انتخابات بير زيت: انعكاس لتوجهات الرأي العام؟

المصري: نتائج انتخابات جامعة بيرزيت قد تكون مؤشرًا لتوجهات الرأي العام الفلسطيني، لكنه لا تعكس الواقع، بل قد تعكس رأي شريحة الطلاب الجامعيين فقط،

انتخابات بير زيت: انعكاس لتوجهات الرأي العام؟

فازت 'الكتلة الإسلامية'، الذراع الطلابية لحركة حماس في جامعة بيرزيت، بانتخابات مجلس الطلبة للعام الثاني على التوالي، بفارق أربعة مقاعد عن كتلة الشهيد ياسر عرفات، الذراع الطلابي لحركة فتح والشبيبة الفتحاوية، وهو ما اعتبره محللون على أنه انعكاس للرأي العام لدى شريحة الطلاب الجامعيين، ومؤشرًا قد يماثل الرأي العام الفلسطيني.

وتراجعت الكتلة الإسلامية مقعدًا واحدًا عن العام الماضي، إذ حصلت على 25 مقعدًا هذا العام، مقابل 21 مقعدًا لكتلة الشهيد ياسر عرفات، التي ارتفعت بواقع مقعدين عن العام الماضي، وحافظ القطب الطلابي التقدمي الديمقراطي، ذراع الجبهة الشعبية الطلابي، على قوته وحصل على خمسة مقاعد.

'الفوز نتاج عمل عام كامل وانحياز لخيار المقاومة'

ورغم التراجع الطفيف للكتلة الإسلامية، يرى منسق الكتلة في الجامعة، إبراهيم جاك، أن سبب الفوز بأكبر عدد من الأصوات مرة أخرى يعود إلى عمل المجلس والكتلة بين الطلاب طوال عام كامل، وانحيازالطلاب لخيار المقاومة، وقال لـ'عرب 48' إن 'مجلس الطلبة بقيادة الكتلة الإسلامية أعاد للطالب اعتباره وقدم له الكثير من الخدمات، وهذا ما يثبته الالتفاف الكبير حول الكتلة وفوزها بأكبر عدد من الأصوات، رغم اعتقال رئيس مجلس الطلبة ونحو 30 ناشطًا منها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ودعم السلطة والحكومة في رام الله الكامل لكتلة فتح، وهذا انحياز لخيار المقاومة الذي تتخذه الكتلة شعارًا'.

واعتبر جاك أن هناك عوامل أخرى أساسية ساهمت في فوز الكتلة الإسلامية بالانتخابات، منها ملاحقة الاحتلال والسلطة الفلسطينية لنشطاء في الكتلة ومحاولة التضييق عليهم، وتنفيذ التعهدات التي قدمتها الكتلة لجمهور الطلاب، بالإضافة إلى العديد من 'المشاريع والنشاطات النوعية التي لم يعهدها الطلاب سابقًا، إذ اعتادوا على الشعارات الانتخابية دون العمل والتنفيذ، لكن الكتلة قدمت لهم نموذجَا آخر خلال العام الماضي'.

(تجمع انتخابي للكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت)

ويعزو جاك التراجع الطفيف لكتلته وتقدم الشبيبة الفتحاوية بمقعدين عن العام الماضي إلى استنفار الشبيبة وحركة فتح قطريًا ومؤسسات الرئاسة والسلطة الفلسطينية لزيادة نسبة التصويت، وقال إن 'حركة الشبيبة استخدمت التهويل والتخويف والمفرقعات الإعلامية أمام الطلاب من أجل رفع نسبة التصويت، وهناك وزارات منحت الشبيبة تسهيلات وكتب ومواد من أجل استغلالها لكسب الأصوات في الجامعة'.

توقعات أكبر ونجاح محدود

وقال منسق كتلة الشهيد ياسر عرفات في جامعة بيرزيت، عبد السلام هنية، لـ'عرب 48'، إن الكتلة تعتبر النتائج نجاحًا للكتلة وعملها النقابي خلال عام كامل، وأن 'زيادة مقعدين يعني زيادة أكثر من 500 صوت، أي أن أكثر من 500 طالب منحونا ثقتهم، وهذا ليس بسيطًا، وترجم ذلك بتقدم الشبيبة وتراجع الكتلة الإسلامية'.

واعتبر هنية أن تراجع عدد مقاعد الكتلة الإسلامية 'رغم صرفهم أموالًا طائلة خلال العام يثبت أن الطلاب منحوا ثقتهم لمن عمل عملًا نقابيًا، ونحن لا ننظر إلى النجاح من هذا المنطلق، نحن الشبيبة الطلابية، نحن حركة عملاقة، ولا يقنعنا هذا النجاح، بل نصبو إلى استعادة رئاسة المجلس'.

'مؤشر للرأي العام الفلسطيني'

وعن أبعاد نتائج انتخابات جامعة بيرزيت، يرى المحلل السياسي ومدير مركز 'مسارات' للأبحاث، هاني المصري، أن نتائج انتخابات جامعة بيرزيت قد تكون مؤشرًا لتوجهات الرأي العام الفلسطيني، لكنه لا تعكس الواقع، بل قد تعكس رأي شريحة الطلاب الجامعيين فقط، وهي شريحة واحدة من شرائح متعددة في المجتمع الفلسطيني.

وقال المصري لـ'عرب 48' إنه لا يجب المبالغة بقياس نتائج مجلس الطلبة في بير زيت على الرأي العام، لأن هناك جامعات أخرى مهمة، رغم خصوصية بيرزيت بسبب تركيبتها الطلابية وقربها من مؤسسات الرئاسة جغرافيًا وسياسيًا واستثمارها الكبير فيها.

وأشار المصري إلى أن 'الكتلة الإسلامية لم تترشح في جامعات كالبولوتيكنيك وغيرها بسبب انعدام فرصها بالفوز هناك، فيما لم تجرى انتخابات في جامعات أخرى مثل النجاح في نابلس والخليل بسبب خوف الشبيبة الفتحاوية من الخسارة'، وهذا ما يجعلنا نتناول نتائج الانتخابات كمؤشر فقط، لأن 'شريحة الطلاب ليست الشريحة الأكبر في المجتمع الفلسطيني'.

أسباب فوز الكتلة الإسلامية

ويعتقد المصري أن السبب الرئيسي لفوز الكتلة الإسلامية هو سياسات الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ومقابلاته الأخيرة التي أثرت سلبًا على حركة فتح وشبيبتها وذراعها الطلابي، بالإضافة إلى عوامل أخرى مهمة.

والعامل الثاني هو 'نوعية عناصر الكتلة ونشطائها، التي أبدت انفتاحًا غير معهود لدى حماس، وتأكيدًا على ذلك، إحدى قيادات الكتلة صبية غير محجبة، وهذا أمر غير معهود'، وقال المصري إن 'الكتلة تملك مبنى تنظيميًا متينًا، فرغم اعتقالات قيادة الصف الأول من النشطاء، ومنهم رئيس مجلس الطلبة، سيف الإسلام دغلس، أثبتت الكتلة أن الصف الثاني والثالث لا يقل أهمية، وبإمكانه قيادة معركة شديدة الضراوة والفوز فيها، وهذا عامل مهم أيضًا'.  

اقرأ/ي أيضًا | حماس تفوز بانتخابات مجلس طلبة جامعة بير زيت

 

التعليقات