والدة الشهيد شرف لـ"عرب48": كان ينتظر اليوم الذي ينتقل فيه إلى الجامعة!

صدمة كبيرة تعيشها عائلة الشهيد محمد محمود شرف، من بلدة سلوان شرقي القدس، فقبل أسبوع مضى، احتفلت العائلة ونصبت خيمة قرب البيت، إكرامًا وتقديرًا لنجاح الشاب محمد (17 عامًا) بالحصول على شهادة الثانوية العامة، بتفوق، إلا أنّه ما لبث

والدة الشهيد شرف لـ

صدمة كبيرة تعيشها عائلة الشهيد محمد محمود شرف، من بلدة سلوان شرقي القدس، فقبل أسبوع مضى، احتفلت العائلة ونصبت خيمة قرب البيت، إكرامًا وتقديرًا لنجاح الشاب محمد (17 عامًا) بالحصول على شهادة الثانوية العامة، بتفوق، إلا أنّه ما لبث حتّى استشهد، بعد أيام، برصاص مستوطن، في باب العامود بالقدس المحتلة.

وقالت أم شرف لموقع "عرب48"، "لا أعرف هل أبكي أم أفرح، صحيح أنّ ابني شهيد، رفع رأس والديه وأشقائه وعمته، لكنّني كنتُ أود أن أشبع منه، 17 عامًا لم تكن كافية، كي نفرح سوية، بتخرجه وبتعليمه، الذي كان ينتظره، فور انتهاء العطلة، كان محمد يخطط ويحضِر للمرحلة القادمة، ويأمل أن يقترب اليوم الذي ينتقل فيه إلى الجامعة، إذ ترك أحلامه خلفه ورحل.

وتابعت أم شرف، "طلب مني محمد أن أرتِّب غرفته، وغمزني وابتسم، وقال: "إنّها المرّة الأخيرة التي أطلُب منكِ يا أمي أن ترتبي غرفتي، ففي المرات القادمة، سأكون في الجامعة، وسأرتب غرفتي وحاجياتي كسائر الطلبة.

وخاطب الشهيد والدته ممازحا: "رتبيها هذه المرّة، وفي المرات القادمة لن تري الملابس مبعثرة، رتبيها اليوم فقط يا أمي".

وأضافت أم شرف، "الحمد لله، الذي أكرمني، إذ ودعتُ محمد، رأيته، قبلته، شممتُ عطره، احتضنه وهو في عالمٍ آخر، إنّ الله وفقني برؤية ابني أثناء وداعه، وكانت هذه النظرة الأخيرة، وبعدها عدتُ إلى البيت وحدي، لم يُرافقني شرف كما اعتاد أن يُرافقني إلى الصلاة في المسجد الأقصى، أو عند البوابات. يا ويلتي عليها أم الشهيد محمد أبو غنام، التي دُفن ابنها شهيدًا ولم تودعه، فليصبرها الله، الذي أكرمنا نحنُ أمهات الشهداء، بالصبر، والحمد لله.

وتابعت أم شرف، الحمد لله أنّ محمد شرفنا وشهادة استشهاده، وهو الذي كان ينتظر لحظة انتقاله إلى الجامعة، ليتابع دراسته ويُشرِف العائلة، بتحقيق حلمها، الذي سهرت عائلته على هذا الأمل. وفي اليوم التالي نال محمد شهادة تُشرفه، ولا تُقدر بثمن" كما قالت الأم"، فقد نال شهادة الانتصار، في جمعة الغضب، لإسناد المرابطين، ونصرةً للمسجد الأقصى المبارك".

وأضافت، "ها نحنُ نجلس اليوم وكل يوم في ظل الخيمة ذاتها، التي استقبل ابني الشهيد محمد، أصدقاؤه، الذين جاؤوا مهنئين، واليوم يأتون معزين، فكم هي الحياةُ ظالمة، أخذت أبنائنا وتركتنا نبكي حُرقة الألم".

محمد كان يتخبط، أي موضوعٍ دراسي سيختار، وأيُ شهادة جامعية سيختارها، لكنّ الله اختار له شهادة طلبها وتمناها، وتحققت بإذن الله تعالى.

وتابعت أم شرف، "إنّ هذه الخيمة التي تعج بالمعزين من النساء، استقبلت الأسبوع الماضي رفاق ابني شرف، الذي أحبهم وأحبوه، وتمنوا لو يبقى بينهم، لكنّ الله اختاره، ولله ما اختاره لابني، وتقول إن هذه الخيمة التي استقبلت بها الاسبوع الماضي المهنئين تستقبل فيها المعزين والمهنئين باستشهاده".

رصاصة الغدر!

عن جريمة إطلاق النار على الشهيد محمد شرف قالت الأم: "أصيب ابني محمد برصاص مستوطن أطلق عليه النار في منطقة راس العمود بعد أن صلّى الجمعة.

وتابعت، "كان محمد عائدًا بطريقه الى منزله، فكل جمعة ٍ يصلي في الاقصى، وكأي مسلمٍ ذهب يصلي الى بيت الله الحرام، فوجد قيودًا من الجنود، إضافة إلى الأبواب الالكترونية، التي حالت دون وصوله إلى الأقصى، فصلّى في الشارع، وهو في طريقه لبيته استُهدِف هو ومجموعة من الشبان برصاص مستوطِن، واستقرت في رقبته.

وفي سؤالها، عن كيفية تلقيهم هذا النبأ الجلل، قالت أم شرف، "وصلنا إلى البيت بعد أداء الصلاة، وبعدها تلقى زوجي أبو شرف اتصالاً هاتفيًا مفاده أنّ محمد أصيب، فشعرتُ من خلال حديثهم أنّ المقصود هو محمد، وقال لي والده: لا تخافي. وبعدها ذهب ليتأكد من حقيقة إصابته، وبعد دقائق تم إبلاغي بخبر الاستشهاد، وعلى الفور نُقل الجثمان الى المقبرة".

وتابعت أم شرف، بخصوص الهجمة المستعرة التي يشنها الاحتلال على مدينة القدس، والأقصى بالذات، "إن الاوضاع الحالية التي تشهدها مدينة القدس هي ضريبة ندفعها نحنُ الفلسطينيون وهي ضريبة الصمود والرباط في المسجد الأقصى، وأنا في الحقيقة استهجن الصمت والتخاذل العربي، تجاه ما يجري في القدس، كيف لشعوبٍ لا تُحصى وتُعد أن تترك المصلين يقاومون المحتل لوحدهم، إنها جريمة لن يغفرها التاريخ، ولن يسامحهم الله على ما ارتكبت أيدي المجرمين والمتخاذلين".

وكان محمد شرف قد صلّى مع الآلاف عند أقرب حاجز، تمكنوا من الوصول إليه في رأس العامود، وخلال أدائهم صلاة السُنة، تمّ استعمال القنابل والمطاط، رحل وهو يحلُم بتحقيق حلمه بالنجاح وتحقيق المستقبل، وإذ بالحلم ينهار أمام أعين الوالد والأم، ثم يأتي مُستوطِن مجرم يصوب فوهة البندقية، ليرحل إلى الأبد".

التعليقات