"القدس ثقافة وهوية" يدعو لمساندة المدينة المقدسة

دعا المشاركون في المؤتمر الثاني "القدس ثقافة وهوية – دورة سميح القاسم 2014 - 2015" الذي تنظمه اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية

دعا المشاركون في المؤتمر الثاني "القدس ثقافة وهوية – دورة سميح القاسم 2014 - 2015" الذي تنظمه اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية والذي عقد الثلاثاء الماضي في مقر المؤتمر الوطني الشعبي للقدس، شعوب العالم لمساندة المدينة المقدسة والدفاع عنها وعن رسالتها الروحية والثقافية والحضارية والإنسانية.

وطالب المؤتمر، في ختام جلساته، المجتمع الدولي للوقوف عند مسؤولياته تجاه حقوق الشعب الفلسطيني وخاصة مدينة القدس.

وكان قد افتتح المؤتمر بكلمة اللواء عثمان أبو غربية الأمين العام اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية وممثلا للرئيس محمود عباس، حذر فيها من الاعتداءات الإسرائيلية اليومية المتكررة على المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة، ضاربةً عرض الحائط كل الأعراف والمواثيق الدولية، كل ذلك يتم في ظل صمتٍ عربيٍ ودولي يشكل لحكومة الاحتلال المناخ المناسب لتنفيذ هذه المخططات، وأخطرها التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، والهجمة الاستيطانية الشرسة في المدينة المقدسة ومحيطها.

وأكد المشاركون في المؤتمر أن الاحتلال يحاول تجريد المدينة مما تعنيه لشعوب العالم ولشعبنا ليجعلها مدينة جدار الفصل العنصري ومدينة الانغلاق الديني في عصر الانفتاح ومدينة الهيمنة الثقافية في عصر التعددية الثقافية ومدينة نشر الحقد والكراهية والعنصرية في عهد خرج فيه العالم نازفا من حرب كونية أشعلها مثل هذا الحقد والكراهية والعنصرية.
وتضمن المؤتمر عددا من المحاور وأوراق العمل حول المسجد الأقصى المبارك قدمها الباحث الدكتور مروان أبو خلف، فيما قدم الأب ابراهيم نيروز بحثا مميزا عن تاريخ وأهمية كنيسة الكنائس (كنيسة القيامة).

وبمناسبة الذكرى المئوية للموسيقار المقدسي سيلفادور عرنيطة قدمت الأستاذة ريما ترزي بحثا تناول نشأة المبدع المقدسي وأهم أعماله والجو الثقافي العام، مستعرضة عدد من الأماكن والشخصيات الفلسطينية المقدسية في عصره.
واختتم المؤتمر جلساته الخمس بقراءات شعرية تناولت القدس والإنسان المقدسي، حيث قدم الشاعر سامر خير من قرية المغار الجليلية قصائد وكلمات وجدانية للقدس، فيما ترأس الجلسة الشعرية الشاعر والأديب عبد السلام العطاري.

وتخلل المؤتمر الذي حمل اسم الشاعر الراحل سميح القاسم (دورة سميح القاسم) وتشرف بحضور أفراد من عائلة الشاعر وثلة من مثقفي الداخل الفلسطيني، وقدم الدكتور نبيه القاسم بهذه المناسبة ندوة بعنوان "القدس في شعر سميح القاسم" أدارها الأديب الفلسطيني وليد أبو بكر، فيما عرض شريط مصور لقصيدة "القدس الارض" كان قد ألقاها الشاعر الراحل في مناسبة سابقة.

جلسة الختام أجمل فيها الأمين العام للجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية محاور المؤتمر وجلساته وقدم تحليلا ورؤية القيادة الفلسطينية للوضع السياسي العام والمدينة المقدسة بشكل خاص حيث أدار الحوار إلى جانبيه وكيل وزارة الثقافة الدكتور محمود خليفة والأمين العامة للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الدكتور حنا عيسى.

هذا وكان لسماحة المفتي محمد حسين مداخلات قيمة حول تاريخ المدينة المقدسة مثال التعايش الإسلامي المسيحي.
وكان الشاعر عبد الناصر صالح قد قدم إعلان القدس الثقافي الصادر في ختام أعمال المؤتمر الثاني/ دورة الشاعر الراحل سميح القاسم، حيث أكد الإعلان أن شعبنا الفلسطيني بكافة شرائحه وأطيافه السياسية والاجتماعية والثقافية لن يقبل بتمرير الإجراءات الإسرائيلية الخطيرة بحق المسجد الأقصى والمؤسسات الثقافية التي تعمل أجهزة الاحتلال على إغلاقها.
وحذر إعلان القدس الثقافي من خطورة تحويل الصراع مع الاحتلال من صراع سياسي إلى دينيّ، وطالب بتحركٍ عربي ودولي نشط لردع الاحتلال وتقديم الدعم لتثبيت صمود أهل القدس من أجل الحفاظ على عروبتها وحماية مقدساتها الإسلامية والمسيحية.

وقالت اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية: "إنه في الوقت الذي يخوض فيه شعبنا حرباً مستمرة مع الاحتلال الإسرائيلي دفاعاً عن أرضه ومقدساته وفي سبيل تحقيق ثوابته الوطنية وحقوقه المشروعة في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، تؤكد على حق شعبنا في الحياة والحرية والإبداع الذي يمتح من بحر الذاكرة الثقافية والوطنية، وإعادة لحمة التاريخ المنتصب بهامة الجبال ونسيج الأمل المنثور في البيادر والتلال".
وأشار إعلان القدس الثقافي إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لا تزال ممعنةً في تنكرّها للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وفي سياستها الاستيطانية التوسعيّة عن طريق اتخاذ القرارات بمصادرة الأرض الفلسطينية وإطلاق يد قطعان المستوطنين وتشجيعهم ودعمهم للاستيلاء على تلك الأراضي، وخاصة في القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية التي يجري الاستيلاء عليها بالكامل وتهويدها وتغيير ملامحها العربية الإسلامية.

يذكر أن وفد اتحاد الكتاب العرب الفلسطينيين في الداخل برئاسة الشاعر سامي مهنا شارك في المؤتمر، وألقى رئيسه مداخلة تناولت الجوانب الأدبية والوطنية والسياسية للمجتمع الفلسطيني في الداخل، ودعا إلى ضرورة ترسيخ التلاحم وتعزيزه مع الأشقاء أبناء الشعب الواحد في مختلف أماكن تواجدهم وخاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

 

 


التعليقات