"الميتة".. قرية فلسطينية تقف في وجه مخططات التهجير في الأغوار

يخيم شبح الهدم على مساكن الميتة في منطقة الأغوار الشمالية التي يقطنها 135 فلسطينيا في منازل من الصفيح والخيام، وذلك بادعاء البناء دون ترخيص

(الأناضول)

يخيم شبح الهدم على مساكن الميتة في منطقة الأغوار الشمالية التي يقطنها 135 فلسطينيا في منازل من الصفيح والخيام، وذلك بادعاء البناء دون ترخيص.

ويعيش السكان هناك حياتهم الطبيعية في الوقت الذي يفتقرون فيه إلى الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء وشبكات الاتصال والطرقات، ويستخدم السكان الطاقة الشمسية للحصول على الإنارة ليلا؛ وهم يترقبون أي تحرك إسرائيلي ويخشون هدم مساكنهم وطردهم من القرية.


وتتعرض المساكن الفلسطينية في الأغوار لعمليات هدم من السلطات الإسرائيلية، بحجة البناء دون ترخيص في مواقع مصنفة "ج" بحسب اتفاق "أوسلو" الموقع بين منظمة التحرير وإسرائيل عام 1993.

وتبلغ مساحة منطقة الأغوار الفلسطينية نحو 1.6 مليون دونم، ويقطن فيها نحو 13 ألف مستوطن إسرائيلي في 38 مستوطنة، في حين يسكن حوالي 65 ألف فلسطيني في 34 تجمعا.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مرارا أن حكومته تعتزم ضم مناطق واسعة بالضفة الغربية بما فيها الأغوار.

تهجير

يقطن المزارع الفلسطيني، شريف زواهرة، مع أسرته المكونة من 8 أنفار في منزل من الصفيح، وقال إن "السلطات الإسرائيلية هدمت مسكن عائلته عدة مرات، وتواصل التضييق اليومي بحق السكان في محاولة لطردهم لصالح مشاريع استيطانية".

ولفت إلى أن "منزله معرض للهدم في أي وقت، غير أنه مصر على البقاء في تلك الأرض".

وسرد قصة تهجير عائلته من منطقة تل عراد في منطقة النقب عام 1953، إلى أن حطوا الرحال في الأغوار الشمالية.

وقال زواهرة "وجدنا هنا موطنا، لن نقبل بعملية تهجير جديدة"، مشيرا إلى أنه يقبل الرحيل فقط لموطن أجداده، في إشارة إلى "تل عراد".

مصير مجهول

بدوره، أشار محمد عيد زواهرة (35 عاما)، إلى مستوطنات إسرائيلية مقامة في الأغوار بالقول، "يتم توفير كل متطلبات الحياة للمستوطن قبل أن يسكن منزله، بينما نمنع من تشييد بيوت من الصفيح، ونتعرض لعمليات هدم وتضييق يوميا".

وأضاف "حياتنا صفر لا يوجد أي مقومات لها، مصيرنا مجهول بلا أفق، ولا مكان آخر لنا للرحيل"، معربا عن مخاوفه بشأن مستقبل أبنائه السبعة.

ضم بشكل صامت

وقال مسؤول ملف الاستيطان في محافظة طوباس والأغوار الشمالية، معتز بشارات، إن "إسرائيل تواصل عمليات ضم الأغوار بشكل صامت، عبر استمرار البناء الاستيطاني، وعمليات الهدم وتهجير السكان".

وأردف أن "كافة التجمعات السكانية في الأغوار تعرضت لعمليات هدم وتهجير من قبل السلطات الإسرائيلية"، معتبرا أن ما يجري "ضم ناعم".

وأوضح أن "الجيش الإسرائيلي يهدم أي مبان جديدة مستندا إلى قرار عسكري بهذا الشأن"، مؤكدا ضرورة أن "يتشبث السكان في مساكنهم".

واتهم بشارات، السلطات الإسرائيلية بمحاولة تنفيذ جريمة جديدة في الأغوار تشمل هدم تجمع "الميتة" أسوة بما حدث في خربة حمصة الفوقا بالأغوار.

وتعرضت المساكن في حِمْصَة الفوقا، لأربع عمليات هدم، أوسعها في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، حيث هدمت السلطات الإسرائيلية التجمع بشكل كامل، ضمن مخطط استعماري يهدف إلى ضم الأغوار المحتلة لصالح الاستيطان.

وطالب بضغط دولي لوقف قرار الهدم، لكنه قال إن "إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة، ولا تكترث بالبيانات والقانون الدولي".

وحذّر بشارات من أن "استمرار عمليات الضم في الأغوار يهدد مصير قيام دولة فلسطينية مستقلة ومترابطة".

التعليقات