غزة.. وجولة أخرى من التصعيد

رياحٌ حملت معها غارة صهيونية باغتت القائد العسكري في "سرايا القدس"، بهاء أبو عطا وعائلته في حي الشجاعية ليستشهد وزوجته أسماء، فجر الثلاثاء. 

غزة.. وجولة أخرى من التصعيد

غزة - الليلة (أ ب)

رياحٌ حملت معها غارة صهيونية باغتت القائد العسكري في "سرايا القدس"، بهاء أبو عطا وعائلته في حي الشجاعية ليستشهد وزوجته أسماء، فجر الثلاثاء. 

هكذا استيقظت غزّة من نومها على أصوات الانفجارات المتفرقة وعلى خبر اغتيال قائد الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، لتبدأ جولة جديدة من التصعيد الذي لا ينتهي.

ومن هنا، عادت غزة وأهلها للشبح الدائم الذي لا يتمنوه، عدوان أو جولة تصعيدية قد تستمر لأيام، لا تفصلها عن آخر تصعيد سوى أشهر معدودة.

وفيما يتربص الموت بالغزيين، لم تنتظر المقاومة دفن قائدها، وبدأت بإطلاق زخات من الغضب (رشقات صاروخية مكثفة) على المدن الإسرائيلية. كانت ليلة يوم الاغتيال الأطول على أهل القطاع لما صاحبها من خوف وقلق وانتظار لما هو آت.

لم يكن صباح اليوم الثاني أكثر طمأنينة عن ذلك الذي سبقه، بل شهد صباح غزة مجزرة متفرقة، حيث استهدف الاحتلال الإسرائيلي مجموعات من شبان "الجهاد الإسلامي"، وشبانًا مدنيين على درجات نارية، بزعم محاولتهم إطلاق قذائف باتجاه أراضي الـ48، ومن بينهم أب وأبنائه بالقرب من منزلهم، وهم رأفت عيّاد، وولديه إسلام وأمير.

تقول زوجة الشهيد عيّاد في مقابلة مع إحدى المحطات الإذاعية المحلية، إن زوجها الخمسيني، كان يقود دراجته النارية هو وطفلهما الذي لم يتم عامه الثامن بعد، حين كان عائدًا من مزرعته الخاصة، وقبيل الاستهداف بلحظات التقى الأب بنجله إسلام (25 عامًا) أمام منزلهم في حي التفاح شرقي مدينة غزة. كان هذا اللقاء الأخير، حيث قامت طائرات الاستطلاع باستهدافهم. نقلوا لمجمع الشفاء الطبي ليتم الإعلان عن استشهادهم.

رأفت عيّاد، وولديه إسلام وأمير

"الفصائل لا تسعى للصعيد"

وفي حديث لـ"عرب 48"، قال الناطق الإعلامي باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حازم قاسم، "موقف حماس واضح منذ الإعلان عن استشهاد القائد بهاء أبو العطا واستهداف القائد الفلسطيني أكرم العجوري في دمشق"، وشدد على أن "هذه جريمة صهيونية نكراء، وهي واحد من حلقة في سلسلة جرائم متواصلة، وأن هذه الجريمة تستحق ردًا قويًا على الاحتلال يحقق فيه الردع ويمنع من تغير قواعد الاشتباك، ويمنع من تكرار ارتكاب هذه الجرائم، والمقاومة من حقها أن تتحرك بالطريقة وبالآلية التي تراها مناسبة".

وأوضح قاسم أن "الأطراف التي تسعى للهدوء يجب أن تعمل على لجم العدوان على غزة، لأن الاحتلال هو من فجر هذه الموجة من التصعيد، وبالتالي الضغط على الاحتلال هو أكبر ضمان للهدوء، وهناك جهود تبذل دولية وإقليمية من أجل الوصول إلى هدوء يضمن لجم الاحتلال بعد أن تقوم المقاومة بتنفيذ ردها على هذه الجريمة".

الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال (أ ب أ)

وأكد أن "الفصائل لا تسعى للصعيد، وأنها تقوم بواجبها بالرد على الاحتلال وواجبها بحماية شعبها، أما هي لا تسعى للتصعيد، لكن من بدأ بالتصعيد هو الاحتلال وعليه أن يتحمل كامل المسؤولية".

وعن مشاركة حركة حماس ، قال قاسم "صدرت بيانات متتالية من غرفة العمليات المشتركة وبشكل واضح وحاسم تحدثت عن أداء موحد ومنسق للمقاومة في مواجهة هذا العدوان، المعركة ليست لها علاقة بفصيل معين هي مع كل المقاومة الفلسطينية، الجميع منخرط في صد هذا التصعيد والعدوان".

وفيما انتظر الغزيون رد من المقاومة على الجريمة الإسرائيلية، وعلى الرغم من حالهم السيئ وتجاربهم السابقة مع الحروب التي شنت على القطاع وحجم الجرائم التي ارتكبها ولا يزال يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنهم يأملون أن ينتهي العدوان فورا.

وارتفع عدد الشهداء منذ فجر الثلاثاء في قطاع غزة إلى 32 شهيدًا، بعد استشهاد أربعة أشخاص بينهم امرأة فجر الخميس، في استهداف الاحتلال لمنزل في منطقة البركة في دير البلح، وسط القطاع، فيما واصلت فصائل المقاومة إطلاق القذائف وزادت مداها لتصل إلى مدينة أسدود في ظل غارات متجددة يشنها جيش الاحتلال.

شروط المقاومة لوقف إطلاق النار

وظهر الأمين العام "الجهاد الإسلامي"، زياد النخالة، مساء الأربعاء، في لقاء تلفزيوني على قناة "الميادين"، ليوضح أن الفصائل وضعت شروطا محددة لتقبل بوقف إطلاق النار مع إسرائيل.

وقال النخالة إن "شروطنا للتهدئة هي وقف الاغتيالات في غزة والضفة، ووقف استهداف مسيرات العودة الأسبوعية شرقي قطاع غزة، والتزام إسرائيل بتفاهمات كسر الحصار عن غزة (جرت نهاية عام 2018 بوساطة أممية وقطرية ومصرية)".

وأوضح "نحن بانتظار رد القاهرة على شروطنا، وإن لم تقبل إسرائيل هذه الشروط سنستمر في القتال، وإذا اتفقنا يمكن أن نلتزم بوقف النار فورا".

جنازة بهاء أبو عطا

وذكر النخالة أن الدور المصري "إيجابي، وهم يبذلون جهودا لوقف العدوان الإسرائيلي ونحن نتجاوب معهم". وأكد أن "أي بند في اتفاق وقف إطلاق النار لن تلتزم به إسرائيل فلن نلتزم بالمقابل وسنرد على كل استهداف، وكان لزاما علينا أن نرد على الخروقات الصهيونية وسنفعل ذلك مستقبلا".

وزاد "الحرب مفتوحة على كل الاحتمالات ممكن أن تكون موسعة وطويلة الأمد لكن هذا مرتبط بالعدو وليس بنا".

 

التعليقات