قطاع غزة المحاصر يتجهّز لفيروس كورونا

أثار اكتشاف إصابات بفيروس "كورونا"، في المناطق المحيطة والقريبة من قطاع غزة المُحاصَر، كالضفة الغربية المحتلة، ومصر؛ مخاوف السكان، من إمكانية وصول الفيروس إليهم، خاصة مع وجود "معابر برية" تربطه بتلك المناطق، ما يُثير تخوّف الغزيين من عدم إمكانية السيطرة

قطاع غزة المحاصر يتجهّز  لفيروس كورونا

تعقيم احترازي خوفا من الفيروس بغزة (أ ب أ)

أثار اكتشاف إصابات بفيروس "كورونا"، في المناطق المحيطة والقريبة من قطاع غزة المُحاصَر، كالضفة الغربية المحتلة، ومصر؛ مخاوف السكان، من إمكانية وصول الفيروس إليهم، خاصة مع وجود "معابر برية" تربطه بتلك المناطق، ما يُثير تخوّف الغزيين من عدم إمكانية السيطرة على انتشار الفيروس، في حال ظهرت إصابات به في القطاع.

وتنبع تلك المخاوف من ضعف إمكانيات القطاع الصحي، والاكتظاظ السكاني في غزة، حيث يزيد عدد سكان القطاع عن 2 مليون نسمة، كما يعاني القطاع المحاصر، للعام الـ13 على التوالي، من ضعف عام في مجال تقديم الخدمات الصحية ونقص في الأدوية والمستهلكات الطبية، بنسبة عجز تقدّرها وزارة الصحة بغزة، بنحو 45%، بحسب ما أوردت وكالة "الأناضول" للأنباء.

وبدأ السكان باتخاذ العديد من الإجراءات الاحترازية للوقاية من الإصابة بكورونا.

كما نشرت وزارة الصحة بغزة، خطوات للوقاية من الإصابة بالفيروس، أو الحد من انتشاره حال وصوله للقطاع، إلى جانب اتخاذها عدد من الخطوات والإجراءات الوقائية لمنع دخول الفيروس إلى غزة.

وبحسب الوزارة، فإن قطاع غزة يخلو من إصابات كورونا، في حين أن الضفة الغربية وتحديدا مدينتي بيت لحم وطولكرم، سجلتا 26 إصابة.

ومنذ السبت الماضي، تم تعليق الدراسة في المدارس، ورياض الأطفال، والجامعات، في غزة، استجابة لقرار أصدره الرئيس، محمود عباس.

تعقيم احترازي خوفا من الفيروس بغزة (أ ب أ)

إجراءات وقائية فردية

أعربت السيدة ريم سالم (26 عاما)، وهي أم لطفلين، لوكالة "الأناضول" عن مخاوفها من وصول الفيروس إلى قطاع غزة.

وأوضحت أنها بدأت باتباع عدد من الإجراءات الوقائية لحماية عائلتها من هذا الفيروس.

وقلّصت سالم إلى حدّ كبير، اختلاط أطفالها بالآخرين وألغت فكرة المشاركة في الأماكن المغلقة التي فيها ازدحام سكاني، كحفلات الزفاف مثلا.

كما بدأت بتعقيم منزلها على فترات متباعدة، لافتة إلى أنها ولأسباب طارئة، قد اشترت كمية من الكمّامات الطبية التي قد تلزم عائلتها في حال وصول الفيروس للقطاع.

وطالبت وزارة التربية والتعليم بتمديد إجازة المدارس، لفترة جديدة، كخطوة وقائية من الإصابة بكورونا.

بدوره، اتبع الحلاق الفلسطيني ناصر القدوة، صاحب صالون "أزاد" للرجال، في حيّ الرمال، بمدينة غزة، إجراءات للوقاية من الفيروس.

ويرتدي الحلاق القفازات والطبيّة والكمامات، خلال تصفيفه لشعر الزبائن، في إطار الإجراءات الاحترازية من الفيروس.

موظفون غزيون يحمون أنفسهم من الفيروس (أ ب أ)

محال تجارية

واتبع عدد من المحال التجارية في غزة إجراءات لضمان سلامة ووقاية زبائنها من الإصابة بالفيروس، إذ بدأت تلك المحال بتنظيف رفوفها وأبوابها باستخدام المعقّمات الطبية.

وعلى باب إحدى المولات التجارية في غزة، يقف عامل يهتم بتعقيم أيدي الزبائن الوافدين إلى المكان، كما يعمل على تعقيم عربات التسوق التي يستخدمونها.

وقال الإداري في متجر "كيرفور"، غربي غزة، أحمد مرتجى، لـ"الأناضول": "هذه المبادرة تأتي في إطار لإجراءات الوقاية من كورونا".

وأضاف: "هذه المبادرة ينفّذها إدارة وموظفي المول، حيث يتم تعقيم عربات التسوق، والسلال البلاستيكية، وأيادي الزبائن".

كما يعمل الطاقم على تنظيف طاولات المحاسبة كل فترة زمنية قصيرة، باستخدام المواد المعقّمة.

ويرتدي العاملون في هذا المول القفازات والكمّامات الطبية، كإجراء احترازي.

وعن إقبال الزبائن على شراء المعقّمات ومستلزمات الوقاية الطبية كالكمامات، قال مرتجى إن "الأيام الأربعة الأخيرة، شهدت إقبالا كبيرا على شراء تلك الأصناف من البضائع".

واستكمل قائلا: "الإقبال الكبير يأتي خشية من انتشار كورونا، وهو من باب الاحتياط الصحي".

وفي ذات السياق، اتخذ العديد من المخابز، عددا من إجراءات الوقاية خشية من انتقال "كورونا" للقطاع.

ففي "مخبز العائلات"، يرتدي الموظفون قفازات وكمامات وغطاء للرأس، كما يتم تعقيم المكان بالكامل عدة مرات باليوم.

كما أسس المخبز ما يشبه غرفة للحجر، باستخدام أكياس النايلون المقوّى، لفصل المنتجات المخبوزة عن الزبائن، كخطوة احترازية للوقاية من "كورونا".

تعقيم الأماكن العامة بغزة (أ ب أ)

إجراءات حكومية

وعلّقت المؤسسات التعليمية الحكومية والتابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، والخاصة منها، الدراسة في مدارسها وجامعاتها، لفترات مختلفة.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم ووكالة "أونروا"، إغلاق مدارسهما حتّى نهاية الأسبوع الجاري، كإجراء احترازي.

فيما علّقت الجامعات دوامها الأكاديمي، التزاما بقرار الرئيس محمود عباس إعلان حالة الطوارئ في الأراضي الفلسطينية مدة شهر، لمواجهة الفيروس.

بدورها، أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية عن حزمة من الإجراءات للوقاية من الإصابة بالفيروس.

وأوصت الوزارة، المصابين بمرض الأنفلونزا بأداء الصلاة في المنزل، وعدم الحضور إلى المساجد. ودعت إلى عدم الإطالة في "الصلوات الجهرية، وخطب الجمعة".

كما طالبت بوقف الأنشطة ذات العدد الكبير، مضيفة "بخصوص حلقات تحفيظ القرآن في المساجد، فيتم توزيع الطلبة على أكثر من وقت خلال اليوم، أو يتم التسميع الفردي، ويمنع جمعهم على صعيد واحد".

موظفو بلدية خان يونس يحمون أنفسهم من الفيروس (أ ب أ)

إجراءات احترازية

واتخذت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة عددا من الإجراءات الاحترازية لمنع تسلل كورونا إلى غزة.

وأكدت الوزارة، على ضرورة تقيّد جميع القادمين إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي، بالحجر المنزلي لمدة 14 يوما، من تاريخ دخولهم للقطاع.

وشددت على أنها ستفرض بالتعاون مع وزارة الداخلية والجهات المختصة، الحجر الإجباري في مركز "الحجر الصحي"، على المخالفين.

بدوره، قال مدير الطب الوقائي بوزارة الصحة، مجدي ضهير، في تصريحات سابقة، إن وزارته "اتخذت إجراءات لمنع وصول كورونا إلى غزة، بحيث يتم متابعة القادمين عبر المعابر من الدول الموبوءة وفحصهم وعزلهم لمدة 14 يوما داخل حجر صحي مخصص لهم في معبر رفح".

وتلك الدول، وفق الوزارة، هي "الصين، وكوريا الجنوبية، واليابان، ومكاو، وسنغافورة، وتايلاند، وهونغ كونغ، وإيران، إيطاليا، سوريا، مصر، لبنان".

(أ ب أ)

وأوضح ضهير أنه "يتم تجهيز مستشفى ميداني بالقرب من معبر رفح جنوبي القطاع بسعة 30 سريرا كمرحلة أولى، وقسم عناية مركزة، ومعدات وكفاءات طبية مدرَبة"، في حال وجود إصابات.

كما ذكر أنه "تم توفير جهاز ومستلزمات فحص حالات الاشتباه في أي حالة دون الحاجة للخروج من القطاع".

وكانت وزارة الصحة قد نشرت عددا من حملات التوعية الوقائية، وأصدرت تعميمات لإرشاد المواطنين حول كيفية الإجراءات الشخصية الوقائية من كورونا.

التعليقات