في إضرابه إلى 270 يومًا، وأنهاه في 23 نيسان الماضي، حين وافقت المحكمة بعد مسيرة طويلة من المحاكمة، ظلّت هي مُصرة على سجنه 20 عامًا، أو إقصائه إلى غزة، أما هو فظلّ يعاند سجانه ويرفض التخلي عن بيته في القدس، وحين زارته قاضية المحكمة العسكرية عوفر، أثناء وجوده على فراش مستشفى في كابلن، سألته عن أسباب مقاطعته للمحاكم العسكرية فرد بقوله: "لأنها غير قانونية وأنتم تمارسون العنصرية، وتتحدثون عن اضطهادكم من قبل النازيين وانتم تمارسون أفعالهم دون إنسانية أو رحمة، وكشف عن صدره، وعظامه البارزة".

تضيف: "لقد رفضوا أن أزوره، وضربوني أثناء محاكمته، وحاولوا منعي من لقاء الصحافة، وأدخلوني غرفة مغلقة، وحرموني من دخول غرفته في المستشفى، وقاموا بكيل الشتائم، وبالصراخ بكلماتٍ بذيئة وشتم النبي (ص) لكنّ الانتصار والموافقة على عودته الى العيسوية أسعدني وأنساني ما عشته من أوجاع، وها نحنُ ننتظر عودته على أحر من الجمر، علمًا أنّ الاحتلال لن يفرج عنه حتى يتعافى قليلاً ويعود كما دخل أول يوم، حتى أنهم يعطونه فيتامينات مقوية، تقوم بنفخ جسده حتى تُخفي آثار جريمتها بحق أسرانا، وحتى لا يرى العالم الفضيحة الإسرائيلية على مرأى ومسمع من الإعلام ومؤسسات حقوق الإنسان".

سألتها: لو عاد بكِ الزمان الى الوراء هل كنتِ ستسمحين لهم بالسير في ذات الخط النضالي؟
رّدت الحاجة ليلى العيساوي: "طالما ان هناك احتلالا وليس من كرامة للبشر ولا حرية ولا عزة نفس، فإنّ الإنسان سيقوم بكل جهدٍ مِن أجلِ الحصول عليه. ونحن الفلسطينيون تحت الاحتلال هكذا يجب ان نفعل، ان يُدافع الإنسانُ مِنا عن كرامته، وعن معنى وجوده.  وإن كُنا لا نرضى لغيرنا الهوان، فكيف نرضاه لأنفسنا ولأبنائنا. أما يكفي أننا حُرمنا من اراضينا، ومن عملنا، ومن اختيار وظائفنا التي تناسبنا، وخريجونا يبحثون عن عمل، وحقي في أرضي مغتصبٌ، وحرية تنقلي في وطني ممنوع، فكيف سنحب الأحتلال ونرضى به؟! لو أنهم يمارسون أدنى أنواع المساواة، ربما لكان لدينا نحوهم بعض المودة، لكن الإنسان لا ينسى وطنه، ولا يجب أن يتخلى عنه، حتى لو كان الثمن هو الحرية والبقاء في سجونهم الدامسة. ولعلمك فجميع أبنائي تمنوا أن يعيشوا حياة أخرى مختلفة، منهم من أحب أن يكون مدرسًا، أو صيدليًا، شيرين مثلاً محامية، وشقيقتها الأصغر أحبت أن تكون دكتورة، وسامر أحب أن يكون شيئًا مهمًا، ومنهم مَن تمنى لو يكون عالم ذرة، لكنّ الاحتلال وقف لهم ولأحلامهم بالمرصاد، وحرمني من فلذة كبدي فادي، وزاد مِن حقدي علىه".

العيسوية.. مستهدفة!
عبّرت ام رأفت عن اعتزازها ببلدة العيسوية التي ذاقَ اهلها الأمرين بسبب قضية الأسير سامر، وقالت: "قامَ الاحتلال في مطلع الأول من العام الحالي، كما وعد، بمفاجأتنا، بصورة غير سارة، إذ هدمت منزل ابني، وقطع عنا الماء، ثم عاقب الحي جميعه بقطع المياه عن جميع البيوت. ومنذ اضراب سامر مدة ثلاثة شهور، في اعتقالاتٍ طالت 82 شخصًا إضافة إلى 80 آخرين حبسًا انفراديًا، كما مكثت القوات الخاصة في البلدة لأكثر من خمسة أيام، تخالف كل من يدخل أو يخرج من العيسوية، وتطلق قنابل غاز أو قنابل صوت، حتى بات السكان يكرهون عيشهم في العيساوية، فأينَ هي حقوق الإنسان مِن هذا الاستهداف؟!

عن الاحتلال قالت : "كل شعبٍ تحت الاحتلال يكره المحتل،  كلنا نكره الاحتلال، نحنُ الفلسطينيون شعبٌ مضطهد، وأبنائي مِن بينهم، لقد حالوا بيني وبين ابنائي، وحرموني من رؤيتهم يكبرون أمامي، وسجنوا أبنائي، وحرموهم من العمل، وكانوا سببًا في مرض زوجي، الأمر الذي أساءَ لظروفنا العائلية، وعطّل على ابنتي المحامية شيرين عملها وهي التي كانت متفوقة وناجحة. لكن بحمد الله جميعًا نحمل معنوياتٍ عالية، ولن يستطيعوا مهما فعلوا من اضطهاد أن يهزوا شعرة من رؤوسنا".

تضيف: "أنا كوالدة أدعم أبنائي، وأشاركهم حلمهم على الأقل، فحلمُ سامر كان أن يعود إلى بيته ويبني بيتًا ويتزوج وينجب أطفالاً، لكنّ الاحتلال سخّر له حياة صعبة وظالمة، وحاول تحطيم أحلامه وقتل طموحاته، فأيُ بشرٍ يكرهُ الحرية والشمس المُشرقة والاستقرار؟! سوى الاحتلال الذي لا تغمض عينيه خوفًا من نضالات شعبنا الفلسطيني!"

تستمر بوصف اللحظات التي عاشتها مع سامر قائلة: "كنتُ فرحة بعودته، سامر طيبُ القلب ومؤمنٌ وكان يود أن يظل بقربي العمر كله، لكنّ السجّان وقف لنا بالمرصاد، حتى كدنا نفقده، حين انخفضت نبضات قلبه إلى 28 نبضة وهي التي يجب أن تكون 85 الأمر الطبيعي، لكنّ حبه للحياة وأمل عودته الى العيسوية، كانت أقوى من ظلم السجن وتعذيبه".

سآلتها كيف تقضي الآعياة بعيدًا عن أبنائها فردّت:
"كان أسعد عيد بالنسبةِ لنا هو عيد الأضحى الأخير، كُنا معًا، أما سائرُ الأعياد فهي روتينية زيارة قبر ابني الشهيد فادي، ثم زيارة أبنائي في سجونهم، ولا نصنع الحلوى ولا نشعر بمذاق المأكولات الاحتفالية بالعيد، لكن بعودة سامر سنصنع الحلوى ونملأ البيت ورودًا مُزهرة، وسنعوضه عن الحرمان، وهو الذي قال لي آخر مرة، خذي باقة الورد هذه، فعيدك هو كل يومٍ، وسنعوضكِ عن الحرمان".

تتابع الحاجة أم رأفت: "لا أحب أن أبدو ضعيفة أمام ابنائي، ففي المرة الوحيدة التي رآني فيها ابني مدحت حين اقتيد إلى سجنه مع شقيقه رأفت، يومها قال لي : لماذا بكيتِ أمامهم؟! لقد كسرتِ شوكتنا!! ومنذ ذلك الحين، حتى لو بكيتنا ينابيعَ فإنني لا أسمح لنفسي أن أبكي أمامهم، لكنّ الوجع والألم بفقدانهم، هدّني، وقد أمضيتُ وقتًا طويلاً، وأنا أمشي على عجلات، لكنّ اصراري على إنجاح قضية سامر، وإخراجه من الأسر وخوفي عليه، جعلني أنتصر على آلامي، فكنتُ أنا أحقن نفسي بإبرة في ظهري، علمًا أنني كنتُ ممرضة، فساعدني الأمر على التحدي وفعلاً تحسن حالي كثيرًا، من خلال اعتمادي على الإبر اليومية". 

وعن شعور الأم قالت :
"أنا سعيدة لأنّ ابني سامر انتصر في قضيته الوطنية والإنسانية، وأشعر انه سيسترد صحته وعافيته، وأشكر الله لأنه استجاب لدعائي، وهو راضٍ عني، وهذا شعورٌ يتمناه ُ المرء طوال الوقت. وردًا على ما قاله البعضُ أنني سيدة مميزة أقول، لا أنا غيرُ مميزة، بل أنا أمٌ فلسطينية، وجميع الأمهات الفلسطينيات، هُن مميزات، لأنّهن عشن حياة قاسية، ولديهن أبناءٌ أسرى أو شهداء، وهو شعورٌ قاسٍ بالفقدان، يكسبهن قوة ويزرع فيهن الثقة والتصميم على الانتصار للوطن وللأبناء".

تضيف ام رأفت: "نحنُ الأمهات لا نرضى باغتراب ابنائنا، فاللجوء هو "غربة وتُربة وكفنٌ أسود"، ولن تجدي لاجئًا مرتاحًا، وهم الذين حرموا من بيتهم ومن وطنهم، ومن هنيء العيش في ظل أهلهم، ومُنعوا من العيش بحريةٍ وكرامة، في وطنٍ ليس لهم، فالوطنُ رحمة وحضنٌ دافئ، حتى لو كان داخل سجن الاحتلال. لكنّ السجن مصيره إلى الزوال ولا يبقى إلا رحمة الخالق، وانتصار الأحرار".

التعليقات