باب العامود بعيون الشبان المقدسيين.. "ملاذنا الوحيد"

على أعتاب البلدة القديمة في القدس المحتلة، يجلس مئات الشبان والشابات الفلسطينيين على درجات باب العامود، يتبادلون أطراف الأحاديث منها الهزلية وأخرى عن همومهم اليومية، رغم ضيق المكان لكنّه يتّسع بهم في ظل أجواء رمضان الذي يعطي المدينة امتيازا خاصا.

باب العامود بعيون الشبان المقدسيين..

مدرج باب العامود (عرب 48)

على أعتاب البلدة القديمة في القدس المحتلة، يجلس مئات الشبان والشابات الفلسطينيين على درجات باب العامود، يتبادلون أطراف الأحاديث منها الهزلية وأخرى عن همومهم اليومية، رغم ضيق المكان لكنّه يتّسع بهم في ظل أجواء رمضان الذي يعطي المدينة امتيازا خاصا.

ويجلس الفلسطينيون هناك ويحيون الحيّز بأناشيدهم وهتافاتهم ولعبهم، لكن سرعان ما تستفز هذه المشاهد قوات الاحتلال وتبدأ المضايقات لتعكير الأجواء بملاحقة الشبان تارة وبمنعهم من الجلوس على المدرج تارةً أخرى.

مدرج باب العامود (عرب 48)

ويعتبر الفلسطينيون عامةً والمقدسيون خاصة، منطقة باب العامود الملاذ الوحيد لهم في ظل خنق المدينة بالاستيطان ومظاهر العسكرة وإعدام الأحياز الفلسطينية العامّة في المدينة المحتلة.

عن منطقة باب العامود بنظر أبناء مدينة القدس المحتلة، تحدث مراسل "عرب ٤٨" مع مجموعة من شباب المدينة، وقال الشاب خالد وزوز إن: "منطقة باب العامود في القدس من معالم المدينة الرئيسية، إذ أن منطقة باب العامود تتميز بأجواء مختلفة وجميلة وهنا نقطة تكوين العلاقات وتوطيدها، بالإضافة إلى جمالية وروحنية المكان، هنا نضالاتنا نحن شباب القدس".

خالد وزوز

وأضاف وزوز: "هذه السنة تعد هادئة مقارنةً بالسنة الماضية، إذ إنه عندما تم وضع السواتر الحديدية السنة الماضية ومُنع الشبان من الجلوس في منطقة باب العامود، اشتعلت الأجواء وتحولت المنطقة إلى ساحة حرب، بسبب وضع السواتر الحديدية في المنطقة التي لا غنى لأهالي القدس عنها، منطقة باب العامود لنا فقط".

"لا بديل عن باب العامود"

وأشار وزوز إلى أنه "عندما وُضِعت السواتر الحديدية العام الماضي، تأثر كل مقدسي وغير مقدسي، لأن الجميع اعتاد زيارة منطقة باب العامود والجلوس على الدرجات، وليس لنا بديلا غير هذه المنطقة".

وحول تردّد وزوز إلى باب العامود، أوضح أن "منطقة باب العامود هي من الروتين اليومي لنا نحن أهل القدس، إذ أنني أزور منطقة باب العامود يوميًا إما قبل الإفطار أو بعده، وهذه المنطقة من حياتنا التي لا غنى عنها أبدًا".

من زقاق البلدة القديمة (عرب 48)

ودعا وزوز "كل أهالينا في الضفة ومناطق الـ48 لزيارة مدينة القدس، إذ أن القدس مُلك للجميع ومن حق وواجب كل المواطنين من مختلف البلدات زيارتها".

أما الشابة ميس سليمان وهي من بيت حنينا، قالت إن "منطقة باب العامود مميزة جدًا، إذ أنها تجمع أبناء القدس في منطقة واحدة، وهذه التجمعات في منطقة باب العامود بالتحديد تزيد الانتماء للقدس، وتتميز تحديدًا في شهر رمضان، وفي هذه المنطقة ترى الحياة الجميلة في القدس".

ميس سليمان

وأضافت سليمان: "لا بديل لنا أبناء القدس عن هذه المنطقة، إذ انني أزور منطقة باب العامود عدة مرات خلال الأسبوع، هذه المنطقة تعد النقطة التي يجتمع بها الأصدقاء، وحتى عندما أزور باب العامود لوحدي أشعر بالراحة والطمأنينة والسعادة".

ومن جهته، قال الشاب عيد قليبو صاحب كشك في منطقة باب العامود إن: "منطقة باب العامود خلال هذه الأيام هادئة، والأجواء جميلة خاصةً في رمضان قبيل وبعد الإفطار، صحيح كانت الأجواء بداية شهر رمضان مشحونة، لكن حاليًا الأجواء هادئة وليس هناك ما يثير الخوف".

عيد قليبو

وحول الحركة الاقتصادية قال قليبو إنه "يوجد حركة اقتصادية جيدة نوعًا ما، لكن هناك حاجة لزيادة الحركة الاقتصادية، والحركة أصبحت أقل عمّا كانت عليه سابقا بسبب ما نُشر في الإعلام الإسرائيلي ودبّ الخوف في نفوس المواطنين".

وأشار قليبو إلى أننا "نحن أصحاب الأكشاك في مدينة القدس نعتمد بشكل كبير على أهالينا في الداخل الفلسطيني والضفة الغربية، لذلك ندعو الأخوة الزائرين للشراء من الأكشاك والمحلات في مدينة القدس".

إبراهيم بدر

ومن جهته، قال الشاب إبراهيم بدر من مدينة القدس المحتلة إن "الأجواء ممتازة في منطقة باب العامود، وهذه المنطقة هي الملاذ الوحيد للمقدسيين وهي النقطة التي يجتمع بها شباب القدس في مكان واحد، هنا البيت والأهل والأصدقاء والوطن".

واختتم بدر "يوميًا نتواجد في منطقة باب العامود، ولدت وترعرعت في هذه المنطقة وسوف أبقى هنا، هنا البيت الجامع للكل".

التعليقات