الفلسطينيون يتوافدون للقدس برمضان رغم حواجز الاحتلال

يحمل الفلسطينيون القادمون من مدن وقرى الضفة الغربية الآلاف من قصص المعاناة لأجل الوصول إلى مدينة القدس والصلاة في المسجد الأقصى، قصصا يرسمها الاحتلال على الحواجز وفي مكاتب إصدار التصاريح.

الفلسطينيون يتوافدون للقدس برمضان رغم حواجز الاحتلال

يحمل الفلسطينيون القادمون من مدن وقرى الضفة الغربية الآلاف من قصص المعاناة لأجل الوصول إلى مدينة القدس والصلاة في المسجد الأقصى، قصصا يرسمها الاحتلال على الحواجز وفي مكاتب إصدار التصاريح.

ما أن تنتهي المرحلة الأولى من المعاناة، لتبدأ مرحلة جديدة من التواجد الشرطي المكثف في منطقة المسجد الأقصى، وبرغم الصعاب والمعاناة يأبى الفلسطيني إلا أن يصل إلى القدس، وممارسة حقه في وطنه وفي العبادة من خلال الصلاة في المسجد الأقصى، وخاصة خلال شهر رمضان.

 يجب توثيق انتهاك جيش الاحتلال لحقوق الفلسطينيين على الحواجز

في جولة ميدانية لـعـ48ـرب في باحات المسجد الأقصى التقينا بعدد من المصلين القادمين من مناطق الضفة الغربية، إذ أشارت الحاجة خولة أبو سلمان من قضاء الخليل إلى أنها ' تضطر للخروج بعد صلاة الفجر مباشرة باتجاه المعبر كي تتمكن من إجتيازه باكرا، إلا أنها تضطر للإنتظار ساعات طويلة على الحاجز في حر الشمس، وتحمل مماطلات جيش الإحتلال المتواجد على الحاجز'.

وأضافت:' نشهد العديد من الإعتداءات ضدنا على الحواجز، فكل يوم يرتقي شهيد، عدا عن الاعتقالات التي قد تطال العشرات من الفلسطنيين، ومع كل عبور هناك قصص كثيرة، ويجب توثيق هذه الإعتداءات وتقديم شكوى ضد هذه الممارسات، في صباح وصولنا للمعبر، تم الاعتداء على الفتيات في سن السابعة والثامنة عشر بالبندقية، ومنعهم من عبور الحاجز، كذلك يقوم جنود الاحتلال بدفعنا كثيرا حتى نسقط ارضا مرارا، لكننا شعب الجبارين لن نرضى بالتنازل عن حقنا في القدس والمسجد الأقصى، سنواصل التواصل مع المسجد الأقصى الذي يعود للأمتين العربية والإسلامية وليس فقط للفلسطينيين'.

عشرون حاجز حتى الوصول للقدس

يتردد الكثيرون الحديث عن معاناتهم تجنبا لأية مشاكل قد تتسبب بمنعهم من دخول القدس مرة أخرى، ويصف شفيق حسين من قضاء الخليل الحواجز العسكرية قائلا: 'يمر الفلسطينيون عبر المسالك فيما يجلس الجنود في غرف مكيفة محصنة، وتنتشر في أرجاء الموقع عشرات كاميرات التصوير، أما التصاريح  فتُمنح للفلسطينيين وفق شروط خاصة، وقد عبرت عشرين حاجزا حتى الوصول إلى القدس، وتعرضت لتفتيش جسدي في كل حاجز، وأحيانا يُطلب منا خلع ثيابنا'.

وتابع:' لقد طلبت من مجندة في جيش الاحتلال وضع إصبعي على جهاز التعرف على البصمات، لكني رفضت وأخبرتها بأنني في السبعين من عمري، ولكنني مرفوض أمنيا ولو وضعت إصبعي لمُنعت من الدخول، للأسف فإن من يوطن اليهود في إسرائيل هم الزعماء العرب الذين يرفضون التخلي عن الكرسي'.

مزاج الجنود يتحكم بحقوق الفلسطنيين على المعابر

من جانبها، قالت فاطمة علي من قضاء نابلس: 'نحن نمضي في الحواجز أوقاتا صعبة لكي نتخطي بضعة أمتار، للوصول إلى مدينة القدس المحتلة، ونخضع لمزاج الجنود الذين يستمتعون بمعاناتنا، وقد يُحتجز الفلسطيني لعدة ساعات على الحاجز'.

وأضافت: 'لقد سلبوا الوطن والآن يسلبون حقنا في العيش على أرض الوطن وأداء صلاتنا في مسجد الأقصى. نحن لن نتنازل عن القدس بالرغم من كبر سني لن نخضع لسياستهم، وسندخل الأقصى رغما عن رفضهم ومنعنا التصاريح'.

إضطرار البقاء في القدس تجنبا للمعاناة اليومية على الحواجز

بدأ الحاج عبد الحميد خير أبو سلمان بسرد معاناته بسبب سلب 12 دونما من أرضه لبناء الجدار، متسائلا هل سيتم إعادتها؟ وذكر: 'لقد عبرت قرابة الخمسة حواجز للوصول للمسجد الأقصى، لقد حرمني الاحتلال من الوصول للقدس طيلة عامين، وخلال شهر رمضان أرابط في المسجد الأقصى بسبب عدم التأكد من إمكانية الحصول على تصريح جديد، ذلك أن جيش الاحتلال يمنح التصاريح فقط كل 20 يوما'.

تعامل أكثر إجحافا مع عائلات الأسرى

ويعاني أفراد العائلات لذوي الأسرى كذلك عند عبورهم الحواجز، بحسب ما ذكرته سناء عبد العزيز والدة أسرى يقبعون في سجن نفحة، والتي أشارت إلى أنه تم اعتقالها أكثر من مرة على الحواجز، 'لكنهم لن يستطيعوا كسر إرادة الشعب الفلسطيني، فنحن صمدنا عشرات السنين وتحملنا مشقات النكبة والتهجير ونتحمل الآن الاحتلال، وتتساءل هل يعتقد الإسرائيلي أنه قادر على كسر إرادتنا بعد هذا التحمل؟'.

التعليقات