حاج يحيى لـ"عرب 48": الحصار يضيّق الخناق على غزة

قال د. رائد حاج يحيى من جمعية أطباء لحقوق الإنسان لـ"عرب 48" إن "غزة تشهد انهيارا لم يسبق له مثيل في أي بلد مقارنة مع الدول الأكثر فقرا في العالم".

حاج يحيى لـ

غزة 2018... الأزمة تتفاقم بسبب الحصار (عرب 48)

قال د. رائد حاج يحيى من جمعية أطباء لحقوق الإنسان لـ"عرب 48" إن "غزة تشهد انهيارا لم يسبق له مثيل في أي بلد مقارنة مع الدول الأكثر فقرا في العالم".

وتتفاقم أزمة غزة، في الأيام الأخيرة، بعد نفاد الوقود وتعطل 16 مستشفى ومركزا صحيا عن العمل، إضافة إلى نقص حاد في المستلزمات الحياتية الأساسية كالغذاء والدواء.

وفي خضم هذه المعاناة التي يعيشها أكثر من مليوني إنسان، يضرب الفقر المدقع أكثر من 60% من مواطني قطاع غزة.

وأكد د. حاج يحيى من "أطباء لحقوق الإنسان" الناشطة في قطاع غزة، أنه، "قبل أسبوعين عدنا من قطاع غزة، كنا في زيارة عمل تطوعي لتفقد المنشآت الصحية والمستشفيات ومخازن الأدوية. الوضع سيء للغاية في كافة نواحي الحياة. اليوم في قطاع غزة لا توجد أي مقومات لحياة إنسانية، 90% من المياه غير صالحة للشرب، تزويد كهرباء من أربع ساعات حتى خمس ساعات يوما، نقص حاد في الأدوية وأكثر من 270 صنفا من الأدوية غير متوفرة في المستشفيات والمخازن الطبية.

*كيف يعيش سكان غزة ومما يعتاشون في ظل الحصار المفروض عليهم؟

د. حاج يحيى: 60% من السكان لا يعملون، لا يوجد أي قوة شرائية ولا يتوفر مال لكي يتمكنوا من شراء احتياجاتهم اليومية من غذاء وماء، أضف إلى ذلك أن 90% من المياه غير صالحة للشرب. الأمراض متفشية بين الناس وهم لا يمتلكون المال لشراء الأدوية حتى لو توفرت.

*ماذا عن الموظفين؟

د. حاج يحيى: المعاشات للموظفين الذين يشتغلون في قطاع غزة تتراوح بين ألف شيقل وألفين و500 شيقل. الطبيب المختص يتقاضى شهريا ألفين و500 شيقل إلى ألفين و800 شيقل فقط. السلطة الفلسطينية قلصت هذه المعاشات التي تدفعها للموظفين، أيضا الحكومة في قطاع غزه قلصت المعاشات لأنه لا يوجد مدخولات لقطاع غزة.

*لا شك أنك شهدت العديد من الحالات المأساوية في غزة؟

د. حاج يحيى: بالطبع، أشهد دائما حالات إنسانية. يكفي التجول في غزة لترى قصصا لا نهاية لها. وصل الأمر بأبٍ ليس لديه 120 شيقلا لشراء نظارة لابنته المريضة، الوضع سيء جدا إلى أبعد الحدود.

*حذرتم في السابق من تفاقم هذه الأزمة، هل لمستم تجاوبا من أحد؟

د. حاج يحيى: لغاية الآن لا، لم نرَ أي تجاوب، لكن في الأيام الأخيرة نسمع أنه حتى القوى الأمنية الإسرائيلية ووزارة الأمن الإسرائيلية يحذرون من الوضع المأساوي والانهيار الاقتصادي الكامل في قطاع غزة.

نحن نحذر منذ فترة طويلة، منذ أعوام ومنذ بدء الحصار من الوضع السيء. هناك تقرير من الأمم المتحدة يقول إنه في قطاع غزة لا يمكن أن تتوفر مقومات حياة إنسانية في سنة 2020.

*كيف تدهورت الأوضاع، حسب رأيك؟

د. حاج يحيى: تدهور العامل الاقتصادي في قطاع غزة يترتب عليه انهيار كافة المرافق. في السابق ومع بدء الحصار الذي فرض على غزة كانت تدخل ألف شاحنة من مواد غذائية ومستلزمات بناء وتجارة وغيرها، واليوم تدخل قطاع غزة مئة شاحنة فقط بسبب إغلاق معبر رفح وتقليص المساعدات من السلطة الفلسطينية.

*ما هي أكثر الأمور التي يعاني أهل غزة من عدم توفرها؟

د. حاج يحيى: يعاني أهالي غزة من نقص حاد في كل مستلزمات الحياة، من أدوية وأجهزه صحية وأغذية ومياه صالحة للشرب وكهرباء. للأسف لا يتوفر أي شيء بشكل سليم في قطاع غزة.

*ما هو الحل برأيك؟

د. حاج يحيى: يصعُب عليّ كطبيب أن أقول لك ما هو الحل. ليس لدي أي حلول أعطيها مباشرة، ولكن الحلول الأساسية هي رفع الحصار عن قطاع غزة أولا وتقديم خطة إعمار وإشفاء للقطاع.

غزة عانت من العدوان، وهذا أثّر جدا على أهلها. يجب رفع الحصار فورا بعد أن امتد 10 سنوات.

قطاع غزة أشبه بسجن كبير، يجب رفع الحصار، الآن وفورا، ليس فقط من قبل الإسرائيليين إنما من قبل المصريين أيضا وفتح معبر رفح.

التعليقات