التاجر المقدسي بين سندان الاحتلال ومطرقة الأحداث

التاجر المقدسي ينتظر هذا الشهر الفضيل بفارغ الصبر، من أجل تعويض خسارته التجارية وكساد بضاعته طوال العام، وليكن متنفسا لسداد الضرائب الباهظة المختلفة للمؤسسات الإسرائيلية.

التاجر المقدسي بين سندان الاحتلال ومطرقة الأحداث

الاحتلال يحاول ضرب اقتصاد المدينة والتضييق على التجار

 يستقبل التاجر المقدسي في مدينة القدس وأسواق البلدة القديمة شهر رمضان الفضيل هذا العام بحذر وترقب وخوف، من كساد بضائعه وتلفها وخسارته الاقتصادية، جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في المدينة، وذلك بسبب الأحداث التي مرت بها مدينة القدس في شهر رمضان من العام الماضي، والتي تزامنت مع استشهاد الفتى المقدسي محمد أبو خضير.

فالتاجر المقدسي ينتظر هذا الشهر الفضيل بفارغ الصبر، من أجل تعويض خسارته التجارية وكساد بضاعته طوال العام، وليكن متنفسا لسداد الضرائب الباهظة المختلفة للمؤسسات الإسرائيلية.

 ولفت تجار من القدس إلى أن النشرات التي وزعتها شرطة وبلدية الاحتلال تحت ذريعة توفير راحة وسلامة وأمن الفلسطينيين في شهر رمضان في مدينة القدس، ما هي إلا وسيلة جديدة للمؤسستين من أجل الضغط على المقدسيين وتجار المدينة، ولا تخدم سوى سياستها وأمنها فقط، وتسعى من خلالها إلى تهويد المدينة وطمس معالمها الإسلامية والحضارية، ودفع المشترين للتسوق من الأسواق الإسرائيلية.

وفي ظل الأوضاع الاقتصادية التي يمر فيها تجار القدس يوضح الحاج مصطفى أبو زهرة -أحد كبار التجار في سوق المصرارة- أن الاحتلال يحاول ضرب اقتصاد المدينة والتضييق على التجار من خلال أساليب مختلفة، كانت آخرها المنشورات التي وزعتها بلدية وشرطة الاحتلال والتي تزعم فيها عن توفير تسهيلات للتجار المقدسيين خلال رمضان.

وأشار أبو زهرة إلى المعاناة التي يعيشها التجار في سوق المصرارة بسبب قلة الحركة الشرائية نتيجة المخالفات التي تحررها الشرطة والبلدية للمشترين، للحيلولة دون شرائهم من المحلات التجارية في السوق.

وقال في المقابل إن 'استعدادات التجار في المدينة على قدم وساق في شهر رمضان لاستقبال زوارها من جميع أنحاء فلسطين'، لافتا إلى أن الأسعار بالقدس معتدلة للغاية وتكاد تكون مثل الأسعار في الضفة الغربية، وهناك بعض السلع سعرها أقل بقليل وخاصة المواد الغذائية.

وتمنى أبو زهرة على التجار تخفيض اسعارها لتكون بمستوى الأسعار بالضفة وأقل، ليتحقق النشاط الاقتصادي بالمدينة، وفي نفس الوقت أبدى أبو زهرة خشيته من الأحداث التي قال إن 'الاحتلال يفتعلها في القدس لصرف الناس عنها وزيادة عزلتها الاقتصادية والاجتماعية'.

من جانبه، أوضح الحاج وديع الحلواني عضو لجنة تجار البلدة القديمة أن تحضيرات التجار لشهر رمضان في هذا العام تختلف عن الأعوام الماضية لعدة أسباب، منها الوضع الاقتصادي الذي تضرر العام الماضي وذلك بسبب الأحداث في قطاع غزة والقدس وخاصة في شعفاط واستشهاد الفتى محمد أبو خضير.

وقال الحلواني إن 'التاجر المقدسي في مدينة القدس ينتظر رمضان من عام لآخر لأنه يعينه على الأشهر القادمة في دفع الضرائب المختلفة للمؤسسات الإسرائيلية، وفي العام الماضي كان الوضع الاقتصادي سيء للغاية وأدى إلى كساد البضائع وإتلافها لدى عدد من التجار بسبب الأحداث التي شهدها القدس ومحيطها بعد العدوان الإسرائيلي على غزة واستشهاد الفتى محمد أبو خضير'.

ودعا أهل الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني إلى التوافد إلى أسواق البلدة القديمة في القدس، من أجل تعزيز الوجود التجاري الفلسطيني وإنعاش الوضع الاقتصادي فيها .

من جانبه رحب الشاب وائل نجيب من سكان البلدة القديمة بكل ضيوف القدس من الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني، لأنهم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني وهويته المقدسية، وبدورها قالت السيدة أم حمزة النتشة إن 'المؤمن يفرح دوما بحلول شهر رمضان رغم المآسي التي يمر فيها الشعب الفلسطيني، وعليه أن يبادر دوما لإعمار القدس وأسواقها ومسجدها الأقصى'.

التعليقات