الرواية الأميركية لفشل المفاوضات: عباس متعب ومستنزف وإسرائيل لم تقدم شيئًا

في مقابلة أجريت مع مسؤول أمريكي، مطلع على فحوى المفاوضات وعلى جهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للتوصل إلى اتفاق إطار بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية خلال الشهور التسعة الماضية، يستعرض المحطات الهامة التي مرت بها المفاوضأت، ويُحمل إسرائيل المسؤولية المباشرة عن الفشل، ويتحدث عن حدود تنازلات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وعن الواقع الذي نتج بعد 20 عاما من اتفاقات أوسلو والذي يرى بأنه مريح لإسرائيل لكنه قاس جدا على الفلسطينيين، ويفاجئ محاوره بالقول: يبدو أننا بحاجة لانتفاضة فلسطينية ثالثة لدفع الأمور قدما. في مقابلة نشرت في ملحق الجمعة لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، وردا على سؤال حول اسباب فشل المفاوضات يقول المسؤول: "هناك الكثير من الاسباب لفشل المفاوضات، لكن على الإسرائيليين الا يتهربو من الحقيقة المرة وهي أن الخراب الأساسي جاء بسبب البناء الاستيطاني". ويضيف: "الفلسطينيون لا يؤمنون بأن إسرائيل تعتزم حقا أن تتيح لهم إقامة دولة في الوقت الذي تبني في المستوطنات الواقعة في المساحة المخصصة لهذه الدولة". ويتابع: " وبعد تفجر المفاوضات علمنا ايضا أن هناك عمليات مصادرة واسعة للأراضي الفلسطينية، وهذا لا يتماشى مع أي اتفاق تسوية". وعن بداية المفاوضات يقول: "كان ينبغي أن تبدأ المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل بتجميد الاستيطان. اعتقدنا أنه بسبب التركيبة الإشكالية لحكومة نتنياهو سيكون ذلك صعب التحقيق، لهذا تنازلنا، لكننا لم نعرف بأن نتنياهو سيستخدم البناء الاستيطاني من أجل الحفاظ على حكومته. ولم ندرك أن استمرار الاستيطان سيتيح لوزراء في الحكومة العمل على تخريب المفاوضات". وردا على سؤال حول مهمات وزراء خارجية امريكيين آخرين في صراعات ونزاعات دولية، سابقة ومقارنتها مع مهمة كيري، يقول المسؤول الأمريكي: "بعد الحروب يكون هناك شعور ملح بضرورة إيجاد حلول». وفي حالتنا، »يبدو أننا يبدو أننا بحاجة لانتفاضة أخرى لإنتاج ظروف جديدة تتيح التقدم». وتابع: " بعد 20 سنة من اتفاقات أوسلو – نتجت واقعا، وقواعد لعبة ترسخت عميقا في الأرض. هذا الواقع صعب جدا على الفلسطينيين ومريح لإسرائيل". يفهم هذا الحديث بأنكم تدعون لانتفاضة؟ تسأل الصحيفة؟ ويقول المسؤول: "على العكس، سيكون ذلك تراجيديا. ييفترض ان يكون الشعب اليهودي حكيما، وصحيح ايضا أنه يعتبر عنيدا. عليكم أن تعرفوا قراءة الخارطة. في القرن الواحد والعشرين لن يواصل العالم تحمل الاحتلال الإسرائيلي. الاحتلال يهدد مكانة إسرائيل في العالم ويهدد إسرائيل كدولة يهودية". هل فوجئتم حينما اكتشفتم أن الإسرائليين لا يعنيهم الأمر كثيرا؟ تسأل الصحيفة. ويجيب المسؤول: "فوجئنا، كان هناك الكثير من المفاجآت خلال هذه الفترة. وحينما قال يعلون بأن هدف كيري هو الحصول على جائزة نوبل كانت المهانة قاسية جدا، لأننا نقوم بذلك من أجلكم ومن أجل الفلسطينيين، وطبعا ينطوي ذلك على مصلحة أمريكية". وعن تعامل إسرائيل مع الفلسطينيين، يقول المسؤول: "في إحدى جلسات المحادثات قال أحد الفلسطينيين المشاركين، للإسرائيليين:" أنتم لا تروننا، نحن بالنسبة لكم غير مرئيين، نحن شفافين فارغين بنظركم". ويردف المسؤول: طفي حديثه صحّة. بعد انتهاء الانتفاضة الثانية وأقامة جدار الفصل تحول الفلسطينيون بعيون الإسرائلييين لاشباح –لا يرونهم". وردا على اتهام الصحيفة للعالم بأنه منافق يصمت عن سيطرة الصين على التبت، ويصمت عن أعمال روسيا في أكرانيا، ومنشغل في إسرائيل، يرد المسؤول: إسرائيل ليست الصين. إسرائيل قامت بقرار من الأمم المتحدة، وازدهارها الاقتصادي مرتبط بنظرة المجتمع الدولي إليها". وعن تفاصيل المفاوضات، بقول المسؤول: " في الشهور الستة الأولى أجريت محادثات ثنائية بين الجانبين، وكشفت عن الهوة بين المواقف، وفي شهر ديسمبر أيقنا بأنه آن الأوان لأن نتدخل بطرح افكارنا. أجرينا محدثات مع الجانبين، وتركزت المحادثات بين كيري ونتنياهون حيث بذل كيري جهودا لإقناعه بتغيير مواقفه وجسر الهوات. وفي هذه المرحلة كان الفلسطينيون راضين، فقد لاحظوا وجود شرخ بين كيري ونتنياهو، والذي ظهر جليا بعدما قام يعلون بشن هجوم على كيري". ويضيف: "وفي الوقت الذي ركزنا فيه على تليين الموقف الإسرائليي، جاء الإعلان عن مخططات بناء جديدة في المستوطنات ليحد من قدرة أبو مازن على إبداء ليونة، وعزز شعوره بعدم الثقة التي بلغت ذرتها حينما قال نتنياهو أن عباس وافق على صفقة الأسرى مقابل البناء في المستوطنات. لكن ذلك كان يجافي الحقيقة. ويقول المسؤول إن أبو مازن "دخل المفاضات أساسا وهو متشكك بنوايا الإسرائيليين" ويقول المسؤول إن عباس يعتبر أن «اتفاق أوسلو كان مخلوقا مفروضا». ويرى أن «أوسلو شرعت الباب لاستيطان 400 ألف إسرائيلي شرق الخط الأخضر، ولم يكن بمقدوره الاستمرار في تحمل ذلك». ويتابع: "طرحت إسرائيل عرضت متطلباتها الأمنية في الضفة الغربية. بدا منها أنها تريد الاحتفاظ بالسيطرة التامة على الضفة الغربية. وهذا يعني للفلسطينيين أنه على المستوى الأمني فإن شيئا لن يتغير. ولم توافق إسرائيل على تحديد جدول زمني للمفاوضات والتنفيذ، وهذا يعني بالنسبة لهم أن سيطرتها يتتواصل إلى الأبد. فتوصل ابو أبو مازن إلى استنتاج بأن الاتفاق لن يمنحه شيئا. هو في ال79 من العمر، ووصل للمرحلة الأخيرة من حياته، ومستنزف ومتعب. خو كان يرغب في منح العملية السياسة فرصة، لكن بنظره ونظرا لعدم وجود شريك إسرائيلي فإن سجله لن يتضمن توقيع اتفاق مع إسرائيل". ويضيف: في شهر فبراير/ شباط وصل ابو مازن لمقابلة كيري في فندق بباريس، وكان يشعر بفتور ثقيل، واشتكى-أعاني من الضغط، سئمت. ورفض كل أفكار كيري. وبعد شهر، اي في مارس/ آذار، دعي للبيت الأبيض، وعرض عليه أوباما شفهياالأسس التي بلورها الأمريكيون، لكنه لم يستجب. لكن ليس صحيحا ما تدعونه بأن ابو مازن هرب من اتخاذ القرارات، هو ببساطة كان «موصودا». ويضيف المسؤول: "يقول أبو مازن: قدمت الكثير من التنازلات، والإسرائيليون لا يقدرون ذلك". عن أي تنازلات يتحدث؟ تسأل الصحيفة. فيقول المسؤول: "وافق عباس على دولة منزوعة السلاح، ووافق على نقل خط الحدود وإبقاء 80% من المستوطنات بيد إسرائيل، ووافق أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة على مناطق أمنية وتحديدا (في غور الأردن) لخمس سنوات، وبعد لك يتم استبدال القوات الإسرائيلية بقوات أمريكية". ورض في تعامل إسرائيل الذي يعتبر الفلسطينيين ليسوا أهلا للثقة. ووافق أن تبقى الأحياء اليهودية في القدس الشرقية تحت سيادة إسرائيل. ووافق أن تكون عودة اللاجئين الفلسطينيين لحدود إسراسيل لاهينة للإرادة الإسرائيلية، وتعهد بأن إسرائيل لن تغرق باللاجئين". ويضيف المسؤول: أبو مازن قال لنا: "لا أعتقد أن هناك زعيما عربيا يمكنه أن يوافق على ما وافقت عليه. لن أوافق على أي تنازل آخر حتى توافق إسرائيل على ثلاث مطالب: أن يكون ترسيم الحدود البند الأول في المفاوضات ويمكننا الانتهاء من ذلك في ثلاثة شهور. وأن يتضمن الاتفاق جدولا زمنيا، لانسحاب إسرائيل من المناطق السيادية للدولة الفلسطينية. وأن توافق إسرائيل على أن القدس الشرقية هي عاصمة فلسطين". وييقول المسؤول: "الإسرائليون لم يستجيبوا لاي من لمطالب الثلاثة".

الرواية الأميركية لفشل المفاوضات: عباس متعب ومستنزف وإسرائيل لم تقدم شيئًا

 "وافق عباس على دولة منزوعة السلاح، ووافق على نقل خط الحدود وإبقاء 80 في المئة من المستوطنات بيد إسرائيل،  ووافق أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة على مناطق أمنية وتحديداً (في غور الأردن) لخمس سنوات، وبعد ذلك يتم استبدال القوات الإسرائيلية بقوات أميركية. وتقبل تعامل إسرائيل الذي يعتبر الفلسطينيين ليسوا أهلا للثقة. ووافق أن تبقى الأحياء اليهودية في القدس الشرقية تحت سيادة إسرائيل. ووافق أن تكون عودة اللاجئين الفلسطينيين  لحدود إسرائيل خاضعة للإرادة الإسرائيلية، وتعهد بأن إسرائيل لن تغرق باللاجئين"


في تصريحات ملفتة وغير مسبوقة، حمّل مسؤول أميركي رفيع المستوى إسرائيل مسؤولية فشل المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، وقال في مقابلة مطولة لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس متعب ويعتقد أنه قدم تنازلات كبيرة لإسرائيل.

وقالت الصحيفة إن المسؤول أميركي مطلع على فحوى المفاوضات وعلى جهود وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، للتوصل إلى اتفاق إطار بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية خلال الشهور التسعة الماضية.

وأستعرض المسؤول الأميركي  المحطات الهامة التي مرت بها المفاوضات، ويُحمل إسرائيل المسؤولية المباشرة عن الفشل، ويتحدث عن حدود تنازلات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وعن الواقع الذي نتج بعد 20 عاما من اتفاقات أوسلو والذي يرى بأنه مريح لإسرائيل لكنه قاس جداً على الفلسطينيين، ويفاجئ محاوره بالقول: يبدو أننا بحاجة لانتفاضة فلسطينية ثالثة لدفع الأمور قدما.

ورداً على سؤال عن أسباب فشل المفاوضات يقول المسؤول: "هناك الكثير من الأسباب لفشل المفاوضات،  لكن على الإسرائيليين ألا يتهربوا من الحقيقة المرة، وهي أن الخراب الأساسي جاء بسبب البناء الاستيطاني". وأضاف: "الفلسطينيون لا يؤمنون بأن إسرائيل تعتزم حقًا أن تتيح لهم إقامة دولة في الوقت الذي تبني في المستوطنات الواقعة في المساحة المخصصة لهذه الدولة… وبعد تفجر المفاوضات علمنا أيضا أن هناك عمليات مصادرة واسعة للأراضي الفلسطينية، وهذا لا يتماشى مع أي اتفاق تسوية".

وعن بداية المفاوضات قال: "كان ينبغي أن  تبدأ المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل بتجميد الاستيطان. اعتقدنا أنه بسبب التركيبة الإشكالية لحكومة نتنياهو سيكون ذلك صعب التحقيق، لهذا تنازلنا، لكننا لم نعرف بأن نتنياهو سيستخدم البناء الاستيطاني من أجل الحفاظ على حكومته. ولم ندرك أن استمرار الاستيطان سيتيح لوزراء في الحكومة العمل على تخريب المفاوضات".

انتفاضة ثالثة
وردا على سؤال عن مهمات وزراء خارجية أميركيين آخرين في صراعات ونزاعات دولية، سابقة ومقارنتها مع  مهمة كيري، قال المسؤول الأميركي: "بعد الحروب يكون هناك شعور ملح بضرورة إيجاد حلول. في حالتنا، يبدو أننا يبدو أننا بحاجة لانتفاضة أخرى لإنتاج ظروف  جديدة تتيح التقدم". وتابع: "بعد عشرين سنة من  اتفاقيات أوسلو، نتج واقع وقواعد لعبة ترسخت عميقا في الأرض. هذا الواقع صعب جداً على الفلسطينيين ومريح لإسرائيل".

وسأل مراسل الصحيفة إنه "يفهم هذا الحديث بأنكم تدعون لانتفاضة؟"، فرد المسؤول الأميركي: "على العكس، سيكون ذلك تراجيديًا. يفترض أن يكون الشعب اليهودي حكيما، وصحيح أيضًا أنه يعتبر عنيدا.  عليكم أن تعرفوا قراءة الخارطة. في القرن الواحد والعشرين. لن يواصل العالم تحمل الاحتلال الإسرائيلي. الاحتلال يهدد مكانة إسرائيل في العالم ويهدد إسرائيل كدولة يهودية".



"هل فوجئتم  حينما اكتشفتم أن الإسرائليين لا يعنيهم الأمر كثيراً؟"، تسأل الصحيفة، أجاب المسؤول: "فوجئنا، كان هناك الكثير من المفاجآت خلال هذه الفترة. وحينما قال الوزير يعالون إن هدف كيري هو الحصول على جائزة نوبل، كانت الإهانة قاسية جداً، لأننا نقوم بذلك من أجلكم ومن أجل الفلسطينيين، وطبعًا ينطوي ذلك على مصلحة أميركية".

وعن تعامل إسرائيل مع الفلسطينيين، قال المسؤول الأميركي: "في إحدى جلسات المحادثات قال أحد الفلسطينيين المشاركين، للإسرائيليين: أنتم لا تروننا، نحن بالنسبة لكم غير مرئيين، نحن شفافين فارغين بنظركم". وأردف المسؤول:  في حديثه صحّة. بعد انتهاء الانتفاضة الثانية وتشييد جدار الفصل تحول الفلسطينيون بعيون الإسرائلييين لأشباح - لا يرونهم".

وردا على اتهام الصحيفة للعالم بأنه منافق يصمت عن سيطرة الصين على التبت، ويصمت عن أعمال روسيا في أكرانيا، ومنشغل في إسرائيل، رد المسؤول: إسرائيل ليست الصين. إسرائيل قامت بقرار من الأمم المتحدة، وازدهارها الاقتصادي مرتبط  بنظرة المجتمع الدولي إليها".


وعن تفاصيل المفاوضات، قال المسؤول: "في الشهور الستة الأولى أجريت محادثات ثنائية بين الجانبين، وكشفت عن الهوة بين المواقف، وفي شهر ديسمبر أيقنا بأنه آن الأوان لأن نتدخل بطرح افكارنا.  أجرينا محدثات مع الجانبين، وتركزت المحادثات بين كيري ونتنياهو، وبذل كيري جهودا لإقناعه بتغيير مواقفه وجسر الهوات. وفي هذه المرحلة كان الفلسطينيون راضين، فقد لاحظوا وجود شرخ بين كيري ونتنياهو، والذي ظهر جليا بعدما قام يعلون بشن هجوم على كيري".

وأضاف: "في الوقت الذي ركزنا فيه على تليين الموقف الإسرائليي، جاء الإعلان عن مخططات بناء جديدة في المستوطنات ليحد من قدرة أبو مازن على إبداء ليونة، وعزز شعوره بعدم الثقة التي بلغت ذرتها حينما قال نتنياهو إن عباس وافق على صفقة الأسرى مقابل البناء في المستوطنات. لكن ذلك كان يجافي الحقيقة. وأوضح المسؤول أن عباس "دخل المفاضات أساسًا وهو متشكك بنوايا الإسرائيليين". وقال إن عباس يعتبر أن "اتفاق أوسلو كان مخلوقا مفروضا"، ويرى أن "أوسلو شرعت الباب لاستيطان 400 ألف إسرائيلي شرق الخط الأخضر، ولم يكن بمقدوره الاستمرار في تحمل ذلك".

عباس مستنزف ومتعب
وتابع: "طرحت إسرائيل متطلباتها الأمنية في الضفة الغربية، بدا منها أنها تريد الاحتفاظ بالسيطرة التامة على الضفة الغربية، وهذا يعني للفلسطينيين أنه على المستوى الأمني فإن شيئا لن يتغير. ولم توافق إسرائيل على  تحديد جدول زمني للمفاوضات والتنفيذ، وهذا يعني بالنسبة لهم أن سيطرتها تتواصل إلى الأبد.  فتوصل أبو مازن إلى استنتاج بأن الاتفاق لن يمنحه شيئا. هو في الـ79 من العمر، ووصل للمرحلة الأخيرة من حياته، ومستنزف ومتعب. كان يرغب في منح العملية السياسة فرصة، لكن بنظره ونظراً لعدم وجود شريك إسرائيلي  فإن سجله  لن يتضمن توقيع اتفاق مع إسرائيل".

وأضاف: في شهر شباط (فبراير) وصل أبو مازن لمقابلة كيري في فندق بباريس، وكان يشعر بفتور ثقيل، واشتكى قائلاً أعاني من الضغط، سئمت. ورفض كل أفكار كيري. وبعد شهر، أي في آذار (مارس)، دعي للبيت الأبيض وعرض عليه أوباما شفهيًا الأسس التي بلورها الأميركيون، لكنه لم يستجب. لكن ليس صحيحًا ما تدعونه بأن ابو مازن هرب من اتخاذ القرارات، هو ببساطة كان "موصوداً".

وأضاف المسؤول: "يقول أبو مازن قدمت الكثير من التنازلات، الإسرائيليون لا يقدرون ذلك". عن أي تنازلات يتحدث؟ تسأل الصحيفة، فقال المسؤول: "وافق عباس على دولة منزوعة السلاح، ووافق على نقل خط الحدود وإبقاء 80 في المئة من المستوطنات بيد إسرائيل،  ووافق أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة على مناطق أمنية وتحديداً (في غور الأردن) لخمس سنوات، وبعد ذلك يتم استبدال القوات الإسرائيلية بقوات أميركية. وتقبل تعامل إسرائيل الذي يعتبر الفلسطينيين ليسوا أهلا للثقة. ووافق أن تبقى الأحياء اليهودية في القدس الشرقية تحت سيادة إسرائيل. ووافق أن تكون عودة اللاجئين الفلسطينيين  لحدود إسرائيل خاضعة للإرادة الإسرائيلية، وتعهد بأن إسرائيل لن تغرق باللاجئين".

وتابع: أبو مازن قال لنا "لا أعتقد أن هناك زعيمًا عربيًا يمكنه أن يوافق على ما وافقت عليه.  لن أوافق على أي تنازل آخر حتى توافق إسرائيل على ثلاث مطالب: أن يكون ترسيم الحدود البند الأول في المفاوضات ويمكننا الانتهاء من ذلك في  ثلاثة شهور. وأن يتضمن الاتفاق جدولا زمنيا، لانسحاب إسرائيل من المناطق السيادية للدولة الفلسطينية. وأن توافق إسرائيل على أن القدس الشرقية هي عاصمة فلسطين".

وخلص المسؤول إلى القول: "الإسرائيليون لم يستجيبوا لأي من المطالب الثلاثة".

التعليقات