تقرير: الطفل المقدسي العامودي ضحية جديدة للرصاص الإسفنجي

العامودي ثالث طفل مقدسي يفقد إحدى عينيه جراء استخدام الرصاص الإسفنجي الأسود الذي تسبب أيضا باستشهاد الطفل محمد سنقرط

تقرير: الطفل المقدسي العامودي ضحية جديدة للرصاص الإسفنجي

الطفل يحيى العامودي ابن العشرة أعوام، هو ثالث طفل يفقد عينه خلال سبعة أشهر، بسبب الرصاص "الإسفنجي" الذي تستخدمه قوات الاحتلال الإسرائيلي في القدس ضد المدنيين العزل.

وفي إفادته للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال - فلسطين، قال والد الطفل العامودي إن ابنه خرج بعد ظهر يوم الحادي والعشرين من شهر أيار (مايو) الجاري لاصطحاب شقيقته أمل (5 أعوام) من الروضة وإعادتها للمنزل، ثم توقف ليستطلع الأمر بعد أن رأى تجمعا لفتية في الشارع على مسافة تقدر بـ 100 متر من منزلهم الكائن في مخيم شعفاط بالقدس، وفجأة أصيب برصاصة "إسفنجية" في وجهه.

وأضاف الوالد أن أحد جنود الاحتلال المتمركزين في الطابق الثالث في عمارة قيد الإنشاء، تقع مقابل حاجز مخيم شعفاط، أطلق رصاصة "إسفنجية" سوداء اللون على القسم العلوي من جسد طفله أثناء وجوده على الرصيف المقابل للعمارة، من مسافة تقدر بـ35 مترا، فأصابته بشكل مباشر في عينه اليسرى ليسقط أرضا مضرجا بدمائه، مشيرا إلى أنه لم تكن هناك مواجهات في المنطقة وقتها.

وأوضح أن طفله فقد عينه اليسرى جراء الإصابة ،وقد وضع له الأطباء بدلا منها عينا زجاجية، إضافة إلى إصابته بكسور بالغة في عظام الجمجمة والفكين، حيث جرى زرع معدن البلاتين في وجهه.

وأجريت للطفل الذي ما زال يعالج في مستشفى "هداسا عين كارم" بالقدس حتى الآن ثلاث عمليات جراحية، ولن يستطيع تناول الطعام بشكل طبيعي قبل 6-12 أسبوعا، كما أنه يتحدث بصعوبة بالغة، وفق ما أفاد به والده.

يذكر أن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال وثقت حالتي طفلين مقدسيين فقدا عينيهما جراء استخدام هذا النوع من الرصاص، هما زكريا جولاني (13 عاما) من مخيم شعفاط، الذي فقد عينه اليسرى جراء إصابته برصاصة "إسفنجية" سوداء في الحادي والثلاثين من شهر آذار الماضي بالقرب من المكان الذي أصيب فيه العامودي، وصالح محمود (12 عاما) من العيسوية الذي فقد عينه اليمنى، وتضررت عينه اليسرى بنسبة كبيرة، إثر إصابته برصاصة "إسفنجية" في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني عام 2014.

كما استشهد الطفل المقدسي محمد سنقرط (16 عاما) في السابع من أيلول عام 2014 متأثرا بجروحه التي أصيب بها في 31/8/2014، جراء إصابته برصاصة "إسفنجية" سوداء في الجهة اليمنى من رأسه، سببت له كسرا في الجمجمة ونزيفا دماغيا، حسب ما ذكرته تقارير إعلامية.

وتعتبر الرصاصة "الإسفنجية" السوداء، حسب تحقيق أجرته صحيفة "هآرتس" العبرية، أثقل وأخطر بالممقارنة مع الرصاصة الزرقاء التي كان يستخدمها الجيش الإسرائيلي في السابق.

وبيّن التحقيق أن شرطة الاحتلال في القدس بدأت في السنة الأخيرة باستخدام الرصاص "الإسفنجي" الأسود الذي يحمل الرقم "4557"، وأن إجراءات استخدام هذا النوع من الرصاص والتعليمات بشأن استخدامها، وضعها جيش الاحتلال بعد شهور من بدء استخدامها.

كما بينت نشرة أصدرتها جمعية "حقوق المواطن" بإسرائيل، حول هذا النوع من الرصاص، أن الإجراء المتعلق باستخدام الرصاص الإسفنجي الأسود (قواعد الاشتباك) سرى مفعوله لدى الشرطة الإسرائيلية منذ 1/1/2015، حيث لم يكن ساريا خلال الفترة الواقعة بين 7/2014 حتى 12/2014.

وأوضحت أن البعد الأدنى المتاح لاستخدام الرصاص الأزرق (من نوع 632) هو 5 أمتار، بينما البعد الأدنى لاستخدام الرصاص الأسود (من نوع 4557) هو 10 أمتار.

وأضافت النشرة أن هذا النوع من الرصاص يمنع استخدامه في حالات عديدة، منها: توجيهه صوب كبار السن، والأولاد، والنساء الحوامل، في حين يسمح استخدامه صوب متظاهر واحد فقط وبعد أن يتم التأكد من هويته بواسطة الشرطي حامل السلاح، ويجب توجيه السلاح نحو القسم الأسفل من الجسد وما إلى ذلك.

وأشارت جمعية "حقوق المواطن" إلى أن الإفادات التي جمعتها تؤكد، بالحد الأدنى، عدم اتباع "القوات الميدانية" لهذه التعليمات.

التعليقات