28/07/2021 - 00:40

استمرار البحث عن الغريق أبو ديّة في يافا: "انتظار يزيد من المعاناة"

لا تزال أعمال البحث عن الشاب المفقود موسى أبو ديّة من بيت لحم، والذي فُقدت آثاره قبل أربعة أيام على شاطئ القدس في مدينة يافا، مستمرةً، فيما يتضاءل احتمال أن يكون حيًّا، مع كلّ ساعة إضافيّة تمرّ على العائلة التي

استمرار البحث عن الغريق أبو ديّة في يافا:

من المكان الذي غرق فيه أبو ديّة ("عرب 48")

لا تزال أعمال البحث عن الشاب المفقود موسى أبو ديّة من بيت لحم، والذي فُقدت آثاره قبل أربعة أيام على شاطئ القدس في مدينة يافا، مستمرةً، فيما يتضاءل احتمال أن يكون حيًّا، مع كلّ ساعة إضافيّة تمرّ على العائلة التي ترى أن جهازَي الشرطة والإنقاذ، لم يقوما بواجبهما على أكمل وجه.

ويشارك في عمليات البحث المستمرّة، متطوعون من مدينة يافا والقدس، بالإضافة إلى عناصر من قوات الشرطة والإنقاذ المختلفة، إلا أنّ عائلة الشاب المفقود، ومتطوعون مشاركون في البحث، يشيرون إلى أن عناصر الإنقاذ تتعامل بتقاعس مع الحدث، ولم تكثّف جهودها المعهودة في عمليات بحث مماثلة عن غرقى.

وفي هذا الصّدد قال المتطوع المشارك في عمليات البحث، فهد تقي من جمعية "مرجان" في حديث مع "عرب 48" إن "قوات الإنقاذ لم تستعمل كل المعدات التي تمتلكها، ولا القدرات البشرية بهبّة جدية من أجل العثور على الشاب موسى".

ويتوقّع المشاركون في عمليات البحث، وبضمنهم المتطوعون، وعناصر قوات الإنقاذ، أن أبو ديّة قد علق في

الغريق أبو ديّة

إحدى الصخور في أعماق البحر، ما حالَ دون لفظِ أمواج البحر للشاب، خلال الساعات الـ24 الأولى، علما بأن الشاطئ الذي غرق فيه مليء بالصخور.

ورغم البحث المكثّف الذي جرى في اليومين الأخيرين، لم يُعثّر على الشاب الغريق بعد، وبناء على ذلك؛ يُتوقّع أن يتم توسيع رقعة عمليات البحث عنه، الأربعاء، إذ ستمتدّ عمليات البحث إلى شاطئ يقع جنوبّي المكان الذي غرق فيه، وإلى شواطئ نتانيا شمالا، علّ الرياح قد سحبته إلى منطقة منهما.

مأساة إنسانية

وترك أبو ديّة خلفه زوجته الحامل، وثلاث بنات وولد. وكان يعمل في مجال البناء داخل الخط الأخضر منذ سنين طويلة.

وقال جواد دية، شقيق الشاب الغريق لـ"عرب 48"، إن "الألم يشتدّ مع كل دقيقة تمرّ وموسى مفقود في أعماق البحر".

وأضاف: "رغم أن الواقع يشير إلى استحالة أن يكون حيًّا، إلا أننا نتمسّك ببصيص أمل، والانتظار هكذا على الشاطئ يزيد من المعاناة".

وذكر جواد أنّ العائلة ترى أنّه "مع مرور الوقت تزداد الحالة النفسية الصعبة، فالكل منشغل: هل عُثر على موسى أم لا؟".

وأضاف: "ولكن إذا أخذنا الجانب الآخر في هذه المأساة وهو أنّ هذا الانتظار، قد يهيّئ لزوجته (زوجة الغريق) تقبُّل المأساة دون أن تدخل بصدمة تضرها نفسيًّا".

وحمّل أبو دية المسؤولية لقوات الشرطة والإنقاذ قائلا: "موسى غرق أمام قريب له كان برفقته، على شاطئ القدس، وفجأة سحبته المياه إلى داخل البحر، ولكن ليس إلى مسافة بعيدة، وحاول بعض الشبان مساعدته إلا أنهم لم يستطيعوا. وجاءت قوات الإنقاذ ولكنها لم تستمرّ بالبحث وقتا طويلا، ولو استمرّت لكان بالإمكان العثور عليه بسرعة".

وأضاف: "بعد إغلاق نقطة الإنقاذ في الساعة السادسة مساء، خرج موسى من البحر، وفي نحو الساعة السابعة أراد أن يدخل إلى البحر لدقائق قليلة لآخر مرة لهذا اليوم، ولكنه للأسف لم يعد".

الشاطئ الذي شهد غرق أبو ديّة ("عرب 48")

وذكر تقي أن "قوات الإنقاذ لم تستعمل كامل معداتها، إضافة إلى أنها لم تعمل بصورة مكثفة وجدية كما هو مطلوب منها في عمليات بحث في أعماق البحر".

وأضاف متحدثا عن تفاصيل الغرق: "في يوم السبت وقت الإعلان عن فقدان موسى، كان التيار قويًّا جدا على الشاطئ، وكان البحر خطيرا جدا، فالمنطقة الذي غرق فيها موسى مليئة بالصخور وتحتاج إلى غواصة تعمل لساعات طويلة".

وتابع: "في كل لحظة من المتوقع أن يُعثر عليه أو يلفظه البحر في المكان أو في مكان آخر، ولكن الترجيحات للأسف تشير إلى أنه ليس على قيد الحياة".

وأضاف: "من لديه دراجة مائية أو طائرة صغيرة بدون طيار (مسيّرة)، أو من يستطيع أن يقدّم شيئا في عمليات البحث، فلينضمّ إلى الطاقم، ولو لوقت قصير، لأنّ وضع العائلة مأساوي جدًّا، وينتظرون جثمان ابنهم منذ أيام".

التعليقات