ترقب في الخان الأحمر: الأهالي يرفضون التفاوض مع الاحتلال

بينما توقع أهالي التجمع البدوي "الخان الأحمر" المهددة بالاقتلاع والتهجير، أن يدخلوا في مفاوضات مع سلطات الاحتلال لحل الإشكال التخطيطي لمنازل القرية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى كسب الوقت لانتزاع موافقة الأهالي على الهدم، في محاولة إبرام اتفاقية إخلاء طوعي

ترقب في الخان الأحمر: الأهالي يرفضون التفاوض مع الاحتلال

(أ ب أ)

بينما توقع أهالي التجمع البدوي "الخان الأحمر" المهددة بالاقتلاع والتهجير، أن يدخلوا في مفاوضات مع سلطات الاحتلال لحل الإشكال التخطيطي لمنازل القرية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى كسب الوقت لانتزاع موافقة الأهالي على الهدم، في محاولة إبرام اتفاقية إخلاء طوعي، يشرعن من خلالها عملية التطهير العرقي بحق أهالي الخان.

ورغم إعلان الحكومة الإسرائيلية يوم السبت 21 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي عن قرار تأجيل هدم القرية الفلسطينية التي تقع شرقي القدس، "لفحص بدائل أخرى"، يواصل الفلسطينيون الاعتصام المفتوح في الخان الأحمر، في ظل غياب مطلق للثقة في الاحتلال وممثليه، مؤكدين أنهم متيقظون وسيواصلون الاعتصام في الخان الأحمر حتى تأكيد خبر تجميد الهدم.

وبعد أن تبيّن أن المفاوضات التي يتحدث عنها الاحتلال الإسرائيلي ويسعى إلى إدارتها مع أهالي الخان، تهدف إلى التوصل لاتفاق إخلاء طوعي، رفض أهالي الخان الاستجابة إلى كافة الاتصالات الإسرائيلية لـ"الحوار"، وسط تهديدات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بأنه سيتم هدم التجمع و"سيتم إخلائه بموافقة السكان أو من دونها".

وتشير التقديرات إلى أن قرار تجميد الهدم، الصادر عن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، باقتراح من نتنياهو نفسه، رغم معارضة وزير أمنه، أفيغدور ليبرمان، ووزيرة القضاء، أيليت شاكيد، ووزير التعليم، نفتالي بينيت، جاءت شكلية مؤقتة، لكسب الوقت، في أعقاب الضغوطات الدولية التي مارسها الاتحاد الأوروبي، والمدعي العام في المحكمة الدولية في لاهاي، بالإضافة إلى الأمم المتحدة على إسرائيل، وبذلك قدرت السلطات الإسرائيلية أنه سيتم تأخير موعد هدم القرية.

وفي هذا السياق، أكد المحامي توفيق جبارين، أنه اعتذر عن تمثيل أهالي القرية، بعج التصريحات التي أدلى بها ليبرمان على إذاعة الجيش الإسرائيلي، مدعيًا أن جبارين يمثل السلطة الفلسطينية في رام الله، رغم التوكيلات التي أصدرها له أهالي الخان.

وأوضح جبارين في حديث لـ"عرب 48" أنه "مثّل أهالي الخان في المحكمة، هم من وكلني، تصريحات ليبرمان صبيانية ومرفوضة، أنا كذلك أرفض التفاوض معه ومع ممثليه". وتابع أن ليبرمان تراجع عن تصريحاته وحاول ممثلو وزارة أمن الاحتلال الاتصال به مجددا للتفاوض حول إخلاء الأهالي من القرية، ما رفضه.

وحول رغبة الأهالي في التفاوض، قال جبارين إن أجهزة الاحتلال الأمنية لا تزال تحاول الاتصال بأهالي القرية، ومن ضمنهم المتحدث بلسان تجمع سكان الخان الأحمر، عيد أبو خميس، الذين، بدورهم، يرفضون رفضًا قاطعًا الإخلاء الطوعي للخان مؤكدين على أنه "سنواصل الدفاع عن بادية القدس وعن كل التجمعات البدوية من معاول الهدم الإسرائيلية".

وعن توقعاته بشأن موعد هدم وتهجير الخان الأحمر قد يكون ضمره الاحتلال، قال جبارين إنه لا يمكن توقع خطوات السلطات الإسرائيلية.

وكان جبارين قدم مقترحا بموجبه يتم تحضير خارطة هيكلية للتجمع السكني وترخيص منازله وجميع المنشآت، على أن يتم إزاحة التجمع السكني مئات الأمتار عن موقعه الحالي بمحاذاة شارع 1 في القدس المحتلة.

بحسب المقترح فإنه سيتم تحضير مخطط تفصيلي وخارطة هيكلية للخان الأحمر بموجب قانون التخطيط والبناء الأردني المعمول به في الأراضي الفلسطينية، وكذلك الاعتراف الرسمي من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالتجمع السكني الذي سيتم إزاحته مئات الأمتار عن موقعه الحالي، على أن يقام التجمع السكني من جديد مع كافة المنازل والمنشآت في ذات المنطقة.

ويقع تجمع الخان الأحمر على الطريق الواصل بين القدس والبحر الميت، ويخضع للسيطرة الإسرائيلية بحسب اتفاق "أوسلو" الموقع بالعاصمة النرويجية بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993.

وفي 5 أيلول/ سبتمبر الماضي، قررت المحكمة العليا الإسرائيلية هدم وإخلاء الخان الأحمر، وكانت قوات الأمن الإسرائيلية قالت في الأيام الأخيرة إنها مستعدة لإخلاء التجمع البدوي، وتنتظر التعليمات للقيام بذلك.

وتواصل السلطات الإسرائيلية منذ فترة التجهيز لعملية هدم التجمع السكاني من خلال إعداد شوارع وساحات واسعة لتجمع آلياتها، فيما يواصل مئات المتضامنين والنشطاء الرباط في الخان الأحمر، لمواجهة هدم إسرائيلي متوقع للتجمع.

وفي ظل التقارير الصحافية الإسرائيلية التي تتحدث منذ الأمس عما وصفقته بـ"استنفاذ جميع محاولات الحوار" للتوصل إلى اتفاق إخلاء طوعي عبر التفاوض مع الأهالي، يتخوف سكان القرية الفلسطينية من محاولة هدم وشيكة.

وينحدر سكان التجمع من صحراء النقب، وسكنوا بادية القدس عام 1953 إثر تهجيرهم القسري من قبل السلطات الإسرائيلية.

ويحيط بالتجمع عدد من المستوطنات، حيث يقع ضمن الأراضي التي تستهدفها السلطات الإسرائيلية لتنفيذ مشروعها الاستيطاني المسمى "E1".

 

التعليقات